حملات الدعاية بالانتخابات البرلمانية المغربية، التي توقفت اليوم في فترة صمت انتخابي تمهيدا لاجرائها غدا الجمعة، شهدت أساليب جديدة مبتكرة ومتنوعة، لاستمالة الناخبين لعل ابرزها فيديو لرئيس الوزراء الحالي عبد الإله بن كيران وهو مستمتع بالاستماع لأغنية لام كلثوم وتوظيف اغنية لسعد لمجرد في مهرجان انتخابي.
وتنوعت الدعاية ما بين وعود المرشحين، للناخبين بالتخلي، حال الفوز، عن مستحقاتهم المالية بالبرلمان، والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، مثل إنشاء مواقع الكترونية، فضلاً عن استعانة أحزاب بممثلين ومثقفين ودعاة سلفيين، على قوائمهم، إلى جانب تنظيم مناظرات تلفزيونية لأول مرة.
وتجرى الانتخابات التشريعية لاختيار نواب الغرفة الأولى بالبرلمان، بعد قيادة حزب “العدالة والتنمية” (الإسلامي) الائتلاف الحكومي للمرة الأولى في تاريخه.
وهي انتخابات مباشرة يختار خلالها المغاربة ممثليهم بمجلس النواب، ويعين الملك رئيس الحزب الفائز رئيسا للحكومة، إذا حصل على الأغلبية، أو شكل تحالفاً يوفر الأغلبية لحكومته بالبرلمان.
** وعود بالتخلي عن المخصصات المالية
تعهد بعض المرشحين من فيدرالية اليسار الديمقراطي (تضم أحزاب يسارية وهي الطليعة، المؤتمر الوطني الاتحادي، واليسار الاشتراكي الموحد)، بالتخلي عن أجورهم (مخصصاتهم المالية) في حالة نجاحهم بالانتخابات، في حين اعتبر بعض المحللين القانونيين أن الأمر يمكن أن يعرضهم لإلغاء نجاحهم بالانتخابات على اعتبار أن القانون يمنع ذلك.
وقال نور الدين هرماز، مرشح لائحة فيدرالية اليسار الديمقراطي (يساري معارض)، إنه يلتزم بالتنازل على راتبه الشهري، والمخصصات المالية، في حالة حصوله على مقعد نيابي، متعهداً بأن تستغل تلك الأموال كدعم لجمعيات المجتمع المدني وبعض المشاريع الاستثمارية لصالح العاطلين والمعطلين.
**التكنولوجية الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعية
ارتفعت وتيرة استخدام الأحزاب للتكنولوجيا الحديثة، مقارنة بانتخابات2011، خصوصاً في ظل ارتفاع عدد مستخدمي الانترنت بالبلاد، وتعج شبكات التواصل الاجتماعية، خلال الحملة الانتخابية، بصفحات الأحزاب والمرشحين.
– زيادة عدد الصفحات الترويجية بشبكات التواصل الاجتماعي
– إنشاء بعض المواقع الالكترونية مثل مواقع “عمربلافريج”، مرشح لائحة فيدرالية اليسارالديمقراطي بالعاصمة الرباط، مصطفى الخلفي، وزيرالاتصال الناطق بإسم الحكومة عن حزب “العدالة والتنمية”.
– أطلق حزب “الأصالة والمعاصرة” (معارض) تطبيقاً على الهواتف الذكية يتيح التعرف على برنامجه الانتخابي ومشاهدة مقاطع فيديو .
– إرسال رسائل بالهواتف النقالة والبريد الالكتروني.
– بث عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب “العدالة والتنمية” رئيس الحكومة، فيديو على موقع “يوتيوب” وهو يستمع لأغاني أم كلثوم.
** الاستعانة بالأبطال الأولمبيين والرياضيين
استعانت بعض الأحزاب بشعبية رياضيين ومسؤولين بالقطاع، خصوصا أن صورهم معروفة، ولهم قدرة على إقناع المواطنين، وهو ما جعل بعض الأحزاب تلجأ إليهم.
واستعان حزب “التجمع الوطني للأحرار” بنوال متوكل، البطلة الأولمبية، ونائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، حيث تم وضعها على رأس لائحة النساء بالحزب.
وكذلك رشح حزب “الأصالة والمعاصرة” رئيس فريق الوداد البيضاوي بدائرة الدار البيضاء.
** الاستعانة بممثلين ومثقفين
على الرغم من أن الأحزاب كانت ترشح، في السابق، بعض الأسماء المعروفة في المجالين الفني والثقافي، إلا أن الظاهرة شهدت نمواً ملحوظاً، خلال هذه الانتخابات، لا سيما أن نحو 100 من المثقفين والفنانين والصحفيين والحقوقيين ونشطاء مجتمع مدني بعثوا برسالة مفتوحة إلى الأمينة العامة لحزب “اليسار الاشتراكي الموحد” نبيلة منيب لدعم حزبها.
وعبروا، خلال الرسالة، عن دعمهم للحزب وخياراته السياسية.
ومن بين الشخصيات عبد الله حمودي، الأنتروبولوجي والأستاذ في جامعة برنستون الأمريكية، عبد العزيز النويضي، الحقوقي والمحامي، فؤاد عبد المومني، الاقتصادي المغربي، الاعلامية فاطمة الإفريقي.
كما أعلن العديد من الفنانين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دعمهم لبعض الأحزاب، وآخرون ترشحوا بالفعل عن بعض الأحزاب، بينهم الممثلة “بشرى أهريش”، التي ترشحت عن حزب “الحركة الشعبية” بمدينة “سلا” (شمال).
وكذلك استغل حزب “التقدم والاشتراكية” (يساري مشارك في الائتلاف الحكومي)، خلال مهرجان خطابي، أغنية للمغني المغربي سعد لمجرد، حيث عبر الأخير عن غضبه، ليتم الاعتذار له من جانب الحزب.
** الاستعانة بدعاة سلفيين
وعرفت الحملة الانتخابية أيضاَ الاستعانة بشكل كبير بدعاة سلفيين، وخصوصا بالذين قضوا سنوات في السجون، وكانت لهم مراجعات فكرية، ورشحت أحزاب دعاة سلفيين بالانتخابات، اعتماداً على قوة تأثيرهم على السلفيين وأتباعهم.
ورشح حزب الاستقلال (معارض) محمد رفيقي، المعروف بـ”أبو حفص”، كما أعلن السلفي محمد القباج دعمه حزب “العدالة والتنمية” بعد أن رفض السلطات خوضه الانتخابات على قوائم الحزب نفسه.
ويدعم الداعية السلفي عبد الكريم الشاذلي حزب “الحركة الديمُقراطيّة الاجتماعية”.
**البث المباشر للمهرجانات الخطابية
بعد أن كان حزب “العدالة والتنمية”، الوحيد الذي ينقل مهرجاناته في الانتخابات السابقة، على الهواء مباشرة، عملت أحزاب أخرى على نقل مهرجاناتها الانتخابية، وبينها “الاستقلال”، كما عملت بعض الأحزاب على نقل المهرجانات الخطابية بالبث الحي على مواقعها الإلكترونية.
** مناظرات تلفزيونية
في أول تجربة من نوعها بالبلاد، نظمت قناة “ميدي 1 تيفي” (خاصة) مناظرة تلفزيونية شهدت مشاركة 6 أمناء عامين لأبرز الأحزاب المشاركة بالانتخابات المقبلة.
وشارك في المناظرة كل من: إلياس العمري، الأمين العام لحزب “الأصالة والمعاصرة”، حميد شباط، الأمين العام لحزب “الاستقلال”، نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب “التقدم والاشتراكية”، إدريس لشكر ، الأمين العام لحزب “الاتحاد الاشتراكي”، ومحمد ساجد، الأمين العام لحزب “الاتحاد الدستوري”.
في حين غاب عن المناظرة كلا من عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب “العدالة والتنمية”، صلاح الدين مزوار، الأمين العام لحزب “التجمع الوطني للأحرار”، ومحمد العنصر، الأمين العام لحزب “الحركة الشعبية”.
** صور مع مهنيين وبسطاء
حرص بعض الأمناء العامين أو المرشحين على التقاط صور مع بعض أصحاب المهن والبسطاء، تعبيراً عن شعبيتهم وقربهم من المواطنين، خصوصاً في ظل العدد الكبير لأصحاب هذه المهن.
والتقط حميد شباط، الأمين العام لحزب “الاستقلال”، صوراً مع أصحاب بعض المهن مثل صورة له مع حلاق، وكذلك وهو يتناول البيصارة (أكلة شعبية تصنع من الفول).
وطن إف إم / اسطنبول