حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي” والإدارة الأميركية للسلامة المرورية، من المخاطر المتزايدة التي يشكلها تعرض السيارات للقرصنة.
ومع التطوّر المستمر في قطاع التكنولوجيا الموجهة للسيارات، يزداد الخطر الناجم عن القرصنة بشكل كبير مع وجود أنظمة وميزات متطورة مثل الدخول إلى السيارة من دون مفتاح وخاصيات حديثة أخرى.
وجاء في بيان التحذير لـ“إف بي آي”، أنه ينبغي على الشركات المصنعة للسيارات وعموم الناس أن يحافظوا على وعيهم بالمخاطر المتعلقة بالأمن الرقمي والتي تهدد السيارات الحديثة المزودة بتقنيات متطورة.
وتتضمّن السيارات الحديثة، في أغلب الأحيان، تقنيات اتصال جديدة تسمح بتحسين الأمان والاقتصاد في استخدام الوقود والاتصال بالإنترنت من داخل السيارة، ما يلزم المستهلكين والمنتجين توخي الحيطة والحذر من التهديدات الإلكترونية المحتملة في حال تمّ اختراق أنظمة هذه السيارات.
ويحذر بيان “إف بي آي” من قيام الهاكرز بإرسال رسائل عبر البريد الإلكتروني لتحديث أنظمة بعض السيارات، بينما هي في الحقيقة برمجيات خبيثة هدفها سرقة البيانات.
وأطلق الخبير الأمني تروي هانت منذ فترة قصيرة نتائج تظهر إمكانية تعرض مستخدمي سيارة “نيسان ليف” لهجمات القراصنة بكل سهولة.
ومن أجل اختراق سيارة نيسان، استخدم هانت بكل بساطة تطبيق “نيسان ليف” على الهاتف المحمول، والذي يمكن مالكي سيارات نسيان من تسخين السيارة أو تبريدها قبل ركوبها وكذلك فحص البطارية وغيرها من المهام ذات الصلة.
وبصرف النظر عن التطبيق، فإن كل ما كان يحتاجه هانت هو الرقم التعريفي للسيارة والقليل من القرصنة. وتعد معلومات الرقم التعريفي للسيارة متاحة على الزجاج الأمامي لأي سيارة، ويمكنه أن يعطي أي شخص من المارة كل المعلومات التي يحتاجها للوصول إلى السيارة واختراقها.
وبيّن هانت أن ما يدعو للخوف من الاختراق هو إمكانية الوصول إلى البيانات الهامة من قبل الهاكرز، بمجرد الاتصال بالسيارة بما في ذلك معلومات حول الرحلات الأخيرة واستهلاك الطاقة وحالة شحن البطارية وغيرها، مما يمكن أن يشكل تهديدا على حركة تنقل السيارة.
وحذّر العديد من الخبراء من إمكانية تعرّض السيارات المتصلة بالإنترنت للاختراق الإلكتروني، في حالات مشابهة للاختراقات التي تحصل لأجهزة الكومبيوتر والأجهزة الذكية.
وفي هذا السياق استرجعت شركات السيارات بعضا من طرازاتها لإجراء عمليات التحديث الأمنية اللازمة بعد أن بَرهنَ باحثون عن إمكانية السيطرة عليها عن بعد من قبل قراصنة الإنترنت. فعلى سبيل المثال، تعتمد القرصنة المتعلقة بنظام الدخول إلى السيارة من دون مفتاح على اعتراض إشارات الراديو لفتح السيارة وإغلاقها عن بعد، حيث يقوم المخترق باعتراض الإشارة وإعادة إرسالها إلى السيارة للسيطرة عليها والاستيلاء على الأغراض الثمينة الموجودة بداخلها.
ووجد باحثون أنه يمكن الاتصال بالسيارة من خلال شبكة هاتف مزيّفة، مما يمنح القراصنة إمكانية التحكم في أي شيء نشط من خلال بطاقة “سيم”. وبالنسبة إلى القرصنة المتعلقة بنظام الاتصال بالإنترنت، فإنّ المخترق يقوم بالتحكم بأنظمة السيارة الداخلية عبر نظام الواي فاي الموجود داخل السيارة، وإعادة برمجتها بشكل كامل، للتحكم في السرعة والمقود، ما يمكن أن يشكل خطرا على سلامة القيادة.
وأثبتت التجارب قدرة القراصنة على التحكم في السيارات الذكية وجعلها تسرع أو تخفض السرعة، أو تنحرف عن طريقها أو تشغّل آلة التنبيه بشكل مستمر، أو تعطّل أنوار السيارة أو تشغّلها. ويمكن للقراصنة تزوير القراءات في عداد السرعة للسيارة، والأخطر هو القدرة على تعطيل الفرامل عن العمل.
وتحاول الشركات المصنعة للسيارات إطلاق تحديثات أمنية من حين إلى آخر لحماية التطبيقات الذكية التي تعمل بالتزامن مع سياراتها مثل “جنرال موتورز” والتي حدّثت تطبيقها من أجل عدم السماح للقراصنة باختراق السيارة وفتح الأبواب وتشغيل المحرك.
ونصح الخبراء السائقين والمنتجين باتخاذ جملة من الخطوات، منها، التأكد من أن البرمجيات المثبّتة في سياراتهم محدثة بشكل كامل.
المصدر : العرب