في أول حديث إذاعي له منذ خروجه الأول من الغوطة الشرقية قبل أيام، قال المتحدث الرسمي باسم “الإتحاد الإسلامي لأجناد الشام” وائل علوان: “إن النظام يفرض حصاراً قذراً على الغوطة” مستخدماً ذلك كسلاح لكسر إرادة أهلها، وأضاف علوان “ليس من سمع كمن رأى ..وليس من رأى كمن عاش تلك المحنة القاسية” التي يعانيها أهالي الغوطة الشرقية جراء الحصار الخانق .
حجم الحصار اكبر من قوة الفصائل العسكرية لكسره
و بخصوص جهود فصائل الغوطة المختلفة لكسر الحصار، أشار علوان إلى أن: “الفصائل حاولت رفع المعاناة عن أهالي الغوطة وكسر الحصار، وخاضت بعض المعارك في سبيل ذلك (الله أعلى وأجل 1-2 و الدخانية) ومعارك أخرى، مؤكداً ان بعض تلك الأعمال العسكرية أتت ببعض الثمار، لكن في النهاية “حجم الحصار اكبر من أن تستطيع القوى العسكرية كسره لوحدها” .
وفَنّدَ علوان صعوبات كسر الحصار على الغوطة، قائلاً ان “الحصار مطبق بأكثر من طوق” الاول: “طوق النظام ومدرعاته وقلة القدرة على مقاومتها بسبب نقص مضادات الدروع”، والثاني:”الصحراء الشاسعة المكشوفة التي تحيط بالغوطة”، والثالث: “حصار داعش التي استقدمها النظام لتكون مساهمة معه بحصار الغوطة” .
وحول الإتهامات التي توجه من قبل البعض، لـتشكيلات عسكرية تساهم في الحصار، قال علوان :”ليس هناك مجتمع خالي من الفساد، على ان مجتمعات الثورة اقل فساداً من المجتمعات التي تحكمها الأنظمة الفاسدة” مؤكداً ان: “مجتمع الغوطة ثوري مجاهد و مرابط بعمومه..لكن كما كل المجتمعات يوجد به بعض المفسدين وتجار الدماء ” مضيفا إن الفصائل في الغوطة الشرقية حاربت من ساهم في مضاعفة معاناة الناس، وان “أحد أهداف القيادة العسكرية الموحدة في الغوطة الشرقية هو القضاء على الفساد” .
دمشق بوصلة كل ثائر ومعركتها تحتاج لـ”جيش فتح”
أما حول الحديث الذي كَثُرَ مؤخراً عن معركة دمشق، قال علوان: “ان الفصائل حاولت سابقاً فتح معركة دمشق..و النظام استشعر الخطر، فباغت بمعركة المليحة التي أنهكت النظام رغم انه حشد لها كثيراً” .
وحول إمكانية شن هجوم حالياً على العاصمة قال علوان: “لا نؤمن بمعركة جزئية، نَكسبُ من خلالها مكاسب ضيقة” مؤكداً إن معركة دمشق تحتاج لـ”جيش فتح” وغرف عمليات تشترك فيها فصائل الغوطة الغربية والشرقية والقلمون وجنوب العاصمة، وكذلك لمؤازرة من فصائل درعا، وحمص والشمال .
وعن إمكانية تأسيس جيش موحد في الغوطة على غرار “جيش الفتح” في الشمال، قال علوان: “إن فصائل الغوطة الشرقية أسست في السابق غرفة عمليات جند الملاحم وتبع ذلك إنشاء القيادة العسكرية الموحدة” وان تأسيس “جيش فتح في الغوطة” يحتاج لخطوات أخرى .
علوان: الغوطة الشرقية صمام أمان الثورة ومدخل القصر الجمهوري
وعن وضع مختلف الجبهات في الغوطة قال علوان:” كان هناك فترات محددة بالسابق واجهت فيها الغوطة بعض المخاطر” مضيفا إن جبهة جوبر واجهت في السابق خطر السقوط، قبل أن يتمكن الثوار من إخضاع تلك الجبهة وتمكنهم فيها، مشيراً “إن النظام يدرك جيدا خطورة الغوطة الشرقية وأهميتها الإستراتيجية الكبرى، مبدياً أسفه من “زهد بعض المحسوبين على الثورة بخصوص جبهة الغوطة الشرقية” .
معركة المليحة في السنة الماضية أنهكت النظام وكشفت ضعفه
وتحدث علوان خلال اللقاء عن معركة المليحة، التي أفضت بالنهاية لسيطرة النظام عليها في آب\أغسطس من السنة الماضية، قائلاً:”إن معركة المليحة كلفت عشرات الشهداء من مختلف التشكيلات”، و معتبرا ان الفصائل لم تخسر “ملحمة معركة المليحة” ،وان قوات النظام والميليشيات الأجنبية التي تقاتل معه خسرت أكثر من خمسة ألاف مقاتل، كما “خرجت بعض الألوية الطائفية عن الخدمة بالكامل جراء معركة المليحة” مضيفاً ان النظام بعدها فشل في التقدم متراً واحدا في الغوطة، لأن” قواته استنزفت تماماً في معركة أرهقت النظام وأوقفته عن أي تقدم في الغوطة” .
الملف القضائي والأمني في الغوطة
وبخصوص الملف القضائي في الغوطة الشرقية، قال المتحدث الرسمي بإسم “الإتحاد الاسلامي لأجناد الشام” إن جميع الفصائل العسكرية ومختلف القوى في الغوطة الشرقية، ترضخ للمجلس القضائي الموحد هناك، معتبراً إياه “بمثابة صمام أمان للجميع” وأقيم بناءً على “الكفاءات والخبرات الواعية والأكاديمية” واصفاً إياه بـ”مشروع واعد يجب دعمه ” .
أما عن الملف الأمني، وما يروج عن قبضة جيش الإسلام الأمنية وغيره في الغوطة، قال علوان:”ان هناك الكثير من المغرضين الذين يحاولون تشويه صورة الثوار من جيش الاسلام وغيره” مضيفاً ان المسؤولية “كبيرة جداً على الفصائل، كون الغوطة محاصرة، وفيها بعض الاختراقات من قبل خلايا تابعة للنظام أو لداعش” وان ذلك يدعو لضرورة وجود “قبضة أمنية استثنائية” داعياً أن تتوافر فيها “عوامل الشدة والحذر والعدل” .
كما تحدث علوان عن الاختراقات الموجودة في الغوطة، وكان آخرها التفجير الإنتحاري الذي استهدف قيادات في فيلق الرحمن، و أودى بحياة واحد من أهم قضاة الغوطة وهو رياض الخرقي (أبو ثابت الدمشقي) وقال علوان :”ان الحذر الأمني يجب ان يكون من خلال نشر ثقافة أمنية مجتمعية من قبل الأهالي، وكذلك إجراء دورات أمنية، ورفع مستوى الكفاءة الأمنية عند الفصائل” .
النظام ترك جنوده لقمة سائغة لـ”داعش” في تدمر، ولم يشن غارات لمساندة قواته
وحول معركة تدمر التي أفضت لسيطرة “الدولة الإسلامية” عليها قبل ايام، قال علوان إن “النظام سلم تدمر لداعش” وترك جنوده يقتلون على يد التنظيم، دون أن يرسل لهم تعزيزات، أو يقوم بضربات جوية لمساعدتهم .
وذهب المتحدث الرسمي باسم “الإتحاد الإسلامي لأجناد الشام” بالقول، إن “داعش سيطرت على تدمر خلال عدة أيام، وقطع مقاتلوها مسافة كبيرة عبر الصحراء دون أن تتعرض مواكبهم لغارة جوية واحدة من طائرات النظام أو التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ضد “الدولة الإسلامية” .
لماذل تخرج بعض القيادات المهمة من الغوطة حالياً ؟
وبخصوص هذا الموضوع الذي يُثار حوله عدة تساؤلات قال علوان “إن خروج بعض القيادات من الغوطة يأتي لتنظيم الامور الثورية بشكل مباشر” متابعاً بالقول “لا بد من خروج قيادات من الصف الأول للتنسيق، وكذلك للتذكير والتأكيد على أن الثورة السورية هي دمشق” مع عدم التقليل من أهمية باقي المناطق في شمال سورية وجنوبها .
كيف ينظر الاتحاد الإسلامي لجبهة النصرة ?
وبخصوص تعاطي “الإتحاد الإسلامي لأجناد الشام” مع جبهة النصرة قال وائل علوان: “إن جبهة النصرة خرجت منذ بداية الثورة من أبناء الشعب السوري وبعض الوافدين الاجانب لمقاومة النظام” قائلا إن الإتحاد الإسلامي لأجناد الشام” تجمعه شراكة عسكرية مع كل من له أعمال عسكرية على الأرض، مضيفاً أنه “لا بد إن يكون هناك شراكة عسكرية لدى كل الفاعلين على الأرض والذين يوجهون سلاحهم ضد النظام” مشدداً انه بالنهاية، لا بد أن يكون الهدف هو “كسر النظام وإسقاطه وخدمة أهداف الثورة السورية” .
الحل السياسي وإمكانية حدوثه
وحول نظرة “الإتحاد الإسلامي لأجناد الشام” لإمكانية الحل السياسي في سورية، قال المتحدث الرسمي باسمه:”لا بد للحل السياسي أن يكون واقعياً في إنهاء معاناة الشعب السوري” مطالباً بأن يتم التواصل والتشاور أكثر مع الفصائل العسكرية في هذا الخصوص.
أما عن رؤية “الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” لسورية المستقبل، قال علوان:”اسقاط النظام هو الهدف الأول الذي يجب ان يتحقق” قائلاً ان “سورية لكل أهلها ويجب ان يشارك الجميع بمستقبلها دون إقصاء أحد” .
كما وتناول الحوار الذي أجراه أحمد حمزة مع وائل علوان، كيفية خروج الأخير من الغوطة الشرقية إلى تركيا، و علاقة “الإتحاد الإسلامي” بالقوى السياسية ومن بينها “الائتلاف الوطني” وكذلك الحديث عن المؤتمرات التي تُنظم حالياً في العواصم العربية وغيرها حول الملف السوري، و تواصل الفصائل العسكرية مع القوى الإقليمية ونقاط أخرى عديدة .
قسم البرامج _ وطن اف ام