تصاعد الجدل بين مدرسة ألمانية وعائلة، حول غرامة فُرضت عليها بعد أن منعت طفلها من المشاركة في نشاط مدرسي يقوم على القيام بجولة في مسجد، الأمر الذي قد ينتهي في صالات المحاكم مستقبلاً.
وتحقق النيابة العامة في بلدة “إتسهويه” في الواقعة، التي حدثت في بلدة ريندسبورغ بولاية شليزفيغ-هولشتاين، والتي امتنع فيه الوالدان عن إرسال ابنهم مع زملائه ضمن حصة دراسية عن الجغرافيا لجولة في مسجد مجاور، لأسباب وصفت بأنها “أيديولجية”.
وكانت المدرسة قد دعت مكتب النظام العام للتعامل مع الأمر، ففرض على كل من الوالدين مبلغ ١٥٠ يورو كغرامة، الأمر الذي اعترضا عليه، ووكلا محامياً للدفاع عنهما.
وبين النائب العام بيتر مولر-راكوف الأربعاء 26 أكتوبر/ تشرين الأول لوكالة الأنباء الألمانية أنه لم يتخذ قرار بعد بشأن تحويل القضية إلى المحكمة الابتدائية.
وترى المدرسة الثانوية إن الأبوين ارتكبا مخالفة للنظام العام، لأنهما منعا طفلهما البالغ من العمر ١٣ عاماً عمداً في شهر يونيو/ حزيران 2016 من المشاركة في الجولة الدراسية لطلاب الصف السابع.
واجب مدرسي
وقالت ريناته فريتزشه مديرة المدرسة لتلفزيون “إن دي إر” إن الوزارة المحلية شجعت المدارس على زيارة المساجد، مضيفة أنه “هدف هام من أهداف التربية في مدرستنا، تحفيز قابلية التعامل مع الثقافات الأجنبية والتسامح حيالها لدى الأطفال”.
وأوضحت فريتزشه أنه استناداً للقانون المدرسي، يعد أمراً مخالفاً للقواعد المعمول به، عدم الحرص على مشاركة الطالب في الحصص الدراسية عمداً أو إهمالاً، مبينة أنهم ليسوا هم من يضعون مواضيع هذه الحصص، وإنما سلطات الولاية، ولا يعود الأمر للوالدين اتخاد قرار ما الذي يجب أن يتعلمه طفلهم وما الذي لا يجب عليه.
وأكدت أن ليس هناك من استثناءات فيما يتعلق بأداء الواجبات المدرسية، بغض النظر عن هوية الطالب، مبينة أنه “لدينا بالطبع أطفال مسلمون. ويعلم ذووهم المسلمون بأن ليس هناك من استثناء، فعلى المرء أن يذهب للسباحة، وأن (يشارك) في حصص التربية الجنسية، وأن يسمع في حصص الفلسفة نظريات أخرى عن نشوء العالم، على خلاف ما يُعلمون في الإسلام”.
ولفتت إلى أن طلابهم المسلمون يأتون معهم إلى كنيستهم خلال حفلة عيد الميلاد، ويغنون ويعزفون معهم.
محامي مناهض للإسلام
في المقابل يشير محامي الأسرة، ألكسندر هيومان، أن زيارة المسجد لم تكن حصة دراسية، بل نشاطاً مدرسياً آخر، لا يعاقب المتغيب عنها.
ولا يعد هويمان، محامي الأسرة، من المتحمسين لفكرة زيارة المساجد، فهو عضو سابق في حزب “البديل من أجل ألمانيا” المناهض للهجرة والإسلام، وتعرف على الأسرة من خلال عضويته في مجموعة “باكس أوربا”، التي تحذر مما تطلق عليه “أسلمة المجتمع الألماني”.
وكان المحامي أيضاً حتى شهر يناير/ كانون الثاني من العام ٢٠١٥ عضواً في حركة “دوغيدا”، فرع حركة بيغيدا (أوربيون وطنيون ضد أسلمة الغرب) في مدينة دوسلدورف، حيث كان لديه فيها مكتب محاماة.
ونشر “هويمان” رسالة يدافع فيها عن موكليه، وصف فيها المسجد الذي تم زيارته في ريندسبورغ بـ”وصمة عار معمارية”.
وبين “هويمان” أن الأبوين والطفل لا ينتميان لأي طائفة دينية، ويعتقدون أنه لا ينبغي إجبار أحد رغماً عن إرادته الحرة على دخول مبنى ديني، وأنهما كانا يخشيان من احتمال أن يتلقى ابنهم “تلقيناً عقائدياً” في المسجد، وفقاً لما نقل عنه موقع “دي فيلت”.
وأشار إلى أن الأبوين كانا خائفين على حياة الطفل وسلامته الجسدية، بعد أن سمعا الكثير من التقارير عن العنف الذي ارتكب بناء على حافز ديني على صلة بالإسلاميين، لذا لم يريدا إرسال ابنهما إلى أناس يزدرونه باعتباره “كافراً”.
وطن إف إم/ وكالات