أعلن الجيش التركي في 9 تشرين الأول 2017، دخول َجنوده إلى إدلب بهدف إقامة منطقة خفضٍ للتوتر في إطار اتفاق أستانا، وتقول أنقرة أن هذه الخطوة تأتي تمهيدا للمفاوضات التي ستُفضي لحل سياسي في سوريا.
وبحسب مراقبين فإن الانتشار التركي في إدلب يتعارض مع الموقف الأمريكي الداعم بشكل غير محدود للميليشيات الكردية الإرهابية، والتي تسعى للسيطرة بشكل كامل على شمال سوريا والوصول إلى البحر المتوسط ما يؤدي إلى عَزْل تركيا عن المنطقة، مااعتبرته تركيا تهديدا لأمنها القومي.
وحول ذلك استضفنا في ملف اليوم الذي يبث كل ثلاثاء على إذاعة وطن إف إم، الصحفي جلال بكور من صحيفة صدى الشام.
وعن جدية قيادة الميليشيات الكردية في الوصول إلى البحر المتوسط وحجم التهديد الذي سيشكله على الأمن القومي التركي، قال بكور إن الخرائط التي تروّج لها الأذرع الإعلامية لهذه التنظيمات الإرهابية، عبر خداع الرأي العام بفشل الجيش الحر بالقضاء على الإرهاب والسعي لضم حلب وإدلب وجزء من اللاذقية، لن ينجح، معتبرا أن كل دولة سوف تنشأ شمال سوريا ولا تملك حدودا بحرية ستلد ميتة.
وحول محدودية الانتشار التركي شمال سوريا والذي يظهر كذلك حتى اللحظة قال بكور: إن الجيش التركي سيوسع من انتشاره في عمق إدلب وعلى طول الحدود الفاصلة بين ريف إدلب الجنوبي الغربي وريف إدلب الجنوبي الشرقي، وتوقع انتشارا له في عدد من القواعد العسكرية كمطار أبو الضهور ومطار تفتناز.
وأكد بكور على انتهاج الإدارة الأمريكية لسياسة الكيل بمكيالين حيث لا تنظر واشنطن لميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي كونها إرهابية، بما يحقق مصالحها في الحرب على الإرهاب، كما يلعب التوافق الفكري بين الحزب وبعض الدول الأوربية، دورا في الاستمرار بدعمه، كمسألة تجنيد النساء في الحرب، فيما لاتمانع الولايات المتحدة القصف الذي يتعرض له التنظيم الأم حزب العمال الكردستاني الإرهابي في شمال العراق.
بكور أشار أيضا إلى أن تركيا لاتثق بأمريكا، وأن الدخول التركي إلى إدلب أتى بعد تنسيق مع كافة الأطراف في سوريا بمافيها نظام الأسد، فيما عملت تركيا على الدخول في تفاهمات مع إيران وروسيا، بعيدا عن رفض الولايات المتحدة التي بقيت صامتة حيال هذا الأمر.