عندما فتحت سلسلة ماكدونالدز أول مطاعمها بالعاصمة الروسية موسكو عام 1990 في نهاية الحرب الباردة، كان الإقبال قوياً، لدرجة أنه كان من المعتاد إقامة حفلات زفاف في المكان صاحب العلامة الأميركية الشهيرة.
وفي السنوات الأخيرة، ومع الفتور المتزايد في العلاقات الأميركية-الروسية، انتهجت سلسلة مطاعم الوجبات السريعة سياسة مختلفة؛ وهي التحول للمحلية.
خمزت خسبولاتوف، مدير سلسلة مطاعم ماكدونالدز في روسيا، قال لرويترز: “نقولها دائماً: نحن شركة روسية.. لا أعتقد أن هناك شركة تستطيع أن تقول على نفسها إنها روسية أكثر منا”.
وأضاف في مقابلة أن كل مورّدي مطاعم ماكدونالدز تقريباً روس، وأن كل المديرين التنفيذيين روس. كما أن شعار ماكدونالدز، المعروف خارج كل المطاعم، في روسيا، مكتوب بالأبجدية الروسية.
أما بالنسبة للأقواس الذهبية، فقال: “إنها أقواس روسية. تبرق أينما كانت”.
وللشركة أسبابها لتقليص ارتباطها بالولايات المتحدة، فبعد أن فرضت واشنطن عقوبات على روسيا بسبب دورها في أوكرانيا في 2014، أغلقت إدارة الصحة العامة الروسية لفترة وجيزة عشرات من مطاعم ماكدونالدز، بما في ذلك المطعم الأصلي بميدان بوشكين، متعللة بمخاوف صحية.
ودعا بعض الساسة الروس إلى إغلاق سلسلة المطاعم بالكامل.
وأقر خسبولاتوف بأن الارتباط بالولايات المتحدة أمر حساس. وقال: “لا نريد أن نكون طرفاً في أي مسألة قائمة”.
وسلسلة ماكدونالدز الروسية، هي وحدة مملوكة بالكامل للمؤسسة الكبرى، ومقرها أوك بروك بولاية إلينوي الأميركية، ولها 609 مطاعم في جميع أنحاء روسيا، وتعتزم إضافة 50 مطعماً آخرين على الأقل في 2017، بعد التوسع العام الماضي في منطقتي الأورال وسيبيريا النائيتين.
ولا تكشف ماكدونالدز عن أرباح وحدتها بروسيا، لكنها أدرجتها ضمن أسواق النمو المرتفع في تقريرها السنوي لعام 2015 بإمكانات توسع هائلة. وفرعها في ميدان بوشكين واحد من أكثر فروعها ازدحاماً في العالم.
ورفض خسبولاتوف التعقيب على مستقبل سلسلة ماكدونالدز بروسيا في عهد الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب. وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن ترامب بعبارات ودودة وقال ترامب إنه يريد تحسين العلاقات.
لكن لا تبدو السياسة أمراً يشغل بال الرواد.
وقال فاديم أشيمان (22 عاماً) لمراسل رويترز، في أحد فروع ماكدونالدز قرب الكرملين: “ما العلاقة؟! هذا طعام! والطعام لا يمكن تحميله مسؤولية الخلافات السياسية”.
وطن اف ام / رويترز