منوعات

فرنسيون يسعون لتبني أطفال سوريين عبر حملات إنسانية

انخفضت حالات تبنّي الأطفال القادمين إلى فرنسا بنسبة 25 في المئة في العام الماضي، بعدما تراجعت من 1096 حالة في عام 2014 إلى 815 حالة، وذلك استناداً إلى إحصاءات نشرت أخيراً.

وكانت غالبية عمليات التبنّي «الموثقة» تعود إلى أطفال قدموا من فيتنام وكولومبيا وساحل العاج وروسيا والصين وهايتي. وتشهد فرنسا حالياً حملة عبر صفحات التواصل الاجتماعي تشجّع على تبنّي أطفال سوريين. فالمأساة التي يعيشها أبناء هذا البلد عموماً وأطفالهم خصوصاً حضت فرنسيين كثراً على محاولة البحث عن طريقة لتبنّي طفل أو طفلين سوريين، لكن المسألة على ما يبدو ليست بهذه السهولة.

المستشار القانوني في فرنسا باسم سالم أوضح أن «القانون الفرنسي لا يسمح بالتبنّي إلا بشروط معقّدة جداً، لا سيما أن إجراءات التبنّي في أوروبا عموماً وفرنسا خصوصاً صعبة. ويعدّ موضوع تبنّي أطفال سوريين شائكاً من مختلف أطرافه لكنه ممكن». وأضاف: «وصول أطفال سوريين إلى فرنسا بغرض تبنيهم من قبل عائلات فرنسية أمر عسير، أما الذين وصلوا كلاجئين فهم قصّر في معظمهم ويرغبون في لم شمل أهاليهم».

ويرغب أطباء فرنسيون في مدينة بواتييه بتبني أطفال سوريين، وهم أشخاص متزوجون ومستقرون، كما لدى بعضهم أولاد، لكنهم يسعون إلى انتشال أطفال من مخيمات اللجوء وتأمين حياة مستقرة لهم وتعليمهم في مدارس وجامعات فرنسية.

وأكّد الدكتور إسماعيل مطاوع المقيم في باريس، والذي يتردد باستمرار على مخيمات اللاجئين في الأردن وتركيا للعناية بالأطفال، أن: «موضوع تبنّي أطفال سوريين ليس بالسهولة الممكنة، خصوصاً أنه محرّم في الإسلام، وما يمكن فعله فقط هو تكفّل عائلات فرنسية أطفالاً سوريين مقيمين في مخيمات الأردن أو لبنان أو تركيا، أي إرسال تكاليف تعليمهم والإنفاق عليهم، وهذا ما يحصل حالياً». وأشار لـ «الحياة» إلى أن عدداً من الأطباء تواصلوا معه بهذا الخصوص، فشرح لهم أهمية تكفّلهم فقط أطفالاً في المخيمات من خلال جمعيات سورية متخصصة بهذا الموضوع، لافتاً إلى «عقبات أخرى من حيث الاختلافات الثقافية أيضاً بين المجتمعين السوري والفرنسي، وهو ما يجعل إتمام هذا الموضوع صعباً». وذكر أن أطفالاً لاجئين من دون أسر في فرنسا تتولّى رعايتهم المساعِدة الاجتماعية لدى الجمعية التي تستقبلهم، على غرار ما يحدث في جمعية «فرنسا بلد اللجوء» وجمعيات أخرى.

كان من الغريب وجود صفحة على الـ «فايسبوك» تحت اسم «أيتام سورية للتبني»، تتصفّحها سيدات كثيرات راغبات بتبنّي أطفال. علماً أن القائمين عليها لم يجيبوا على رسائل استفسارنا عن كيفية عملهم وعنوانهم.

على صعيد آخر، وجد فرنسوا لوغران المتعاطف مع المسألة السورية أن «رغبة الفرنسيين وغيرهم من الأجانب بتبنّي أيتام سوريين، التي تزداد باستمرار، تصطدم بمسألة تحريم التبنّي في الإسلام أولاً، وفي إجراءات التبنّي الطويلة والمعقّدة في فرنسا والعالم ثانياً. ونظراً إلى صعوبة تبنّي أطفال سوريين، فقد أجانب كثر في شرك نصابين أوهموهم بإمكان تحقيق رغبتهم بسهولة. كما اكتشفت السلطات الكندية أخيراً شبكات تقوم بأعمال نصب مماثلة».

ويرى لوغران أنه من المعيب ألا تقبل الحكومة الفرنسية أعداداً كبيرة من العائلات السورية اللاجئة، وألا تستقبل أطفالاً أيتاماً أصبحوا في حاجة إلى من يعيلهم، على رغم إبداء فرنسيين استعدادهم لاستقبال عائلات أو أطفال لاجئين.

وتحدّث لوغران عن «جمعيات عدة أسسها فرنســيون تجمع مــساعدات وترســلها إلى سورية أو إلى مخــيمات اللجــوء على الحــدود السورية. كما يتكفّل فرنســيون كثر أطفالاً سوريين في مخيمات في الأردن وبلدان الجوار، بدل تبنّيهم، وذلك من خلال جمعيات ســورية وفرنسية. ويبدي في الوقت عينه حسرته لأن الجهود المبذولة أقل بكثير من الحاجات.

المصدر : الحياة 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى