هجوم إرهابي جديد فمع كل مرة نحقق بها نجاحاً يتحركون هم أيضاً ضدنا والهدف هو تركيا.
ففي السنوات الأخيرة تتعرض تركيا للعديد من الأعمال الإرهابية وهوية المنفذين لهذه الهجمات الشنيعة واضحة ولكن القضية الرئيسية هنا من هو العقل المدبر لهذه الهجمات وأين هم؟
من بعد ما تمت إعادة تطبيع العلاقات بين روسيا وتركيا تم الاتفاق على تداول العملة المحلية في الصفقات التجارية بين البلدين ولقي هذا الاتفاق رداً إيجابياً من الصين وروسيا ولم يتأخر إعلان موقف الاتحاد الأوروبي بالردود القاسية تجاه تركيا.
موقف الولايات المتحدة تجاه الملف السوري يعارض الموقف التركي وعلى الرغم من العقبات استطاعت تركيا منع بعض الخطوات وفقاً لمصالحها الوطنية وفي المحصلة نحن نرى أن منظمة إرهابية بسيطة وراء الهجمات الإرهابية ضد تركيا.
صدر بيان عن السلطات في الاتحاد الأوروبي في ليلة اليوم الذي حصل به الهجوم الإرهابي لا يصفون به الهجوم بأنه عمل إرهابي حتى مما يعزز الاشتباه في قضية من أين جاء الدعم الداخلي للمسألة ومن خلال استهداف الهجوم لقوات الجيش والشرطة نستطيع أن نرى أن الهجمات تحمل محتوى سياسي من تلقاء نفسها.
ونحن نرى أن هنالك حرب على قوة التحالف بين القائد والشعب من بعد ما لم يستطاع تغيير مواقف وقرارات الرئيس.
ونحن أيضاً على علم بالقوة التي تبذل جهداً من أجل رسم تركيا بشكلٍ يشبه العراق وسوريا الآن ونحن نرى بشكلٍ واضح تحركات أردوغان في القيادة التركية من أجل الحصول على الاستقلال الكامل.
فقبل أحداث “غازي” والمظاهرات التي انطلقت حينها كانت تركيا قد دخلت في فترة تحصل بها على أعلى المؤشرات الاقتصادية في تاريخها فجميعنا نعلم ماذا يعنيه الانتهاء من جميع الديون الخارجية.
والآن وقد تحقق اتفاق بين حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الحركة القومية المعارض من أجل تغيير شكل النظام وهذه تحركات جادة من أجل تعزيز قوة تركيا فهذا النظام لا يعترف بالجهات السياسية الفاعلة ذات الاتصالات الخارجية.
وكان هنالك أولئك الذين يقولون إن هذا التغيير لن يكون غير دموي.
وإذا ما كان هنالك تصريحات من الولايات المتحدة تعرب فيها عن قلقها من النظام الرئاسي الجديد فعلينا أن نفكر قليلاً أليس من المفروض أن تكون قضية تغيير النظام الرئاسي في تركيا شأن داخلي يهم تركيا فقط؟
إذاً فلماذا هنالك دول أخرى منزعجة من ذلك؟ ولماذا تبدي الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي انزعاجها منه؟
هل هم مزعوجون لأن هذا النظام سيعافي تركيا من كل الأزمات التي ستضرب فيها، أم هم منزعجون لأن هذا النظام سيغلق الباب أمام كل القوة السياسية ذات الارتباطات الخارجية من أجل إزالة الأزمة السياسية.
أم هم منزعجون لأن القضية أثمرت عن نتائج إيجابية بالرغم من جميع العمليات والضغوطات التي مورست على تركيا.
فتركيا سوف تواجه جميع الضغوطات التي تعمل على وضعها في الزاوية ولن تتردد في أن تصبح قوة عظمى ليس من أجل الدفاع عن حساباتها ومصالحها فقط.
بل من أجل الحشد لإقامة العدالة الدولية وليس هنالك طريق آخر أمامها فيجب علينا أن نكون قادرين على تحمل المشاق وأن نكون متحدين من أجل الالتزام للوصول إلى الهدف.
المصدر : صحيفة ستار التركية ؛ ترجمة وتحرير وطن اف ام
