منوعات

بريطانيو باريس يكرّمون شكسبير على طريقتهم الخاصة

يقدم مسرح «دي نيل» الباريسي وحتــــى منتصف شهر شباط (فبراير) المقبل مسرحية «الملك لير» King Lear أحد أشهر النصوص التي ألفها شكسبير والمقدم دورياً فوق أرقى الخشبات المسرحية.

والطريف في النسخة الباريسية الحالية من العمل المذكور، أن المسرحية مقدمة أولاً في لغتها الأصلية أي الإنكليزية مع وجود ترجمة مكتوبة في أعلى الخشبة وعلى جانبيها، وأن فكرة عرضها خطرت في ذهن الممثلة والمخرجة البريطانية المقيمة في باريس رونا وادينغتون المعتادة العمل في فرنسا وباللغة الفرنسية في المسرح والتلفزيون والسينما، في مناسبة مرور 450 سنة على ميلاد شكسبير عام 2014 وثم 400 سنة على رحيله في العام المقبل 2016. وبما أننا في 2015، رأت وادينغتون أن هذه السنة الوسيطة يمكن اعتبارها خير فرصة لتكريم المؤلف العبقري وبالتالي تقديم «الملك لير» باللغة الإنكليزية في باريس مدينة النور المحبة للثقافة والمعروفة بعشقها لشكسبير.
ومن أجل تحقيق مشروعها اتصلت وادينغتون بكل ما تؤويه العاصمة الفرنسية من فنانين مسرحيين بريطانيين طالبة منهم الخضوع لاختبار تمثيلي للمشاركة في المسرحية في حلتها الباريسية وتحت إشراف وادينغتون شخصياً. وهذا ما حدث فعلاً إذ تهافت بريطانيو باريس من محترفي عالم المسرح رداً على طلب وادينغتون معبرين عن رغبتهم الماسة في شأن تكريم شكسبير بمثل هذا الأسلوب الشيق.
وبعد مضي أسبوع اختبرت خلاله وادينغتون قدرات أكثر من خمسين فرداً، حـــددت ثلاثة رجال وثلاث نساء من أجـــل تقمص شخصيات مسرحية «الملك لير»، بمعنى أن كل شخص عليه أن يؤدي على الأقل دورين في النص بل أكثر في بعض الأحيان، باستثناء الممثل الذي يؤدي دور الملك والمعفي من تأدية غيره نظراً لأهمية هذه الشخصية ووجودها فوق الخشبة طوال الأحداث.
وجمعت وادينغتون كل الذين اختبرتهم داعية إياهم إلى مأدبة عشاء في مطعم باريسي أنيق من أجل أن تفسر إليهم بوضوح الأسباب التي دفعت بها إلى اختيار الستة المعنيين فضلاً عن غيرهم مسلطة الضوء على الموهبة الفذة التي يتميز بها كل واحد من الذين شاركوا في الاختبار، وكذلك على ضرورة تأقلم مظهر كل ممثل مع الدورين أو الثلاثة أدوار التي سيمثلها في المسرحية، وهذا أمر لا علاقة له بالقدرة الدرامية بطبيعة الحال.
ورداً على السؤال الخاص بسبب الاكتفاء بستة ممثلين فضلاً عن تعيين عدد منهم يناسب عدد الشخصيات المتوافرة في النص المسرحي، صرحت وادينغتون بأن الإمكانات المادية التي تمتعت بها الشركة المنتجة للمشروع لم تسمح باللجوء إلى أعداد ضخمة من الفنانين فوق الخشبة ولا إلى كميات كبيرة من الديكور والملابس.
وتدل إيرادات العروض الأولى من مسرحية «الملك لير» أن رونا وادينغتون أصابت هدفها وأن الجمهور الباريسي يبدي فضوله في كل سهرة أمام عمل بريطاني مطروح أمامه باللغة الإنكليزية المترجمة إلى الفرنسية كتابة مثلما يحدث في السينما. وعن الممثلين الستة المشاركين فهم زانا بارثولوميو وفلاما بينيت ونيكي كالدربانك الذي باشر أيضاً ضبط النص بحيث يتأقلم مع مدة العرض المفروضة أي ساعتين، بينما تستمر مسرحية شكسبير الأصلية ما لا يقل عن أربع ساعات.
وهناك أيضاً دميان كوركوران وفنسنت لاتور وغابرييلا شير. وتولت رونا وادينغتون إضافة إلى الإخراج، هندسة كل من الديكور والإضاءة. وسوف تطوف المسرحية بعض المدن الريفية الفرنسية الكبيرة قبل عرضها في لندن دون الترجمة إلى الفرنسية بطبيعة الحال، في ختام العام 2015.

وطن اف ام 

زر الذهاب إلى الأعلى