بحثت حلقة اليوم من برنامج “في العمق”، سيناريوهات العملية العسكرية التركية، التي قد تبدأ خلال أيام، في شرقي الفرات، بعدما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء الماضي، أن بلاده أتمت الاستعدادات لها.
وقد وجه تصريح الرئيس التركي، عن عزم بلاده بدء عملية عسكرية شرقي الفرات، الأنظار مجددا نحو شرقي الفرات، الخاضعة لسيطرة “قوات سورية الديمقراطية” المدعومة من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، وهو التصريح الذي جاء بعد أيام من اجتماع مجموعة العمل التركية الأمريكية حول سورية، والذي بحث في موضوعي اتفاق منبج ومستقبل مناطق شرقي الفرات.
وقال الرئيس التركي في قمة الصناعات الدفاعية التركية في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، يوم الأربعاء 12-12-2018، أن بلاده جنبت محافظة “إدلب السورية أزمة إنسانية كبيرة، وجاء الدور لتنفيذ قرارنا بشأن القضاء على بؤر الإرهاب في شرق الفرات”، مضيفاً أن بلاده ستبدأ عملياتها “لتخليص شرق الفرات من المنظمة الإرهابية الانفصالية في غضون أيام”.
وفيما لم يحدد الرئيس التركي، المكان الذي ربما تنطلق منه العملية العسكرية، فقد كان لافتاًأن هذا التصريح الذي اعتبره البعض مفاجئاً، جاء بعد اجتماعات لمسؤولين أتراك مع مسؤولين أمريكيين ترأسهم مبعوث واشنطن الى سورية، جيمس جيفري، ما يؤشر إلى أن الاجتماعات بين الجانبين لم تخرج بنتيجة مرضية لتركيا.
ويذهب بعض المحليين، الى أن التصعيد التركي الآن، قد يأتي في اطار الضغط لرفع سقف التفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتي لها قواعد عسكرية في شرقي الفرات، وقد أقامت نقاط مراقبة على الشريط الحدودي مع تركيا قرب مدينتي عين العرب وتل أبيض.
ورغم أن بعض المراقبين استبعدوا بدء عملية عسكرية تركية خلال أيام، في حال لم يتم التوصل لتفاهم سياسي مع الولايات المتحدة الأمريكية، سوى أن المعلومات الواردة من جنوبي تركيا، تشير الى أن الجيش التركي يواصل حشد تعزيزات عسكرية هناك.
بالمقابل، وفيما رفعت “قوات سورية الديمقراطية”، التي تشكل “الوحدات” الكردية(ypg)، عمادها الرئيسي، جاهزيتها لمواجهة العملية العسكرية التركية المُحتملة، فقد أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية(البنتاغون)، بياناً، اعتبرت فيه أن تحركاً أحادي الجانب شرقي الفرات، حيث تتواجد قواتٌ أمريكية، هو “مصدر قلق شديد وغير مقبول”، مشيرة إلى أن التنسيق بين أنقرة وواشنطن، يعتبر الطريق الوحيد لمعالجة المخاوف الأمنية.
واستضافت حلقة اليوم، الصحفي التركي، حمزة تكين، حيث دار الحديث عن المناطق التي من المحتمل أن تبدأ فيها أو تشملها العملية العسكرية التركية المتوقعة، وما إذا كانت من الممكن أن تبدأ هذه العملية دون الوصول لحدٍ أدنى من التفاهم مع الولايات المتحدة الأمريكية، وما إذا كان موعد الانتخابات المحلية في تركيا(في اذار/مارس)القادم، سيكون عاملاً مؤثراً على العمليات العسكرية التركية في سورية. كما شارك في الحلقة، الرائد يوسف حمود، وهو المتحدث باسم “الجيش الوطني”(التابع للجيش الحر)، الذي تم الإعلان عن استعداداتٍ تقوم بها فصائله للمشاركة في العملية العسكرية المتوقعة.