“في العراء” .. تقرير لموقع الائتلاف عن واقع اللاجئين في مخيم باب السلامة

وفيما يلي النص الكامل للتقرير 

المحتوى:
مقدمة
أولاً- مخيم باب السلامة..الموقع والحالة
ثانياً- البنية التحتية للمخيم
ثالثاً- حالة الخيم المتواجدة
رابعاً- مأساة الأطفال في المخيم:
1-عدد الأطفال الموجودين وفئاتهم العمرية:
2- الوضع الإنساني
3-الواقع التعليمي.. وانتشار الأمية
-مشروع مجمع تربوي
4-الحالة الاجتماعية
-الحاجة إلى دعم صحي ونفسي
5- قصة أطفال في المخيم بدون معيل
خامساً- مساعدات من الائتلاف والحكومة المؤقتة

مقدمة:
يقدم التقرير لمحة عن معاناة الأطفال النازحين في المخيمات من خلال دراسة ميدانية لحالة واحدة هي مخيم باب السلامة الحدودي ومأساة الأطفال فيه، مركزاً على فئاتهم العمرية وحالتهم الاجتماعية والصحية. حيث يعتمد التقرير في معلوماته على أرقام جمعها فريق صحفي من مركز حلب الإعلامي لصالح المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني السوري، من خلال قيام الفريق بزيارة المخيم ورصد حالته والتعرف على أوضاعه وجمع إحصائيات حول عدد القاطنين فيه وخاصة الأطفال وتسليط الضوء على أحوال ومعاناة الأطفال فيه من حيث الحالة الإنسانية والتعليمية والطبية. فليس خفياً على أحد أن الأطفال هم الفئة الأكثر تضرراً مما يجري في سورية، بعد أن فقدوا منزلاً يأويهم ومدرسة ينهلون العلم منها، وخسر بعضهم أباً يعيله أو أماً أوعائلة بكاملها تحيطه بالأمان.. ولعل النزوح داخل سورية من أصعب التجارب التي مر ويمر بها الأطفال السوريون، خاصة وأن مأساة النازحين في سورية تتزايد وترتفع أعدادهم بوضوح مع استمرار حالة التهجير وخاصة من قرى درعا وحماة وإدلب وحلب حيث يواصل نظام الأسد قصفه للمدنيين. ويعاني الأطفال في مخيمات النزوح من برد الشتاء وحر الصيف، ومن تردي الخدمات التي تبدأ بتأخر وصول المساعدات والأغذية، ولا تنتهي بالأمراض المختلفة التي تصيب صغار السن والرضع، والتي غالباً لا تجد الطبابة المناسبة التي تداويها. وبالطبع، فإن تعليم الأطفال النازحين في المخيمات أصبح مرتبطاً بشكل أساسي بحملات التطوع الفردي التي يقدمها شبان سوريون قد تدعمهم منظمات دولية مساندة وقد لا تفعل.

أولاً- مخيم باب السلامة..الموقع والحالة
يقع مخيم باب السلامة الحدودي داخل الأراضي السورية بجوار المعبر الحدودي بين سوريا وتركيا في ريف حلب الشمالي غير بعيد عن مدينة اعزاز الواقعة شمال مدينة حلب، والذي يسيطر عليه الثوار منذ شهر حزيران يونيو الماضي. أنشئ المخيم منذ أكثر من عامين بعد أن بدأت حملة نظام الأسد العسكرية على مدينة حلب وقراها. ويعاني المخيم من اهتراء الخيم القديمة الموجودة فيه ومن مشاكل مختلفة أهمها عدم وجود أدوات وتجهيزات الصرف الصحي فيه الأمر الذي تسبب بأوبئة وأمراض، بالإضافة إلى سوء توزيع نقاط الحصول على مياه الشرب. بني المخيم على أرض زراعية وتبلغ مساحته 8 هكتارات، حيث يضم 2341 خيمة، بالإضافة إلى 100 كرفانة. وبحسب المشاهدات، ونظراً لكون عمر المخيم عامان فقط، فإن أغلب الخيم قديمة ومتآكلة. وقد وصل عدد العائلات السورية المتواجدة داخل المخيم إلى 2441 عائلة أي ما يعادل 15600 شخص، موزعين على 12 قطاع داخل المخيم.

ثانياً- البنية التحتية للمخيم
بالنسبة للمياه: يحصل سكان المخيم على المياه من خزانات كبيرة موزعة داخل المخيم وموصولة بأنابيب إلى 30 نقطة يحصل الأهالي على الماء من خلالها، فهناك نقاط خاصة بالرجال وأخرى بالنساء،
ويوجد محطة تحلية للماء التي يتم استجرارها من الآبار. لكن لوحظت مشكلة في توزيع نقاط الحصول على ماء الشرب بحيث أنها لا تشمل كامل المخيم ككل، كما أن هذه النقاط تسبب أزمة نظافة بما تفرزه من أكوام طينية في محيط كل خيمة، جراء تجمع المياه فوق تربة المخيم. أما بالنسبة للصرف الصحي، فهو سيء للغاية، حيث تولت مؤسسة “ميدكل” دعمه منذ زمن، إلا أن المشكلة تكمن في أن المخيم عندما أقيم لم يكن هناك تجهيزات للصرف الصحي، ولهذا السبب يعتمد سكان الخيم على حفر سطحية لتصريف مياه الصرف الصحي، ويتواجد بجانب كل خيمة حفرة سطحية للصرف، ما أفرز روائح كريهة بسبب هذه الحفر. ورأى زائرو المخيم (فريق التحرير المذكور) أن:” الوضع مأساوي جداً بسبب هذه الحفر وصعوبة تصريف الصرف الصحي”. هذا ويوجد في المخيم دورات مياه موزعة للرجال والنساء يبلغ عددها 180 إلا أنها لا تفي بالغرض فهناك نقص في عددها، وهي دورات مياه قديمة ومتهالكة، كما أن وضع النظافة في داخلها سيء للغاية. الجدير بالذكر أن سوء تصريف مياه الصحي تسبب بمشاكل وأمراض وأوبئة يشتكي منها سكان المخيم، من بينها الإسهالات المتكررة والتهابات الأمعاء، التي يساهم في نقلها انتشار البعوض والحشرات بسبب الأكوام الطينية التي تسببها.

ثالثاً- حالة الخيم المتواجدة
يبلغ عدد الخيم التي تأوي النازحين في مخيم باب السلامة 2341 خيمة، ويتواجد فيه 100 كرفانة متآكلة وقديمة بحاجة إلى تجديد. هذا وتفتقر هذه الخيم والكرفانات إلى أدنى مستويات الخدمة، فهي باردة شتاءً وحارة صيفاً، وحجمها صغير جداً لا يكفي العائلات الموجودة هناك. هذا وقد غرقت قرابة 20 خيمة بشكل كامل مع أول سقوط مطر قبل زيارة الفريق بأيام، فيما تضررت 200 خيمة أخرى وغرقت بشكل جزئي. يذكر أنه تصعب الحركة داخل المخيم في الشتاء بسبب الأرض الطينية التي تحيط بسكانه. كما أنه لا توجد أي وسائل تدفئة هذا الشتاء حيث لم تتعهد أي جهة إلى الآن بتقديم أي وسائل تدفئة. وفي العام الماضي كان هناك نقص في التدفئة، فاضطر أهالي المخيم لاستخدام مدافئ الفحم، التي تسببت العام الماضي في احتراق 4 أشخاص (طفلان وسيدة ورجل)، ولا يخفى على أحد التلوث الذي تحدثه هذه المدافئ.
كما أن الخيم غير مجهزة على الإطلاق فهي عبارة عن هياكل خيم فقط، والبطانيات والحرامات المتواجدة قليلة وغير كافية حيث تلوثت معظمها بسبب غرق بعض الخيم، إضافة لعدم القدرة على غسلها، والمخيم بحاجة ماسة إلى هذه التجهيزات.

رابعاً- مأساة الأطفال في المخيم
يسير الأطفال داخل المخيم وهم حفاة دون أن يرتدوا ما يقي أقدامهم الصغيرة من البرد ومن بلل الأرض الطينية.. قليل منهم رضي أن يتم تصويره لنقل معاناته.. فهم يخجلون من التصوير ومن الحديث للفريق الذي رغب في معرفة ما يعانون منه..

1-عدد الأطفال الموجودين وفئاتهم العمرية:
لا توجد إحصائية دقيقة لعدد الأطفال في المخيم وأعمارهم، إلا أنه من خلال الاعتماد على الرقم الموجود في المدرسة كأساس في تقدير عدد الأطفال، يصل عدد الطلاب في المدارس إلى 1600 طالب (مرحلة ابتدائية وإعدادية) من بينهم 1200 طفل في الابتدائية، ويقدر المشرفون على التعليم بأن هذا العدد ممن يتلقون التعليم هو ثلث عدد الأطفال الموجودين في المخيم، أي يقدر عدد الأطفال بنحو 5 آلاف طفل داخل المخيم.

2- الوضع الإنساني
– تراجع المساعدات ونقص التغذية لدى الأطفال:
يقدم المخيم وجبات طعام يومية هي عبارة عن فطور وغداء لأهالي المخيم، وفي هذا الإطار يشتكي الأهالي من سوء ونقص الطعام المقدم إليهم، حيث تفتقر هذه الوجبات -بحسب وصفهم- لوجود مادة اللحوم الضرورية لتغذية الأطفال وكذلك للجودة. ويشرف على تقديم الطعام مطبخ تابع لمنظمة ” ihh ” التركية، لكن لا يوجد طعام خاص بالأطفال كما أن إدارة المخيم لم توزع حليباً للأطفال أو طعاماً لهم منذ نحو 3 أشهر لعدم تواجد هذه المواد وهو أمر يقلق إدارة المخيم، بسبب تأثيره على صحة الأطفال ونموهم الجسدي والفكري. يشار إلى أن الوضع الصحي داخل المخيم سيء فهناك أرضية تهيئ لانتقال الأمراض والأوبئة بسبب سوء خدمات المخيم وانتشار المستنقعات وسوء الصرف الصحي، وكون الأرض طينية. ويتوفر في المخيم نقطة طبية واحدة يوجد فيها ثمانية أطباء يعالجون المرضى وهم من اختصاصات: جلدية، أسنان، نسائية، أطفال. لكن النقطة لا تسد حاجة المخيم، ويتم تحويل حالات الإسعاف إلى المشافي القريبة للمخيم. وفي تقرير أصدره مركز توثيق الانتهاكات في سورية، قــال الطبيــب ناصــر أبــو الجــود، وهــو طبيــب أطفــال فــي المخيــم عــن الوضــع الطبــي: “النـاس يهربـون مـن المـوت إلـى المـوت والـذل، فالوضـع العـام سـيء جـدا وخاصة الطبي منه وهناك انتشار لأمراض كثيرة وخاصــة مــرض اللشــمانيا الجلــدي، فقــد تــم توثيــق أكثــر مــن ألــف حالــة إلــى الآن، والســبب الرئيســي لانتشار هــذا المــرض هــو وجــود شــبكات صــرف صحــي مكشــوفة منتشــرة فــي قلــب المخيــم، فالمخيــم يفتقــر إلــى أبســط أنــواع الخدمــات، وهنالـك تخوفـات حقيقـة مـن انتشـار أمـراض معديـة أخـرى منهـا مـرض الكوليـرا والتيفوئيـد كمـا أصيـب العشـرات بمـرض الإســهال، وهنالــك أكثــر مــن عشــرة حــاالت لنازحيــن مصابيــن بأمــراض مزمنــة وعلــى رأســها مــرض القلــب والســكري وليســت لدينــا القــدرة علــى مســاعدتهم”.

3-الواقع التعليمي.. وانتشار الأمية

يوجد في المخيم مدرسة واحدة وهي عبارة عن بعض الخيم المتلاصقة، تضم 1600 طالب موزعين على ثلاثة أفواج، والمشكلة تكمن أيضاً في أن الصفوف صغيرة جداً ولا تتسع لأكثر من عشرين طالباً، كما أنه لا توجد إنارة جيدة، ولا وجود لعوازل للصوت، وأيضاً تتداخل الصفوف فيما بينها لا يفصل بينها سوى شادر بلاستيكي، ولا تتلقى المدرسة أي رعاية أو دعم من المنظمات الدولية، فالأساتذة يعملون بشكل تطوعي.. وبذلك فإن الوضع التعليمي سيء للغاية، حيث لا ينضبط الطلاب بدوام المدرسة، وبالنتيجة يحتاج المخيم إلى اهتمام كبير في هذا الجانب، خاصة وأن عدد الأطفال الذين لا يحصلون على تعليم هو ضعف العدد المسجل في المدرسة، مما جعل الأمية تنتشر بشكل كبير بين الأطفال، مع ملاحظة وجود ضعف في الوعي لدى الأهالي تجاه ضرورة تعليم أبنائهم.

-مشروع مجمع تربوي:

في تصريح للمكتب الإعلامي للائتلاف، أكد مدير التعليم ما قبل الجامعي بوزارة التربية في الحكومة المؤقتة عزام خانجي أن لدى الوزارة حالياً:” مشروع لإنشاء مجمع تربوي جديد خاص بمخيم باب السلامة، يعتمد كأساس على المدارس القائمة” مشيراً إلى قيام الوزارة بدراسة أعداد الأطفال المتزايدين جراء استمرار قصف نظام الأسد على حلب.” وأوضح خانجي وجود مدرسة في مخيم باب السلامة هي مدرسة فخر الحرية والتي تستوعب 2000 طالب، ومدرسة النور في مخيم النور بحلب والتي تستوعب 1200 طالباً ومدرسة مخيم ضاحية الشهداء التي تستوعب 600 طالب” مضيفاً إن:” الوزارة قامت بتوزيع حقائب مدرسية ولباس متكامل لطلاب مدرسة مخيم باب السلامة”. كما قامت الوزارة بتوزيع راتب شهري لكل معلمي المخيمات في المناطق المحررة بواقع عشرة آلاف ليرة لكل معلم، لكن هذا الإجراء كلف الوزارة مليونا ونصف مليون دولار في الشهر الأمر الذي يصعب على الوزارة تمويله بشكل مستمر”. وأشار مدير التعليم إلى أن أحد المتبرعين قدم رواتب لمعلمي مخيم باب السلامة لكن دعمه توقف منذ شهر ونصف بعد خلافات وقعت بينه وبين إدارة المخيم. وقال خانجي إن:” مدير تربية حلب التابع للوزارة في الحكومة المؤقتة زار مؤخراً مخيم باب السلامة للوقوف على الاحتياجات هناك لنقلها للوزارة” مردفاً إن مشروعاً لبناء مدارس من خلال كرفانات في مخيمات اللجوء بإدلب وغيرها تم تقديمه لمنظمة GIZ التي سبق وقدمت خدمات في الدفاع المدني والزراعة ولم تقدم خدمات تعليمية لكن لم يصل رد من المنظمة بعد” وأوضح أن بعض المنظمات تعمل وحدها على الأرض مما يسبب ازداوجية في العمل أحياناً بين الجهات المانحة.

4-الحالة الاجتماعية
يصل عدد الأيتام من الأطفال داخل المخيم إلى 400 طفل، أما عدد المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة منهم فهو 250 حالة من بينهم خمسون حالة بحاجة إلى متابعة ضرورية وبحالة خطرة على حياتهم. ولا يتلقى اليتامى أي رعاية بهم بل إن الكثير منهم يضطرون للعمل وتحصيل معيشتهم بدلاً من تلقي التعليم.. ومعظم هؤلاء الأطفال يعملون في معبر باب السلامة على نقل البضائع وحملها، أي في أعمال لا تتناسب مع أعمارهم وأجسادهم الغضة.. ولا يوجد من يلتفت لخطورة هذا الجانب على صحتهم.. ويكون العمل للطفل ليوم واحد في الأسبوع على الأغلب، ويتقاضى العامل مبلغ 2000 ليرة سورية، فنظراً لكثرة العاملين الموجودين سواء كانوا أطفالاً أم شباباً يتم منح يوم عمل واحد في الأسبوع لكل منهم.

الحاجة إلى دعم صحي ونفسي
بحسب مشاهدات فريق تحرير مركز حلب الإعلامي، لا يوجد مختصون في تقديم الدعم النفسي للأطفال داخل المخيم، أي أنه بحاجة لمختصين لمعالجة العديد من المشاكل الاجتماعية كضعف الوعي، وانعدام الرعاية الصحية، وحالات الاكتئاب الناجمة عن الفقر والنزوح والظروف المحيطة.. وبحسب الفريق فإن:”الأطفال يلعبون في المستنقعات الطينية القذرة التي تكونت حول نقاط استجرار المياه”. في حين أشار الاستشاري النفسي الدكتور نضال سعدون في لقاء للمكتب الإعلامي للائتلاف معه إلى أن:” الهيئة الطبية الدولية IMC أقامت نقطة طبية في المخيم حيث يتواجد فيها طبيب نفسي مختص لكنه قد لا يزور المخيم بشكل يومي.. وتقدم النقطة تقاريرها بخصوص الحالة الصحية والنفسية للأطفال”. ولعل مأساة الأطفال ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحالة أمهاتهم حيث يوجد في المخيم 200 امرأة أرملة و200 مطلقة، لا تتلقين أي مساعدة وتضطر معظمهن للعمل في الأراضي الزراعية المجاورة للمخيم برواتب قليلة وبساعات عمل مطولة مبتعدات عن أطفالهن لفترات طويلة الأمد.

5- قصة أطفال في المخيم بدون معيل
الطفل مصطفى (ذو 15 عاماً) هو المعيل لعائلته التي فقدت كلا والديها، لدى مصطفى خمسة أخوة:
فاطمة ذات 17 ربيعاً وهي أكبر أفراد الأسرة، وريم 13 عاما، وخولة 11 عاماً، ورشيد 7 أعوام، وعائشة خمسة أعوام.. يعمل مصطفى في المعبر الحدودي يوماً واحداً في الأسبوع لقاء 2000 ليرة،
وبالطبع لا يخضع الأطفال لرعاية خاصة ولا يذهبون إلى المدرسة لكون وضعهم المعيشي صعب للغاية ولعدم وجود ما يسد رمقهم..

خامساً- مساعدات من الائتلاف والحكومة المؤقتة:
أتمت وزارة الاتصالات والنقل في الحكومة المؤقتة عملية تعبيد الشوارع في مخيمي باب السلامة وأطمة، حيث فرشت طبقات من المواد الحصوية مع الدحل والتمهيد في شوارع المخيمات. حيث بلغت كلفة المشروع في مخيم السلامة 24000 دولار، بينما في مخيم الكرامة (أطمة) 50000 دولار، ويبلغ طول الشوارع المعبدة في المخيمين بحدود 5.2 كم. هذا وقام الأهالي بأخذ حصة من المواد الحصوية لفرش أرضية خيمهم خوفا من تداعيات الشتاء حيث تتحول الأراضي إلى كارثة حقيقية” وقد علق أحد الأطفال من المخيم: “فرحنا بالحصى كفرحنا بالسكاكر لما عانينا منه الشتاء الماضي”. وكانت وزارة الاتصالات والنقل والصناعة في الحكومة السورية المؤقتة، قد شرعت بتعبيد الطرق داخل مخيمي أطمة وباب السلامة الحدوديين شمالي حلب منذ فترة. وقال المكتب الصحفي لوزارة الاتصالات” إن تعبيد طرق المخيمات بالمواد الحصوية يأتي لإنقاذ اللاجئين السوريين في المخيمات من كابوس الوحل والمستنقعات بسبب أمطار فصل الشتاء ولفتح كافة الطرقات لتسهيل إيصال المعونات والمساعدات الإنسانية اللازمة”.
وكان قد طالب رئيس الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة سفراء دول أصدقاء سورية، أثناء الاجتماع بهم بـ” ضرورة تسليح النازحين واللاجئين والمحاصرين في المدن السورية وخاصة غوطتي دمشق، بالمدافئ والمعاطف والخيام لتمكين هؤلاء الناس من مواجهة البرد القارس الواقف على أبواب الشتاء”. مشيرا في ذلك إلى “الكارثة الإنسانية التي تشهدها مخيمات أطمة على الحدود السورية التركية وغيرها من المخيمات الأخرى.” هذا وقد افتتحت وزارة الثقافة وشؤون الأسرة في الحكومة السورية المؤقتة دار (أنت أملي) لرعاية الأيتام السوريين وذلك في مدينة كيليس التركية بتاريخ 8 أيلول 2014 ، والتي تضم حاليا قرابة أربعين طفلا تتراوح أعمارهم بين أربعة أشهر وأربعة عشر عاماً، منهم من هو يتيم الأب والأم، ومنهم يتيم أحدهم، وتشرف على الدار التي تضم قسما للإناث وآخر للذكور أربع معلمات ومرشدة نفسية. كما أطلقت الوزارة جائزة للطفل المبدع في المخيمات من أجل تحفيز الأطفال على التعلم حسبما أكدت وزيرة الثقافة تغريد الحجلي خلال لقاء للمكتب الإعلامي للائتلاف معها.

خاتمة:
لا تقل أحوال الأطفال النازحين في مخيم باب السلامة سوءاً عن حالة أترابهم في المخيمات الأخرى، والذين يعانون ذات الظروف من نقص التغذية والتعرض المستمر للبرد وأحوال الطقس السيئة.. لكن اختيارنا لمخيم باب السلامة ليس سوى محاولة لإيصال معاناة أطفال النازحين ككل على الحدود، والتي تزداد سوءاً مع اقتراب البرد والثلج، ولإطلاق صافرة إنذار عل وعسى يسمعها المجتمع الدولي لمساعدة هذه الفئة الضعيفة.. وليس خفياً على أحد أن مأساة الأطفال السوريين ما تزال مستمرة سواء في مخيمات النزوح داخل سورية، أو مخيمات اللجوء أو داخل البلد الذين هم عرضة لأخطار الإصابة بالقصف أوالاعتقال أو أي انتهاك من انتهاكات حقوق الطفل الأخرى التي ينفذها نظام الأسد دون أن يجد من يحاسبه.

مصدر التقرير ، والمصادر التي أعتمد عليها اضغط هنا 

الائتلاف – وطن اف ام