منوعات

مواقيت المسلسلات في رمضان كيف تُختار ؟

كل عام، يغص الموسم الرمضاني بعشرات المسلسلات الدرامية على الشاشات العربية واللبنانية، التي غدت من أركان هذا الشهر، إذ تتنافس القنوات فيما بينها على “الرايتينغ”، الذي يثبت للقيمين على الأعمال والقنوات إن كان اختيارهم صحيحاً أم أخفقوا. فيما تنفي بعضها الأرقام التي توزعها شركات الإحصاءات، وتعتبر أن الأرقام غير دقيقة، وما هي إلا معايير خاصة بالمحطات والإعلانات، التي لا تقوم على كيفية تفاعل الناس مع المسلسل أثناء وقت العرض بل على المحسوبيات والمصالح.

أيضاً كل عام، يتساءل المشاهد، عن كيفية اختيار توقيت المسلسلات خلال شهر رمضان، ومن يحدد ذلك، شركة الإنتاج أم المحطة؟ وما هي المعايير التي تتّبع؟ وهل للأبطال دور في ذلك، أم فقط ضخامة الإنتاج؟ وهل تحرق المسلسلات القوية بعضها البعض إن بُثت في نفس التوقيت؟ وهل عرض المسلسل على عدة شاشات بأوقات مختلفة مفيد أم مضر؟ وما هي أسعار المسلسلات؟

المنتج المسؤول لبرامج تلفزيون “المستقبل” رولان بربر الذي كان حاضراً في كواليس أغلب المسلسلات أثناء التصوير في لبنان، يشرح في مقابلة مع “العربي الجديد”: “كل عام وقبل حوالى شهر من الموسم الرمضاني تبدأ القنوات المفاوضات الجدية مع شركات الإنتاج، وهنا يلعب الوقت دوره، فكلما اقترب شهر رمضان، يسعى المنتج إلى إنهاء المفاوضات كي لا يفوته الأوان، والقنوات تدرك هذه اللعبة جيداً، لكن في الكواليس والاجتماعات السرية تكون المحطة مقررة مسبقاً المسلسل القوي الذي ستنافس به خلال الشهر”.
وعن التسريبات التي تحصل بين القنوات المتنافسة لمعرفة أي مسلسل قوي سيتم عرضه على الشاشات الأخرى، يقول: “هذا الدور يلعبه المنتج، فخلال الاجتماعات يحاول المنتج أن يلعب لعبة مضادة للوقت، ويقول أننا دخلنا في مفاوضات متقدمة مع قناة أخرى ولديكم أسبوع لحسم الأمر”.

وعن كيفية تحديد المسلسل القوي يشرح: “للأسف في لبنان والدول العربية يتم تحديد المسلسل القوي بناء على عامل واحد، وهو من البطل أو البطلة، والمنتج يشرح خلال الاجتماعات السرية المسلسل في دقائق مثلاً: “كان يحبها وتركته ويعود لها آخر المسلسل، فالقصة والحبكة والإخراج يتم النقاش بها خلال شهر رمضان أو عند انتهاء الموسم”.

ويضيف: “مزاد الأبطال أو أسهمهم ترتفع وتنخفض من موسم إلى آخر، لنأخذ مثلاً مسلسل “24 قيراط” العام الماضي من بطولة سيرين عبد النور وعابد فهد وماغي بو غصن، الذي طرح قبل العرض كمسلسل قوي، وفيه كل العناصر الجذابة، عابد فهد الذي يستقطب العنصر النسائي وأسهم سيرين عبد النور المرتفعة كل عام، ولكن ما أن انتهى المسلسل حتى انخفضت أسهم هذه العناصر نتيجة لردود الفعل السلبية التي تعرض لها المسلسل منذ حلقاته الأولى حتى نهايته، وصلت لتحميل الأبطال بعضهم البعض مسؤولية الفشل، وهنا أصبح المشاهد الضحية الذي تابع المسلسل ولم يعد قادراً على متابعة مسلسل آخر، الأمر الذي انعكس سلباً هذا العام على مسلسل “يا ريت” من بطولة ماغي بو غصن ومسلسل “سمرقند” لعابد فهد اللذين أصبحا خارج المنافسة الرمضانية حتى الآن”.

وعن كيفية تحديد وقت عرض المسلسل على الشاشات إن كان عرضاً أول، أي بعد الإفطار مباشرة من الساعة الثامنة والنصف مساء الى التاسعة والنصف يقول: “هناك استراتيجيتان تتبعهما المحطات للتوقيت، الأولى اعتبار المسلسل لديه العوامل الكافية التي تمكنه من مبارزة المسلسلات القوية الأخرى، وهذه دراسة سرية يجريها القيمون على المحطة مع المعلنين بناء على ردود فعل النقاد على نهايات أبطال الموسم السابق، إلى جانب نسب المشاهدة، أما الاستراتيجية الثانية فهي حماية المسلسل القوي من منافسة العرض الأول وبثه كعرض ثانٍ أي من الساعة التاسعة والنصف ليلاً الى العاشرة والنصف وذلك لاستقطاب مشاهدين أكبر وإعلانات أكثر”.

ويضيف: “هناك عناصر أخرى تأخذها المحطات بعين الاعتبار وهي معرفة المحطات العربية الأخرى التي ستعرض المسلسل نفسه، وتوقيت العرض، فالسوق اللبناني لا يغطي تكلفة المنتج، فاتجه في السنوات الأخيرة إلى إعطاء حقوق البث لشاشتين عربيتين بالحد الأدنى، الأولى مصرية والثانية خليجية. هذا الأمر وقعت فيه قناة الجديد هذا العام، التي على ما يبدو لم تطبق قواعد هذه اللعبة الدقيقة بحذافيرها، فذهبت إلى الانتحار عندما قررت عرض مسلسل “نص يوم” كعرض أول الساعة الثامنة والنصف، فيما تعرضه قناة “ام بي سي دراما” الساعة الرابعة بعد الظهر المحضورة لبنانيًا بنسبة عالية جدًا من حيث الدراما، لذلك لم يدخل المنافسة على المراتب الأولى، رغم تكلفته الباهظة والثنائي تيم حسن ونادين نجيم”.

أما عن الدراما اللبنانية التي قلبت موازين “الرايتينغ” يقول: “اكتشف المشاهد اللبناني أن التطعيم العربي الذي شهدناه خلال السنوات المنصرمة لم يعد قيمة مضافة له، فعاد إلى الدراما اللبنانية التي تطورت كثيراً بوجوه ناجحة لبنانياً، والعامل الآخر والأهم هو الشاشة التي تعرض الدراما اللبنانية، فقناة “ال بي سي” نجحت بتسويق نفسها بأنها شاشة الدراما اللبنانية وهذا الأمر أعطى المسلسلات داعماً إضافياً للنجاح”.

أما عن حرق المسلسلات بعضها البعض فيختم رولان بالقول: “يجب الاعتراف أن شهر رمضان هو خسارة بالنسبة للقنوات وربح للمنتج، فالمنافسة آخر 5 سنوات أجبرت القنوات على شراء ثلاثة مسلسلات بالحد الأدنى، والقناة مهما كان حجم حضورها فهي تربح بمسلسل واحد فقط وتخسر باثنين، فالرابح الأول هو المنتج، والرابح الأهم هو المشاهد الذي تحول بالنسبة إليه هذا الشهر إلى قائمة مسلسلات يسجلها ليقوم بحضورها بعد رمضان”. 

المصدر : العربي الجديد 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى