منوعات

طفل سوري يصبح “إمبراطور القراءة” بألمانيا

للعام الثاني على التوالي، تمكن الطفل السوري أحمد حزاني (ثمانية أعوام) من الحفاظ على لقب “إمبراطور القراءة” في المسابقة السنوية التي تنظمها مكتبة بلدة باد هارتزبيرغ بولاية سكوسونيا السفلى في ألمانيا.

ورغم أن الطفل السوري لم يكمل عامه الثاني بعد إقامته مع أهله في ألمانيا، فقد استطاع اجتياز المسابقة بنجاح متفوقا على كثير من أقرانه الألمان.

ومسابقة “إمبراطور القراءة” التي أطلقتها بلدية باد الألمانية قبل عشر سنوات تهدف إلى تشجيع الأطفال على القراءة، حيث توزع المكتبة على الأطفال عشرة كتب عليهم الانتهاء منها خلال ثلاثة أشهر ثم يناقش مدير المكتبة مدى فهم الطفل مضمون كل كتاب.

ووفقا للوائح المسابقة فمن يجتاز نقاش الكتب العشرة يحصل على لقب “إمبراطور القراءة”، أما من يقرأ خمسة كتب فقط ويجتاز الامتحان فيحصل على لقب “ملك القراءة” ويتم تتويج الأطفال الفائزين في حفل خاص.

اندماج سريع

وتمثل أسرة الطفل أحمد نموذجا للعائلات اللاجئة التي اندمجت بسرعة في المجتمعات الجديدة، فبعد شهور فقط من لجوئها إلى ألمانيا في مايو/أيار ٢٠١٤ تمكنت والدته من تعلم اللغة الألمانية، وهي اليوم معلمة مساعدة في مدرسة ابتدائية، في حين تمكن والده من الحصول على المستوى الثالث من تعلم اللغة الألمانية رغم صعوبتها.

يقول ماجد حزاني والد الطفل أحمد -وهو مهندس معلوماتية لجأ إلى ألمانيا هربا من الحرب الطاحنة في سوريا- إن خوفا كبيرا اعتراه وزوجته في البداية على ابنهما أحمد، إذ إنه في السابعة من عمره ولم يكن يعرف أحدا في المجتمع الجديد ولا يستطيع التعبير عن نفسه بالألمانية.

كانت خشية الوالدين الرئيسية أن ينطوي الطفل على نفسه في ظروف غير معتادة حتى بالنسبة للكبار، ولكن المفاجأة -كما يقول والده- هي تعلمه السريع لهذه اللغة وتمكنه بعد أشهر قليلة من خوض امتحان صعب فيها وهو مسابقة “إمبراطور القراءة” فكانت المفاجأة لمعلميه في المدرسة ولنا أنه استطاع منافسة أقرانه ممن ولدوا وعاشوا في ألمانيا وتفوّق على كثير منهم.

يقول والد أحمد إنه يفتخر بولده كثيرا لأنه أنجز خلال فترة بسيطة عملا كبيرا وصعبا، فعلاماته الدراسية يتفوق بها على أقرانه الألمان، وقد أصبح مشهورا في المنطقة التي يسكنون فيها، وهناك أشخاص يقدمون للعائلة المساعدة المجانية، وحتى أطباء العائلة يرحبون به وينادونه بلقب “القيصر”

موهبة مقدّرة

وسائل الإعلام الألمانية احتفت في العام الماضي بتفوق أحمد، مما شّكل له دافعا لمواصلة نشاطاته، خاصة مع الاهتمام الذي لقيه في محيطه، حتى إن عضوا بالبرلمان الأوروبي عن “حزب العائلة” قام بزيارة رسمية لأحمد وقدم له هدية من الاتحاد الأوروبي.

كما أن الأستاذ ليتمان المسؤول عن الاختبارات في مسابقة “إمبراطور القراءة” تبّرع بأن يهتم بشكل خاص بالطفل أحمد دراسيا، حيث يزوره كل أسبوع ويدرّسه ويساعده في واجباته المدرسية.

يقول الأستاذ ليتلمان إن أحمد طفل ذكي ويجيب خلال مناقشة الكتاب معه عن السؤال فورا، في حين أن أقرانه من الفائزين يحتاجون إلى مساعدة وتقديم احتمالات لهم ليمكنهم الإجابة بشكل صحيح على السؤال.

ويشير والد الطفل أحمد إلى أن مدير المكتبة تفاجأ بالتطور السريع لأحمد وقدرته على النقاش باللغة الألمانية بهذه السرعة، وقال إنها المرة الأولى التي يصادف فيها طفلا مثله.

وأصبح اللاجئ السوري الصغير اليوم مشغولا طيلة النهار، ووقته موزع بين المدرسة والنشاطات الكثيرة التي يمارسها، فهو إضافة إلى مواظبته على المطالعة، لاعب في فريق كرة اليد ويخضع لدورات في السباحة ويتعلم العزف على البيانو.

يجيب الطفل السوري المتفوق عن سر كل هذه النشاطات التي يمارسها بأنه يريد أن يكون “مصدر فخر لأهله”، ورغم أنه يجد اليوم صعوبة في التعبير عن نفسه باللغة العربية لكنه يبدو مصمما على التفوق والتميز، وأن يكون “إمبراطورا” دائما للقراءة في ألمانيا.

المصدر : الجزيرة نت

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى