صعّدت كلّ من روسيا ونظام الأسد من قصف المناطق المحرّرة لاسيّما في الغوطة الشرقيّة وإدلب وحماة، فيما أرجع مراقبون هذا التصعيد إلى رفض الفصائل العسكريّة حضور مؤتمر سوتشي.
وفي الوقت الذي تسعى فيه روسيا إلى شرعنة مؤتمر سوتشي وتسويقه علاوةً على استخدامه كورقة ضغطٍ ضدّ دولٍ إقليميّة مثل تركيا، تسعى دولٌ كبرى وإقليميّة إلى تعزيز وجودها فيه بل والعمل على توسعته.
واستضفنا في ملف اليوم الصحفيّ “جلال بكّور” للحديث عن مقاله المنشور في العدد 216 من جريدة صدى الشام وحمل عنوان “تقاسم سوريا قبل سوتشي”.
وأرجع بكّور فشل جنيف وأستانا إلى عدم جديّة نظام الأسد والمجتمع الدوليّ في تحقيق أيّ تقدمٍ من خلال المسارات السياسيّة، حيث عمد النظام إلى تمييع الجولة الثامنة من جنيف و إضاعة الوقت، في الوقت الذي لم نشهد فيه ضغطاً دوليّاً حقيقياًّ، حيث كان ديمستورا يوجّه مسار المفاوضات لصالح نظام الأسد ويملي على المعارضة إملاءاتٍ تشابه إلى حدٍّ كبير مطالبات نظام الأسد.
وعن تأثير التغيير في خارطة السيطرة بما يخصّ تهجير مقاتلي بيت جن آخر جيوب المعارضة غرب دمشق، قال بكّور إنّ سيطرة نظام الأسد وحزب الله على الحدود الغربيّة لسوريا من القصير في ريف حمص الجنوبيّ وصولاً إلى هضبة الجولان، هو جدارٌ لفصل الحدود بين السنّة في لبنان والسنّة في سوريا.
وأشار بكّور إلى أنّ لدى تركيا مجالٌ واحدٌ تضغط به من خلال دعم الفصائل الموجودة في محافظة إدلب لصدّ هجمات قوّات الأسد انطلاقاً من ريف حماه الشماليّ والشرقيّ، معتبراً في الوقت ذاته أنّ معركة “بأنهم ظلموا” في إدارة المركّبات في حرستا من الممكن أن تأتي في إطار الضغط على النظام باتجاه دمشق.
وبما يخصّ رفض الفصائل العسكريّة لسوتشي، قال بكّور إنّه من المبكّر الحكم على المؤتمر، كون أجندته غير واضحة، مرجّحاً في حال تحقيق تقدّمٍ عسكريٍّ لروسيا والنظام في إدلب فإنّ أجندة المؤتمر ستركّز على تثبيت الأسد، وفي حال صدّت الفصائل الهجوم على إدلب فإنّ مجريات سوتشي ستشابه جنيف 8 من حيث عدم ذكر مصير الأسد.
تستمعون للّقاء كاملاً من خلال المشغّل التالي: