منوعات

لا للانحياز – الكونغرس لفيس بوك

قالت شركة فيسبوك إنها ستغير بعض الإجراءات الخاصة بقسم “الموضوعات الأكثر رواجا” في الموقع بعد ظهور تقرير إخباري زعم أنه تجاهل أخبار المحافظين مما دفع الكونغرس الأميركي إلى المطالبة بالمزيد من الشفافية.

وقالت الشركة إن تحقيقا داخليا لم يظهر أدلة على انحياز سياسي في اختيار الموضوعات الإخبارية التي تدرج بقسم “الأكثر رواجا”. وقالت أكبر شبكة تواصل اجتماعي في العالم في تدوينة إنها ستجري عدة تغييرات تشمل استبعاد قائمة لعشرة مواقع رئيسية مجازة فضلا عن توفير المزيد من التدريب وتوجيهات إرشادية أوضح لمساعدة المحررين على تفادي الانحياز الأيديولوجي أو السياسي.

وفي وقت سابق من هذا الشهر اتهم متعاقد سابق مع فيسبوك محرري الشركة بتعمد حجب أخبار المحافظين. ونشر هذه المزاعم موقع غيزمودو لأخبار التكنولوجيا الذي لم يذكر اسم المتعاقد السابق.

ودفع التقرير السيناتور الجمهوري جون ثيون عضو مجلس الشيوخ إلى كتابة خطاب يطالب فيه الشركة بشرح كيفية اختيارها للموضوعات الإخبارية التي ترد في قسم الأكثر رواجا.

وبعد يومين من خطاب ثيون نشرت فيسبوك تدوينة مطولة شرحت فيها بالتفصيل كيف تجري عملية اختيار الموضوعات الأكثر رواجا على الرغم من أنها نادرا ما تتطرق للمسائل من هذا النوع.

وقالت فيسبوك إن تحقيقها أظهر أنه تمت إجازة موضوعات محافظة وليبرالية لقسم الأكثر رواجا بمعدلات شبه متطابقة. وقالت إنها لا تجد ما يثبت صحة أي من المزاعم بحجب مواد أو مصادر بعينها لدوافع سياسية.

ودعا ثيون الشركة في خطابه إلى الرد على الانتقادات مطالبا بالحصول على إجابات في أواخر شهر مايو على عدة أسئلة تتعلق بممارساتها الداخلية. وقال ثيون “أي محاولة من جانب منصة تواصل اجتماعي محايدة وشاملة للرقابة على النقاش السياسي أو التلاعب به انتهاك للثقة لا يتسق مع قيم الإنترنت المفتوحة”.

والتقى الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك مارك زوكيربرغ الأسبوع الماضي أكثر من 12 من السياسيين المحافظين والشخصيات الإعلامية لبحث قضايا الثقة في شبكة التواصل الاجتماعي.

وفتحت لجنة بمجلس الشيوخ الأميركي تحقيقا الثلاثاء 10 مايو 2016، في كيفية اختيار موقع فيسبوك للقصص الإخبارية. وطلبت لجنة التجارة والعلوم والنقل بمجلس الشيوخ من زوكيربرغ في رسالة الرد على أسئلة بشأن ممارسات إدارة الشركة في التعامل مع الأخبار وقسم الموضوعات الأكثر رواجا بها.

وشملت الرسالة الموجّهة لفيسبوك طلبات لتقديم معلومات بشأن الهيكل التنظيمي لخاصيّة الموضوعات. وتظهر خاصية “أكثر الموضوعات تفاعلا” في أقصى اليمين على صفحة فيسبوك الرئيسية. وهو يهدف إلى إبراز أكثر الموضوعات تفضيلا من حيث النقاش بين جمهور المستخدمين على فيسبوك في شتى أرجاء العالم، هذا الجمهور الذي يبلغ قرابة 1.6 مليار مستخدم من مختلف البلدان.

واستدعى انتقال النقاش من المنصات الصحافية إلى أروقة الكونغرس، تهكم مساعد زعيم الكتلة الديمقراطية بالكونغرس آدم جنتلسون، الذي قال إن “عقد جلسات استماع بشأن فيسبوك أمر وطني ملحّ”.

هذا الجدل المثار في الشارع الأميركي وداخل أروقة الكونغرس يدفعنا إلى العديد من التساؤلات حول دور فيسبوك. فمنذ انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2008، تتيح منصة فيسبوك للمستخدمين الأميركيين خيار “I’m voting”، الزر الذي من خلاله يخبر المستخدم الأميركي أصدقاءه بأدائه حق التصويت في الانتخابات.

إلى هنا يبدو الأمر طبيعيا لكن الجانب الآخر من الحقيقة أنه بمجرد الضغط على الزر تظهر صورتك واسمك بجوار كلمة I’m voting وهو ما يشجع أصدقاءك ومتابعيك لعمل الشيء ذاته. الأمر كان أشبه بالظاهرة في انتخابات الرئاسة 2008.

لذلك خضعت التجربة للدراسة من قبل مجموعة من الأكاديميين من جامعة كاليفورنيا ونشرت دراستهم التي أفادت بأن نسبة 0.39 بالمئة من المصوتين الأميركيين لم يكونوا ليشاركوا في الانتخابات لو لم تظهر لهم مشاركات أصدقائهم على فيسبوك!

ربما تبدو النسبة ضئيلة، لكن ماذا لو علمت أن جورج بوش الابن كان قد هزم آل غور في ولاية فلوريدا في الانتخابات الرئاسية لعام 2000 بفارق عدد أصوات 537 صوتا –أي بنسبة لا تتجاوز 0.01 بالمئة من إجمالي من لهم حق التصويت في الولاية– ولولا نتيجة فلوريدا لكان آل غور الرئيس الثالث والأربعين بدلا من جورج بوش!

وهذا ما يفسر أن سؤال “هل يتوجب علينا إيقاف دونالد ترامب؟” الذي دار بين موظفي فيسبوك في مارس الماضي فتح على الشركة أبواب جهنم، لا سيما وأن المدير التنفيذي للشركة كان قد هاجم الحملة الإعلامية للمرشح الجمهوري.

وقد أجرت شركة فيسبوك العديد من الدراسات والتجارب أثبتت من خلالها كيف أن التحكم في نوعية الأخبار التي تظهر للمستخدم على صفحته الخاصة –نتيجة مشاركة أصدقائه لها– يمكن أن تشكل تغيرا في اهتماماته وآرائه السياسية، ما يؤثر بالتبعية على رأيه في صندوق الانتخاب.

ويشبه خبراء فيسبوك بـ”جهاز مخابراتي” تفوق قدراته إمكانات جهاز المخابرات المركزي الأميركي CIA، في ما يتعلق بقواعد البيانات. إذ لديه أكبر قاعدة بيانات في العالم، ويتمتع بقدرة تحليلية هي الأدق والأفضل. ناهيك عن قدرته على التحكم في آرائك وتوجهاتك والتحكم في مزاجك.

المصدر : العرب 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى