باتت فيرجينيا راجّي التي ترشحت عن حركة «خمس نجوم» التي يقودها الكوميدي السابق بيپّي غريلّو، أول امرأة تُنتخب رئيسة لبلدية روما.
وانتخاب راجّي (37 سنة) التي نالت نحو ثلثي نسبة أصوات الناخبين في العاصمة، اعتُبر ضربة قوية لرئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي الذي حاول تقليل أهمية مغزى النتائج السلبية التي مُني بها حزبه «الديموقراطي» في أكثر من مدينة، وتأثير ذلك في تماسك حكومته، وإن أقرّ حزبه بـ «هزيمة مرّة ومؤلمة».
وجاء انتخاب الشابة الوسيمة برئاسة بلدية روما، نتيجة طبيعية للفساد الذي ميّز الإدارات المحلية للعاصمة منذ عقدين، كان آخره ما عُرف بـ «كابيتال مافيا» والذي أطاح إدارة الرئيس السابق للبلدية إينياتسيو ماريني الذي اضطُرّ إلى الاستقالة، بعدما تخلّى الحزب الديموقراطي عن دعمه.
وتحدثت راجّي عن «لحظة تاريخية أساسية تشكّل منعطفاً: امرأة على رأس بلدية روما في زمن ما زالت المساواة في الفرص حلماً». وتعهدت «إعادة الشرعية والشفافية إلى المؤسسات، بعد 20 سنة من الإهمال وهيمنة كابيتال مافيا». وأضافت: «علينا العمل الآن، وهناك مشكلات كثيرة. أنا مستعدة لتولي الحكم».
وعلى رغم الوهج الإعلامي الذي حظي به انتخاب راجّي رئيسة لبلدية روما، فإن الهزيمة الأقوى دويّاً التي مني بها رئيس الحكومة وحزبه، كانت في مدينة تورينو الصناعية، حيث تمكنت شابة أخرى من حركة «خمس نجوم» من إلحاق هزيمة مدوّية بأحد القادة التاريخيين لليسار، وهو بييرو فاسّيتنو الذي رأس بلدية تورينو لخمس سنوات و «أنجز مهماته في شكل جيّد»، وفق ما أكّده حتى مناهضوه ومنافسوه.
ونالت كيارا آبّيندينو (31 سنة) أكثر من 56 في المئة من أصوات ناخبي المدينة الصناعية الأهم في إيطاليا، مستفيدة من حشد جميع المرشحين السابقين الذين لم يعبروا المرحلة الأولى من الاقتراع، أصوات داعميهم وأنصارهم لمصلحتها، إذ إن الأهم بالنسبة اليهم كان أن يفوز أي مرشّح غير ممثل الحكومة.
إلاّ أن الصفعة الأكبر لماتيو رينزي جاءت من نابولي، التي تمكّن فيها الرئيس الحالي للبلدية لويجي دي ماجيستريس، من هزيمة مرشّح الحزب «الديموقراطي» لا مجرّد الفوز بالمنصب مجدداً، بأكثر من ثلثَي الأصوات.
المصدر : الحياة