يشتغل العاملون في واحد من أقدم مصانع التمور في مدينة البصرة العراقية وقتا إضافيا هذه الأيام، لتلبية الطلب المتزايد على إنتاج مصنعهم خلال شهر رمضان الذي يكثر فيه العراقيون من أكل التمر.
ويزيد مصنع تمور عراقي إنتاجه لمواءمة الطلب المتزايد على التمر خلال شهر رمضان الذي عادة ما يُستهلك التمر فيه يوميا عند الإفطار كسُنة عن النبي محمد.
وشهدت الأسواق العراقية في السنوات الأخيرة ظهور أنواع تمور مستوردة من دول مجاورة، بسبب تراجع زراعة النخيل في العراق الذي كان من أكبر الدول المنتجة للتمر في العالم.
وقال عبدالرضا عبدالله الموسوي مسؤول مصنع تمور الموسوي بمدينة البصرة “تهيأنا لشهر رمضان منذ شهر شعبان فبدأنا الاستعدادات بزيادة ساعات العمل إلى 12 ساعة بدل 8 ساعات. كنا ننتج 4 أطنان والآن أصبحنا ننتج 6 أو 7 أطنان من كافة أنواع التمور”.
وأوضح الموسوي أن مصنعه يعتمد على التمور المنتجة محليا، لكن نظرا للصراع المتنامي في العراق وزيادة نسبة الملوحة في الأرض تمثل أشجار النخيل المُنتجة في البصرة نحو 20 في المئة فقط من إجمالي التمر الذي يجري تصنيعه في المصنع، وتأتي بقية الكميات من محافظات عراقية أخرى.
وكان العراق أكبر منتج للتمر في العالم العربي. وقبل حرب الثمانينات مع إيران كان في البلاد 30 مليون نخلة تنتج مليون طن من التمر سنويا.
لكن الاضطرابات جراء الحرب والإهمال الذي تعرضت له الأراضي العراقية على مدى عقود، تسببا في الإضرار بصناعة التمور جراء انخفاض عدد أشجار النخيل إلى النصف وتراجع الإنتاج إلى نحو 420 ألف طن.
وأطلقت الدولة حملات لإنعاش صناعة التمور من خلال زراعة ما يصل إلى 40 مليون نخلة في عشر سنوات ولإنتاج أصناف يحتاجها السوق أكثر من غيرها.
وعادة ما ترتفع أسعار التمر مع دخول شهر رمضان، لكن الموسوي قال إن مصنعه لم يرفع الأسعار خلال شهر الصوم.
وأضاف “لم نحاول زيادة أسعار التمور احتراما لشهر رمضان. الأسعار بقيت نفسها ولا نقوم بترفيعها إلا إذا طبعا ارتفعت أسعار الإنتاج”.
ويؤكد تجار التمور على ارتفاع مبيعاتهم بنسبة كبيرة أثناء شهر رمضان الذي يُقدم فيه التمر يوميا على موائد الإفطار.
وقال بائع تمر بالجملة يدعى نادر عبدالله السلمان “خلال الأيام العادية كنـت أبيع حمولة سيـارة من 10 أطنان إلـى 12 طنا خلال شهر واحـد، لكن حاليا في شهر رمـضان نبيع 20 طنا من التمر خلال ثلاثة أيام فـقط”.
ومحل “العامري والشيتي” من أشهر محلات بيع التمور في البصرة.
وقال أبومحمد صاحب محل “العامري والشيتي” لبيع التمور “الأشهر الباقية تختلف عن الشهر الكريم؛ مثلا كنا نبيع ما بين 100 و200 كيلوغرام، الآن نبيع ما بين 400 و600 كيلوغرام. ويأتي زبائننا من المحافظات القريبة مثل الناصرية والعمارة. يأتينا أيضا موظفو السفارات القريبة من المحل مثل السفارة التركية والإيرانية والمصرية”.
وتتعدد أنواع التمور في البصرة لتشمل الحلاوي والبريم والبرحي والخضراوي والساير والمكتوم وغيرها. ولم يتزامن شهر رمضان مع موسم إنتاج البلح هذا العام ولا العام الماضي في العراق، وإن كان تصادف مع بداية موسم الرطب في أسواق منطقة الخليج.
المصدر : العرب