اعتاد هؤلاء الذين يسافرون بانتظام على التفاعلات المعتادة مع المضيفات. لكن ولأن معظم أفراد الطاقم يكونون لطفاء ومهنيين للغاية، فربما لا يعرف سوى القليل منا فقط السلوك الذي يردننا أن نتبعه ليتمكنَّ من أداء وظائفهن بكفاءة وبسرور.
هل يتضايقن مثلاً عندما يتوجب عليهن الرد على كل تحية يلقيها راكب جديد، أو أنهن يشعرن بالتجاهل إذا لم تلق عليهن التحية؟ هل يتضايقن عندما لا يلتفت إليهن أحد وهن يُلقين تعليمات السلامة؟ وماذا عن هؤلاء الذين يتمددون في الممرات؟
أجرت مجلة Business Insider مقابلات مع أكثر من 60 مضيفة طيران لتجميع قائمة بالسلوكيات المزعجة. على ما يبدو توجد 21 شكوى مشتركة، ويمكن تقسيمها إلى ثلاث فئات.
الفئة الأولى: افتقاد اللياقة
أولها يمكن وصفها بأنها نوع السلوك الذي من شأنه أن يُعد إهانة لأي شخص لديه قدر قليل من اللياقة. وهي تشمل الركاب الذين يستغلون الصناديق العلوية، يُشبه هذا السلوك أن تضع حقيبتك على المقعد المجاور لك في القطار أو في الحافلة لمنع أي شخص من الجلوس عليه.
نرتكب جميعاً هذا الخطأ أحياناً، ولكن يجب أن نكون أكثر وعياً (من الأفضل أن تضع حقيبتك الصغيرة تحت المقعد الذي أمامك وأن تفقد القليل من المساحة المتاحة لقدميك على أن تشغل المضيفات بترتيب الحقائب وتأخير إقلاع الطائرة).
تقع ضمن هذه الفئة أيضاً تصرفات مثل إعطاء المضيفات القمامة، بينما يوزعن الطعام والقيام إلى المرحاض، وعلامة وضع حزام الأمان مُضاءة. هناك كذلك مجاملات عامة، تتضايق المضيفات بشكل خاص من الركاب الذين يرتدون سماعات الأذن أثناء التحدث معهن، كما سيتضايق أي شخص طبيعي خارج الطائرة. ومما لا يثير الدهشة أن الأشخاص الذين يطرقعون أصابعهم أو يلمسونهن للحصول على انتباههن، يُسببون الإزعاج كذلك.
الفئة الثانية: الاستسهال
المجموعة الثانية من السلوكيات المسببة للمشاكل هي تلك التي لا يُلقي لها المسافرون الدائمون بالاً حتى، إذ اتضح أن المضيفات ينزعجن بالفعل عندما لا يحييهن الركاب عند دخولهم.
وبينما يبدو السؤال “ماذا لديك؟” رداً معقولاً على عندما يُعرض عليك مشروب، قالت إحدى المضيفات شاكية “لدينا 100 مشروب إذا عددت المشروبات الكحولية أيضاً، وأنت تريد مني أن أتلوها عليك؟ بينما ينتظر 200 شخص آخر مشروباتهم؟” (هن يفضلن أن تقرأ القائمة الموجودة في ظهر المقعد الذي أمامك، وهو ما لا يفعله سوى القليلين منا).
من السلوكيات الأخرى المزعجة ألا تخبرهن كيف تريد قهوتك وتطلب قلماً لملء استمارات الهجرة.
الفئة الثالثة: التجاهل
المجموعة الأخيرة هي قائمة من المشاكل التي ربما لا تكون معقدة للغاية. تقول إحدى المضيفات لمجلة Business Insider، إنها تفكر عندما ترى أحد الركاب يتجاهل شرح إجراءات السلامة “كن أكثر احتراماً للطاقم بينما نحاول أن نقوم بعملنا لا أكثر”.
ولكن، ما لم يكن طاقم الطائرة يرقص في الممرات، هل من المنطقي أن تتوقع من ركاب في رحلة عمل ربما سمعوا هذه التعليمات ثلاث مرات في الـ 24 ساعة الماضية ولديهم عمل يقومون به، أن يتركوا كل شيء ويستمعوا لمرة رابعة؟ وبالمثل.
يُعتبر طلبك من المضيفة أن تضع حقائبك في الصندوق العلوي أمراً فظاً إذا كنت شاباً وبصحة جيدة، تقول إحدى المضيفات: “لا تجلب حقائبك الثقيلة على متن الطائرة ثم تطلب مني وضعها لك في الصندوق لأنها ثقيلة جداً”. لكن معظم من يطلبون المساعدة ليسوا بصحة جيدة ويحتاجون للمساعدة.
ثم هناك “يوغا المطبخ”. لا حاجة للقول بأن على الركاب ألا يقوموا بالتمدد في منطقة عمل المضيفات. لكن الإحباط الذي يشعر به الطاقم بسبب الأشخاص الذين يتمددون في المكان الوحيد غير المكتظ ليس في محله، خاصة في الرحلات الطويلة، حيث يكون هناك خطر صغير من انسداد الأوعية الدموية وخطر أكبر بكثير من التصلب والألم إذا لم تتحرك.
تقترح الخطوط الجوية عادة تمارين تمدد يمكن القيام بها أثناء الجلوس، ولكن الركاب يفضلون القيام والتحرك قليلاً. تنصح ليزي بوست، الحفيدة الأصغر لإميلي بوست، وخبيرة آداب التعامل الأسطورية، بالتمدد أمام الحمام بدل الممر.
أخيراً هناك المزحة القديمة. تقول إحدى المضيفات متوسلة “من فضلك، من فضلك، من فضلك كف عن الذهاب إلى المرحاض حافي القدمين أو حتى مرتدياً الجوارب فقط”. طُرح هذا السؤال كثيراً ما إذا كان خلع الأحذية مقبولاً أثناء الرحلات الجوية.
لكن الأقدام تنتفخ أثناء الرحلات، ويجب أن يكون للركاب الحرية في الحصول على تلك الراحة في الرحلة وإلا ستكون مُقيدة ومؤلمة. في الواقع، وجد استقصاء أجراه دليل السفر لونلي بلانت Lonely Planet أن 68٪ من المسافرين لا يجدون مشكلة في خلع الأحذية على متن الطائرة.
في الواقع، كتبت هذه الشركة لائحة شبه خطرة وهي “لائحة السلوكيات المشروعة للركاب على متن الطائرة” وتنص المادة الأولى على أنه “يُسمح للمسافرين بخلع أحذيتهم، فقط إذا لم تكن لأقدامهم رائحة كريهة أو تشكل خطراً صحياً على الركاب الآخرين. لا يجوز التعدي على حق الركاب في الذهاب إلى المرحاض بدون حذاء، لأن هذا شأنك إذا كنت تريد الوقوف في بول الآخرين”.
وطن إف إم/ اسطنبول