درعافي العمق

في العمق – إرهاصات “حربٍ” في الجنوب: الدلالات والمآلات

بحثت حلقة اليوم، من برنامج “في العمق”، في تطورات المشهد السياسي والعسكري، جنوبي سورية، حيث بدأت إرهاصاتُ معركةٍ هناك، بعد دفع النظام للمزيد من تعزيزاته العسكرية نحو درعا، مع حديث كبرى فصائل الجيش الحر هناك، أنها أتمت استعداداتها لكافة الخيارات، ولمواجهة أي تصعيدٍ عسكري، يحتمل أن يحصل في المنطقة الجنوبية لسورية، التي لها خصوصية تجعلها مختلفة تماماً عن باقي المناطق الساخنة في عموم سورية.

وأجرت “وطن اف ام” استطلاعاً للرأي، حيث سأل مراسلونا عدداً من السوريين :”إلى أين تتجه التطورات في الجنوب السوري (درعا والقنيطرة) ؟، وهل تنبئ التطورات هناك أن توافقاً دولياً وإقليمياً تم التوصل إليه على حساب المعارضة السورية”.

و اختلفت وجهات نظر المشاركين في استطلاع الرأي إلى حد ما، بين من رأى أن التوافق السياسي، هو ما سيحدد مصير اتفاق الهدنة في جنوب غربي سورية، بينما قال آخرون، أنهم لا يتوقعون لمحافظتي درعا والقنيطرة، مصيراً أفضل مما آلت إليه الأمور، في الغوطة الشرقية وشمالي حمص. 

وقال ضيف البرنامج الباحث والكاتب السوري أحمد أبازيد:”كان هناك تعزيزات كبيرة للنظام في الجنوب السوري مؤخراً، وتركزت في ثلاث مناطق، في مثلث الموت، وفي درعا المحطة القريبة لدرعا البلد، إضافة لمنطقة اللجاة وغرب السويداء”، مضيفاً:”لا أعتقد أن هناك تفاهم دولي حول الجنوب حتى الآن، وعلى العكس هناك حالة من تناقض المواقف الظاهرة والمُعلنة من الدول. حتى الأن الولايات المتحدة ترفض نقض اتفاق الهدنة المُعلنة في الجنوب، ولهذا الاتفاق خصوصية كونه لم يُبرم في أستانة، وإنما ضمن اتفاق ثلاثي بين روسيا وأمريكا والأردن في تموز 2017، ولذلك هذا (الاتفاق) حافظ على ديمومته واستقراره أكثر من الاتفاقات التي جرت في آستانة، بسبب اختلاف الدول الضامنة بوجود الولايات المتحدة”. 

ولكن أبازيد أشار بأن “الروس كانوا يطرحوا بأنه من الممكن ان يقوموا بحملة عسكرية في الجنوب، وهذا بالتنسيق منع الإسرائيليين وبمعزل عن الإيرانيين”، مُبيناً بأن “تصريحات الإسرائيليين تتضمن تفضيلهم لوجود النظام على حدودهم، عن فصائل الجيش الحر، ولكن حتى هذا الأمر لا أظن أنه قد جرى التوافق عليه حتى الآن”، معتبراً أن “الأردن كطرف ثالث في الاتفاق، يتخوف من قيام معركة في الجنوب، ويعارض وجود الإيرانيين في الجنوب والنظام نفسه، لأن هناك سنوات من الحرب غير المباشرة، وهو لا يفضل رؤية النظام على حدوده، فضلاً عن خشية الأردن من موجة نزوح جديدة”، متابعاً بأنه “حتى من قبل النظام وحلفاءه، لا يوجد توافق أو معرفة بشكل المعركة. لا أعتقد أن قرار المعركة من قبل النظام او الإيرانيين أو الروس قد اتخذ حتى هذه اللحظة”.

وأكد الباحث والكاتب السوري خلال حديثه لـ”في العمق”، أن هناك خصوصية إضافية لجبهات الجنوب السوري، تتعلق بـ”حالة الفصائل أكثر استقراراً، ولم تتعرض لاستنزاف بخلاف فصائل أخرى، عدا عن هيمنة الجبهة الجنوبية و تشكيلات الجيش الحر المحلية في الجنوب، وضعف التشكيلات ذات الطابع الإسلامي والمجموعات الجهادية، على عكس الوضع في الشمال”.

وأضاف الكاتب والباحث السوري، أن “جبهات الجنوب” هي “الوحيدة التي لم يحصل تقدمٌ للنظام فيها خلال سنة 2017(…) وهناك تاريخ سيئ بالنسبة لإيران والنظام في معارك الجنوب”، بداية معارك مثلث الموت وصولاً لمعارك بصرى الشام والمنشية وغيرها. وإيران لم تنجح سابقاً في معاركها ضد الجيش الحر في الجنوب سابقاً، لكن ما قد يؤثر على الموازين العسكرية في الجنوب، هو موضوع وجود الدعم الروسي من عدمه.

ورأى أبازيد أن “النظام حالياً، يحاول اللعب على وتر الحرب النفسية أو المصالحات المناطقية، والوصول إلى تسويات عبر القصف”، والتهديد بحملة عسكرية على غرار ما حصل في الغوطة الشرقية، معتبراً أن “النظام دائماً يعمل على الهجوم من أكثر من محور، بحيث تقوم عدة معارك متزامنة، لتشتيت قوة الثوار ومؤازرتاهم، وإمكانية أن يعقد اتفاقيات مناطقية منفصلة بين مناطق ومناطق(…) لذلك هو يعمل على عدة هجمات متزامنة في حال اتخذ قرار المعركة الذي لم يُتخذ حتى الآن”.

كما بحثت الحلقة في مُختلف جوانب التطورات السياسية والعسكرية في الجنوب السوري، ويمكنكم الاستماع إلى الحلقة كاملة عبر الضغط على الرابط أدناه:

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى