ربما تكون هذه هي المرة الأولى التي يعقد فيها مؤتمر بلا منظمين معلنين أو جهة داعية أو ورقة عمل يتم الدعوة لمناقشتها.. هذه هي خلاصة المشهد قبل ساعات من انعقاد مؤتمر المعارضة السورية بالقاهرة، الذي يستضيفه المجلس المصري للشؤون الخارجية غدا الخميس ولمدة ثلاثة أيام.
فرغم أن المؤتمر تم الاتفاق عليه في ديسمبر/كانون الأول الماضي، خلال لقاء وزير الخارجية المصري سامح شكري، ورئيس الائتلاف السابق هادي البحرة، إلا أن الوزارة لم تتصدر المشهد في تنظيم المؤتمر، وقبل أيام من موعده المقرر تحدثت تقارير صحفية عن أن المجلس المصري للشؤون الخارجية، وهو مركز دراسات “مستقل”، سيكون هو الجهة المستضيفة له، حتى لا تكون هناك ضغوط رسمية على أطراف المعارضة السورية.
ويهدف المؤتمر إلى توحيد رؤية المعارضة السورية للخروج بوثيقة يتفقون فيها على موقف واحد حيال حل الأزمة السورية، لكن قبل ساعات من انعقاد المؤتمر، لا يزال موقف الائتلاف السوري، الجهة الأكبر في المعارضة السورية، من المشاركة في المؤتمر، غامضا.
وقال هشام مروة نائب رئيس الائتلاف، ورئيس لجنته المكلفة بالحوار مع كيانات المعارضة السورية، إن مؤسسة الائتلاف لم تتلق إلى الآن دعوة لحضور المؤتمر.
وأوضح مروة أن الدعوات لحضور المؤتمر وجهت لبعض أعضاء الائتلاف بشكل شخصي، وهو ما ترفضه مؤسسة الائتلاف التي لا تتعامل إلا مع الدعوات التي تصلها بشكل مؤسسي.
ولفت مروة إلى أنه تقدم بطلب للحصول على تأشيرة لدخول القاهرة، لكن لم يبت في طلبه إلى الآن، وانه في حال حصوله على تأشيره الدخول ستكون مهمته في القاهرة التواصل مع كل أطراف المعارضة المتواجدين بها، وعلى رأسها هيئة التنسيق الوطنية، لكنه لن يحضر الاجتماع إلا إذا وجهت دعوة رسمية.
ومن جانبه، قال السفير محمد شاكر، رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، إنهم ليسوا جهة توجيه دعوات.
وأضاف شاكر: “دورنا يقتصر على توفير المكان الذي تجلس فيه أطراف المعارضة مع بعضها، بما يمكنها من الخروج بورقة عمل ووثيقة تساهم في حل الأزمة ووحدة الموقف”.
وبحسب رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، فإن مسؤولية التنظيم وتوجيه الدعوات لحضور المؤتمر تقع على عاتق أطراف المعارضة ذاتها.
ويبدي بسام الملك عضو الائتلاف السوري المقيم بالقاهرة، استغرابا من انعقاد مؤتمر بلا منظم معلن له.
وتساءل الملك: “لماذا يتنكر المجلس المصري للشؤون الخارجية من أنه الجهة الداعية للمؤتمر، رغم أن لديه دعوة أرسلت لأحد المعارضين السوريين تحمل توقيع السفير محمد شاكر”.
ولا يجد الملك تفسيرا لذلك، سوى أن “هناك رغبة في أن يكون الممثلون في الاجتماع على هوى الخارجية المصرية، التي تدير مشهد الاجتماع من خلف الستار”، على حد قوله الذي لم يتسن الحصول على تعقيب فوري من الخارجية المصرية بشأنه.
وأضاف: “وجهت دعوات انتقائية لعدد من أعضاء الائتلاف، وكلهم ينتمون لكتلة واحدة داخله، بما يعني أن هناك توجه محدد سلفا لهذا الاجتماع”.
وتعجب عضو الائتلاف السوري من عدم دعوة شخصيات مهمة في المعارضة السورية مثل هيثم المالح رئيس اللجنة القانونية بالائتلاف، وميشيل كيلو وهو عضو بالائتلاف واسم بارز في المعارضة السورية.
وقال مستنكرا: ” إذا كان هؤلاء لن يسمع لرأيهم، فما هو الهدف الذي يسعى له المؤتمر إذن”.
وفي وقت سابق، قال قاسم الخطيب ممثل مكتب رئاسة الائتلاف السوري بالقاهرة لوكالة الأناضول، أن هناك لجنة تحضيرية لمؤتمر القاهرة، ستعقد اجتماعا، بهدف تحديد أسماء شخصيات المعارضة التي ستوجه لها الدعوة لحضور الحوار يومي 22 و23 يناير/كانون الثاني.
غير أن الخطيب وهو -أيضا- عضو في اللجنة المكلفة بالحوار مع كيانات المعارضة السورية، قال اليوم في تصريحات جديدة للأناضول أن هذه اللجنة، لم تعقد اجتماعها الذي كان مقررا له الخميس الماضي، دون أن يحدد أسباب عدم انعقادها.
وأوضح أن المجلس المصري للشؤون الخارجية هو من تولى توجيه الدعوات لحضور المؤتمر، وهو ما سبق ونفاه رئيس المجلس للأناضول.
ورغم حالة الارتباك التي تسيطر على مشهد الاجتماع، إلا أن بهية مارديني المستشار الإعلامي للائتلاف قالت للأناضول: ” نشكر مصر سواء كانت وزارة الخارجية أو المجلس المصري للشئون الخارجية، على الاهتمام بالقضية السورية، وان كنا نتمنى أن يكون الاجتماع ممثلا لكل أطياف المعارضة، وألا يكون انعكاسا لحالة الاستقطاب السياسي”.
الاناضول