أصبح بإمكان الكثير من المسلمين حول العالم تحقيق حلم الحجّ بدلاً عن أفراد أسرهم وعائلاتهم المتوفّين أو المرضى، أو العاجزين لسبب أو لآخر عن أداء فريضة الحجّ، بطريقة آمنة وموثوقة، من خلال مؤسسة “شبرمة” المتخصصة في حج البدل.
ورغم أن هذا الأمر كان يتم في السابق بشكل أو بآخر، إلا أن العشوائية والارتباك كانتا من السمات الطاغية عليه، فليس من السهل أن تجد حاجّاً موثوقا كي تأتمنه على هذه المهمة الجليلة، كما أن كل ما يحيط بالعملية من تحويل أموال ومتابعة الحاجّ وغيرها لم يكن ممكناً ولا متوفراً.
كيف جاءت فكرة “شبرمة”؟
يقول صاحب الفكرة المهندس علي القادري، سوري مقيم بتركيا و صاحب شركة تقنية متخصصة ، أن الفكرة انبثقت إثر لقاءٍ له أثناء أدائه مشاعر الحج سنة 2016، مع أحد رجال الأعمال السعوديين الذي كان يقوم بتحجيج مجموعة من الفقراء في سبيل الله، حيث لاحظ بحثه الدؤوب عمّن يقوم بالحجّ عن الآخرين
عاد علي إلى تركيا والموضوع لا زال يشغله لدرجة أنه تفرغ شهرا كاملا للبحث في الموضوع ككلّ من الناحية الشرعية و الوضع الراهن لحج البدل، قبل أن يبدأ بابتكار حلول مناسبة للوضع العشوائي الذي يعرفه هذا النوع من الحج.
ونظرا لخلفيته التقنية وتخصصه في مجال برمجة التطبيقات و تطوير الأعمال نجح علي أخيرا في وضع تصوّر كامل للمشروع ، و للتطبيق الذي سيرتكز عليه المشروع ، بعدها بدأ بمرحلة البحث عن شريك في المملكة العربية السعودية سيما و أن للمشروع جانب لوجستي بالاضافة للجانب التقني فهناك ضرورة لتواجد مكتب في مكة لتوفير حجاج بدلاء من المقيمين في المملكة العربية السعودية لتجاوز مشكلة الحصول التأشيرة .
وبعد بحثٍ مضنٍ، استطاع علي أن يجد متبنّيا للمشروع وشريكا فيه، وهو السيد محمد راشد الرقيبة التميمي, رجل أعمال من القصيم و يشغل حالياً رئيس مجلس إدارة المؤسسة، والذي قرر تبنّي المشروع هو أيضا.
ترحيب رسمي
يوضح محمد راشد الرقيبة، رئيس مجلس إدارة المؤسسة أن وزارة الحج السعودية تبدي ترحيبا وتفهّما للمشروع، حيث قامت بتوجيه مؤسسة “شبرمة” إلى أخذ ترخيص من طرف وزارة التجارة والاستثمار السعودية، كي تكون كل إجراءاتها رسمية ومُحوكمة بشكل كامل.
كما أن الوزارة، يضيف الرقيبة “مستعدة للتعاون مع المؤسسة، في انتظار تزويدها بخطة العمل من طرف هذه الأخيرة “.
كما يؤكد الرقيبة أن المؤسسة تتوفر على مكتب لها في مكة، والذي يقوم بالأساس بمقابلة الحجاج البدلاء، كما يوفر مجموعة من الخدمات الأخرى.
ويتزامن إطلاق مشروع “شبرمة” مع “رؤية 2030″، حيث صرح وزير الحج مؤخرا أن “استخدام التكنولوجيا سيكون ملاحظا خلال حج هذا العام، باستخدام تقنية الاتصالات وربطها بالتقنيات الذكية لتنسيق الحجيج”، وأنه بحلول عام 2030 “ستكون كل خدمات الحج إلكترونية بالكامل”.
الاستفادة من الخدمة
يوضح الرقيبة أن الخدمة تتكون من شقين “طالب الخدمة” والحاج البديل، وكلاهما يخضعان لشروط شرعية صارمة، تقوم مؤسسة شبرمة بالتحقق منها قبل قبول هذا الطلب أو ذلك.
ويوضح المهندس علي أن عملية “تحقق.. وكّل وابدأ” التي تتم عبر تطبيق “شبرمة” تمكن من غربلة الطلبات بحيث لا يمكن استعمال الخدمة إلا بعد توفر الشروط في الحاج البديل أو صاحب الطلب.
ويضيف المهندس علي أن التطبيق يوفر كل ما يحتاجه طالب الخدمة بدءا من أول تواصل إلى غاية إنهاء مراسيم الحجّ أو العمرة، حيث يمكن للمستخدمين أداء المبلغ المطلوب بشكل آمن وعن طريق القنوات الرسمية، كما يمكّنهم من متابعة مراحل العملية وتحركات الحاجّ البديل وكأنهم يرافقونه.
أما بالنسبة للمبلغ المطلوب من أجل الاستفادة من الخدمة، فهو بدايةً 2500 دولار، لكن المبلغ قد يزداد ليصل إلى 4000 دولار، حسب نوع الخدمة المطلوبة.
وبخصوص وقت تقديم الطلب، فيوضح رئيس مجلس إدارة المؤسسة أنه ممكن طيلة أيام السنة، لكن التنفيذ طبعا لا يتم سوى في موسم الحج، على أن تكون الأولوية للأشخاص الذين تقدموا بالطلب أولا، على أن تم تأجيل باقي الطلبات للعام الذي يليه وهكذا، خصوصا أمام كثرة الطلبات التي تتوصل بها المؤسسة.
ويوضح المهندس علي أنه لن يتم الاكتفاء مستقبلا بالحجاج البدلاء المقيمين بالسعودية، ولكن سيتم التواصل مع البعثات الإسلامية من أجل توفير مزيد من الحجاج البدلاء الذين تتوفر فيهم الشروط المطلوبة طبعا.
أمان وثقة
من خلال نافذة “تابع موكلك” في تطبيق شبرمة يمكن لصاحب الطلب التواصل مع الحاج البديل بالصوت والصورة و متابعته على الخريطة، مع إشعارات بمكان وجود الحاج البديل، حيث يتم في آخر الموسم إرسال شهادة الحج فيها كل المعلومات والإشعارات بما يؤكد أن الشخص قام بالمهمة على أكمل وجه .
تطبيق “شبرمة” جاء لينهي حالة الفوضى التي كان يعيشها ميدان “حجّ البدل”، وحالات الاحتيال والتلاعب التي كان يعرفها، بحيث يمكن الآن لأي مسلم في أي مكان في العالم أن يستعمل التطبيق ليحقق حلمه وحلم أحبائه بالحجّ، وإهداء ثوابه لهم.
أما السر وراء اختيار اسم شبرمة، حسب المهندس عليّ، فيعود للحكاية الشهيرة للصحابي الذي سمعه الرسول صلى الله عليه وسلم يقول “لبيك عن شبرمة” فسأله “من شبرمة؟”، فأجاب “أخ لي أو قريب لي”، فسأله “أحججت عن نفسك؟” قال “لا”، قال “حجّ عن نفسك، ثم حجّ عن شبرمة”.
وبهذا كان هذا الحديث بمثابة إذن لكل مسلم بالحجّ عن غيره، أو توكيل من يقوم بذلك، شرط أن يكون هو قد حجّ عن نفسه، وهو ما يعرف بـ”حجّ البدل”.
رابط تطبيق شبرمة على جوجل بلاي
https://play.google.com/store/apps/details?id=com.shubruma.app&hl=en
{gallery}news/2018/8/20/11{/gallery}