بعد قدوم السوريين إلى الأردن، لجأ العديد منهم إلى افتتاح مشاريع استثمارية كبيرة ومتوسطة، منهم من قام بنقل رؤوس الأموال وسارع بافتتاح مشاريع ضخمة، وآخرين افتتحوا مشاريع صغيرة.
تحدثت مراسل وطن إف إم في الأردن دينا بطحيش في برنامج (صباحك وطن) عن هذه المشاريع، وأشارت إلى أحدث إحصائية صادرة عن دائرة مراقبة الشركات الأردنية الخاصّة بالأجانب، حيث بلغ عدد الشركات السورية ما لا يقل عن 4100 شركة مع بداية العام 2018، تتوزع على عدة قطاعات، أهمها الصناعة والتجارة والعقارات، مع إجمالي رؤوس أموال تجاوزت 220 مليون دينار أردني أي 310 مليون دولار.
وتصدّرت المطاعم السورية قائمة الاستثمارات السورية في القطاعات الأردنية، حيث منحت نقابة المطاعم الأردنية رخصة لأكثر من 3 آلاف مطعم للمستثمرين السوريين،تركز انتشارها في العاصمة عمان بالإضافة إلى المدن الشمالية المحاذية للحدود السورية، وبلغ عدد المطاعم التي تقدم المأكولات الشامية 20٪ من عدد المطاعم في الأردن”.
وقارنت بطحيش المطاعم السورية في (شارع المدينة المنورة) في العاصمة عمّان وعددها آنذاك 7 مطاعم حتى عام 2010م، أما اليوم فتجاوز عدد المطاعم السورية في هذا الشارع ال 53 مطعماً إلى جانب محلات الحلويات.
وتوضح بطيحش دور الحكومة الأردنية في إتاحة إمكانية الاستثمار للسوريين؛ فقد قدّمت الحكومة تسهيلات من خلال حصر إنجاز معاملات المشاريع بهيئة الاستثمار، وتسهيل الحصول على الموافقات الأخرى، بالإضافة لتعليمات البنك المركزي الأردني الصادرة عام 2014، والتي أكدت على تسهيل حركة الأموال للتجار والمستثمرين السوريين على وجه الخصوص، بهدف جذب وتشجيع الاستثمار.
ونقلت بطحيش عن مستثمرين التقتهم أنه تم وضع قوانين اعتبروها “اقصائية”، بالإضافة لارتفاع نسبة الضرائب بشكل كبير جدًا قاربت على مناصفة المرابح.
كذلك منحت الحكومة الأردنية المستثمرين ميزات بما يخص الحصول على الجنسية الأردنية؛ ففي تاريخ 19 شباط العام الماضي أعلنت الحكومة الأردنية منح الجنسية أو الإقامة الدائمة لعدد من المستثمرين، من مبدأ تشجيع الاستثمار في السوق الأردني. لكن البعض يرى أن شروط التجنيس الجديدة ليست مستحيلة ولكن مبالغ بها، بالمقارنة بشروط التجنيس في دول أخرى اقتصادها أكثر انتعاشًا من الاقتصادي الأردني، ما يفسر حصول عدد قليل من المستثمرين على الجنسية الأردنية.
من جانب آخر أشارت بطحيش إلى التهديدات الأمريكية للتجار الأردنيين المصرّين على التعامل مع نظام الأسد كما أوردت في صحيفة “رأي اليوم” التي يديرها عبد الباري عطوان المقرب من نظام الأسد حيث طالب الملحق التجاري الأمريكي بالسفارة الأمريكية بالأردن بحظر أي نشاط تجاري أردني مع نظام الأسد.
كذلك مغادرة التجار الأردنيين للأسواق السورية بأسرع وقت.