لم تشفع لها عيناها اللوزيتان بلون حنينِ ثائر لدى والدتها التي قررت ترك المنزل بالعودة، لتبقى الأم حلم “عريفة” وشقيقتها “منتهى”، ولم تشفع لها ابتسامتها أيضا في إقناع والدها بالخروج من حي المرجة في حلب. الحي الذي يستقبل براميل النظام أكثر مما يستقبل العصافير.
“عريفة” بنت الـ14 عاما تقضي يومها في صراع حياتي فلسفي لا تشعر به هي نفسها، فهي بائعة للبوظة، التي تطفئ القيظ في حر الصيف، وتنعش شغاف القلب، وبائعة ايضا للمواد التي تدفئ الاجساد وتشعل نيران الحركة والالآت الجبارة، أما هي فعالقة فيما بينهما مبتسمة تنتظر حلم أن ترجع والدتها فتشعر بدفئ ما تبيع وتبرد نار قلبها، وحيرة اختها المشاكسة “منتهى” 12 عاما التي صقلتها على ما يبدو صرامة اصوات البراميل وتهكمات زبائن النار و الثلج.
عدسة : ماهر أقرع – وطن اف ام
{gallery}news/2015/11/13/66{/gallery}