في العمق

عشراتُ ألاف المُعتقلين: لماذا يتعنت النظام بهذه القضية الإنسانية؟

بحثت حلقة هذا اليوم من برنامج “في العمق”، في قضية عشرات آلاف السوريين، المعُتقلين في سجون نظام الأسد، حيث أن هذه القضية الإنسانية، بُحثت سابقاً في مفاوضات “جنيف”، وضمن مسار “آستانة”، لكن هذه المباحثات فشلت حتى الآن، بإطلاق سراح مُعتقلٍ واحد، من بين عشرات ألاف المُعتقلين بسجون النظام.

وقد طُرحت قضية المعتقلين في مباحثات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة عدة مراتٍ، كجزءٍ من الملف الإنساني، إلى جانب قضية المخطوفين والمفقودين في سوريا، لكن مضت ستُ سنوات على انعقاد أول جولة من مفاوضات جنيف، وتلتها ثماني جولات في نفس المسار الذي ترعاه الأمم المتحدة، ثم تسع جولاتٍ في “آستانة”، وبحثت عدة جولاتٍ في “آستانة” تحديداً، بملف المُعتقلين، دون التوصل لأي نتيجة في هذه القضية، التي كانت أصرت المعارضة السورية على عدم خلطها بالقضايا السياسية والعسكرية، لكون ملف المعتقلين إنسانيٌ يفترض أنه غير قابل للتفاوض.

ويبقى السؤال المُلِحُ، كيف للنظام أن يستخدم قضية المعتقلين كورقة في المفاوضات مع المعارضة؟ وكيف يجري هذا أمام مرآى ومسمع العالم، بل وفي أروقة الأمم المتحدة، دون أن يتدخل المجتمع الدولي للضغط على نظامٍ تقول المعارضة أنه يفاوض على حرية مواطنين معتقلين في سجونه؟.

ورغم أن ملف المعتقلين ما زال مفتوحاً في مباحثات “آستانة”، وقد كان محور الجولتين الثامنة والتاسعة من جولات هذا المسار، إلا أن تقدماً حقيقاً لم يحصل، ولم يُفرج عن أي معتقل من سجون النظام، إلا الذين تم الافراج عنهم بناء على اتفاقيات مُبادلة.

وفيما يتهم حقوقيون سوريون نظام الأسد، بأنه يفاوض على ما يعتبرها ورقة بيده وهي قضية عشرات ألاف المعتقلين، فإنهم يقولون ان قضية الافراج عن المعتقلين، يجب أن تتم دون شروط، لكن ذلك لن يتم وفق هؤلاء إلا بالضغط على النظام، لإجباره على تنفيذ القرارات الدولية بالقوة، على اعتبار أن النظام، لا يبدي مرونة في قضية المعتقلين لديه، لكون الافراج عن عشرات الالاف من المعتقلين في سجونه، قد يفتح عليه أبواب مُحاكمات دولية، قد تطال مسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت بحق ألاف المعتقلين.

وأجرت إذاعة “وطن اف ام” استطلاعاً للرأي، تم بثه خلال الحلقة، حيث سأل مراسلنا، مواطنين سوريين:”هل تعتقدون أن النظام يستخدم عشرات ألاف المعتقلين في سجونه كورقة تفاوضية؟، وهل سيُفضي مسار آستانة للافراج عن معتقلين؟، حيث اتفقت معظم الإجابات، على أن النظام يستخدم بالفعل قضية المعتقلين كورقة تفاوضية.

كما استضافت حلقة هذا اليوم، الدكتور أحمد طعمة، وهو رئيس وفد المعارضة إلى جولتي “’آستانة” الأخيرتين، والذي شغل سابقاً منصب رئيس “الحكومة السوري المؤقتة”. كذلك استضافت حلقة اليوم الباحثة الحقوقية نور الخطيب، وهي مسؤولة قسم المُعتقلين والمُختفين قسرياً في “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”.

ويمكنكم الاستماع للحلقة كاملة عبر الرابط أدناه.

وطن اف ام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى