بحثت هذه الحلقة من برنامج “في العمق”، الاتفاق الأمريكي-التركي الذي تم التوصل إليه، الأسبوع الماضي، في واشنطن، بين وزيري خارجية البلدين، التركي مولود جاويش أوغلو، والأمريكي مايك بومبيو، إذ تم التوافق وفق ما صرح الطرفان، على “خارطة طريق”، أفصح عن تفاصيلها الوزير التركي لاحقاً، غداة عودته لأنقرة، بأنها تتضمن ثلاث مراحل، تُطبق خلال 6 أشهر.
الأولى تحضيرية تستمر عشرة أيام، وبعد تطبيقها، تنسحب في المرحلة الثانية “الوحدات” الكردية من المدينة، ثم في الثالثة، تبدأ الولايات المتحدة وتركيا، بإدارة مشتركة للمدينة، حيث تُشرفان وتختارانِ، الجهات العسكرية والأمنية والخدماتية، التي تُدير المدينة، وتبسط الاستقرار فيها.
وتم خلال حلقة “في العمق” اليوم، بثُ استطلاعٍ للرأي، أجراه مراسلو “وطن اف ام”، حيث سألوا سوريين وسورياتٍ، شمال البلاد وخارجها، عن رأيهم بهذا الاتفاق، وإذا ما كان يُفضي، إلى تقويضٍ طموحات “الوحدات” الكردية، المدعومة أمريكياً، والتي تصنفها أنقرة كـ”إرهابية”.
واختلفت وجهات النظر في الاستطلاع، فبينما رآى بعض المشاركين، أن الاتفاق يُعتبر بمثابة مسمارٍ آخر، في نعش آمال “الوحدات” التي سَعَتْ لتأسيس حُكمٍ ذاتي في سورية، باسم “روج آفا”، على غرار “كردستان” العراق، قال آخرون بأن دعم الولايات المتحدة لحلفائها “الوحدات” الكردية على الأرض، سيستمر ولكن فقط شرقي نهر الفرات.
واستضافت حلقة اليوم، مصطفى سيجري، وهو مدير المكتب السياسي في لواء المعتصم، التابع للجيش السوري الحر، إذ قال بأنه “لم يُكن سهلاً أن يتم اتفاق منبج بين الجانبين، التركي والأمريكي، وخصوصاً بعد ما شهدته العلاقات من توتر طيلة الفترة السابقة(بين الجانبين)، ولكن لكلا الطرفين مصلحة في إتمام هذا الاتفاق وانهاء حالة التوتر بسبب خلاف وجهات النظر بما يخص الملف السوري”.
وتحدث سيجري عن تفاصيل الاتفاق، قائلاً بأنه “سيكون للجانب الأمريكي قائمة بأسماء القوى والفصائل التي ترى إمكانية التعامل معهم ليكون لهم جدور في إدارة مدينة منبح، وايضاً سيكون التركي قائمة بأسماء القوى والفصائل، التي يعتمد عليها، لتكون جهة موثوقة يعتمد عليها لإدارة مدينة منبج”، مضيفاً أن هذه الاتفاق سيكون “نموذج” يبدأ في منبج، و”لكن لا ينتهي” فيها.
واعتبر مدير المكتب السياسي في “لواء المعتصم” بأن اتفاق منبج، “قَلَبَ الطاولة على الروس”، مُبيناً بأنه “ما زلنا ندفع ثمن الاتفاق الجائر بين كيري-لافروف قبل سنوات، الذي نص بوضوح على أن تكون مناطق شرق الفرات مناطق نفوذ أمريكية، ومناطق غرب الفرات مناطق نفوذ روسية. وبالتأكيد الجانب الروسي لا يحمل أي رؤى أو مشروع استقرار للشعب للسوري، بل هو مشروع قتل وتدمير لصالح بشار الأسد(..)بالتالي أجبرنا على دخول اتفاق آستانة الأولي، وكنا نرى أنه قد يحقق الحد الأدنى لوقف الهجمة البربرية الروسية”، معتبراً أن “روسيا كانت المستفيد الأكبر من اتفاق آستانة، وبالتالي هي كانت تذهب لتحقيق مصالح سياسية أكبر من خلال سوتشي”، ولكن “عودة الولايات المتحدة للملف السوري، سوف يقلب الطاولة على الروس، أعتقد اننا سوف نشهد تغيير كامل في المرحلة المقبلة”.
كما تحدث سيجري خلال اللقاء، في نقاطٍ أخرى، بينها مآلات الوضع في مدينة تل رفعت شمالي حلب، وما إذا كان تم التوصل لإتفاق أولي فيها بين تركيا وروسيا.
ويمكنكم الاستماع للحلقة كاملة، من خلال الضغط على الرابط أدناه.
وطن اف ام