أكثر من 15 ألف مسلم أدوا صلاة العيد المركزية في مدينة تورنتو العاصمة الاقتصادية لمقاطعة أونتاريو الكندية في مشهد تبدى فيه تنوع أعراق وأصول المشاركين في قوس قزح إسلامي يعبر عن عالمية دعوة الدين الحنيف.
واعتاد المسلمون في مدينة تورنتو منذ أكثر من 20 عاماً حضور صلاة العيد المركزية في أحد الملاعب أو المراكز الكبرى.
وفي هذه السنة تم تنظيم احتفالية العيد في قاعة “إنتركير سنتر”، وسط حضور أكثر من 15 ألف شخص، ما اضطرهم لتأدية الصلاة على مرحلتين.
واجبات المسلم الكندي
الدكتور جاسر عودة، أستاذ زائر للدراسات الإسلامية في جامعة كارلتون بكندا عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين خطيب الصلاة، تناول في خطبته أهمية استمرار الإنسان المسلم في علاقته مع ربه بعد شهر رمضان والمداومة على الطاعة والعبادة، وأيضاً صلة الإنسان بالقرآن الكريم وواجبات المسلم في المجتمع الكندي بأن يعكس صورة إيجابية عن دينه وأخلاقه.
دعم التعليم الإسلامي الكندي
وحث الدكتور عودة على أهمية قيام المسلمين في كندا بدعم المؤسسات التعليمية الإسلامية كجزء أساسي وحيوي كي يحافظ المسلمون على هويتهم الإسلامية، وأيضاً لكي يتعلموا الوسطية في الإسلام التي هي أحد أهم الأسس التي قام عليها الدين الإسلامي الحنيف.
التواصل مع غير المسلمين
وقال الدكتور عودة إن عالمنا اليوم شهد تفاعل الكثير من غير المسلمين مع صيام شهر رمضان سواءً في المجتمع الكندي أو المجتمع الغربي بشكل عام؛ لذا يقع على عاتق المسلمين مهمة التواصل والانفتاح على المجتمع؛ كي يعطون الانطباع السليم والحقيقي عن الإسلام والمسلمين وتوضيحه للعالم بصورته الحقيقية.
روح الإسلام الأصلية
وأوضح الدكتور عودة في تصريح لـ”هافينغتون بوست عربي” أن صلاة العيد المركزية في تورنتو واجتماع المسلمين الكنديين الذين يمثلون جنسيات وأصولاً وأعراقاً مختلفة ما هو إلا انعكاس للشمولية والعالمية التي قام عليها الإسلام، فقد كان في مسجد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي وعمر العربي، وهذا ما يمكن لمسه من أول لحظة لتجمّع هذا العدد من المسلمين الكنديين وغير الكنديين لأداء صلاة مركزية تضم مسلمين من كافة أنحاء العالم.
حيوانات مدربة
عزام أبورياش، المنسق العام لاحتفالية صلاة العيد في مدينة تورنتو ممثل الجمعية الإسلامية الكندية في تورنتو، قال لـ”هافينغتون بوست عربي” بعد الانتهاء من الصلاة: “هناك احتفالية للأطفال، حيث خُصصت ألعاب إلكترونية وألعاب لتسلية الأطفال، وأيضاً هناك فرقة عروض الحيوانات المدربة التي تعلم الأطفال العادات السليمة، مثلاً النسر كيف يقوم بجمع الأوساخ ويضعها في سلة المهملات، أما للكبار فهناك فرقة دين سكويد (فرقة كندية للراب الإسلامي)، إضافة إلى فرقة سوريانا للدبكة السورية، وعلى هامش الحفل هناك بازار يمثل مشاركة 30 محلاً للبضائع المتنوعة”.
إحصاء الحضور بعدادات الأرقام
يقول أبورياش: “على كل بوابات القاعة هناك عدادات أرقام، وكل شخص يدخل يتم إعطاؤه رقماً، وفي النهاية نعرف حصيلة الحضور، ويقدر حضور المسلمين لصلاة هذا العيد بحوالي 15 ألف مسلم”.
صلاة العيد على مرحلتين
يضيف المنسق العام لاحتفالية صلاة العيد: “تقام صلاتان: الأولى الساعة التاسعة صباحاً، والأخرى الساعة الحادية عشرة كي تستوعب القاعة كل المصلين الحاضرين، وأيضاً كي يتاح لمن لا يستطيع حضور الصلاة الأولى من حضور الصلاة الثانية”.
150 متطوعاً
ويتابع: “يقوم بالمساعدة في تنظيم هذه الصلاة والاحتفالية حوالي 150 متطوعاً من المؤسسات الإسلامية في تورنتو، إضافة إلى أبناء المجتمع المسلم في المدينة”.
ويختم أبورياش كلامه مع “هافينغتون بوست عربي” بالقول: “اجتماع المسلمين سوياً في تورنتو وقدومهم من المدن المجاورة مثل أوشاوا، نيوماركت، مسساغا وغيرها إلى مدينة تورنتو لأداء الصلاة وحضور الاحتفال شيء مبهج للغاية؛ كونه يجمع المسلمين من مختلف الأصول والأعراق، حضروا لأجل تأدية الصلاة ومشاركة فرحة العيد بعضهم بعضاً”.
المصدر : هاف بوست عربي