صباحك وطن

خدني على بلادي : نازحو المخيمات في حماه: محاولة النهوض من العدم

هجروا بيوتهم، لا يملكون إلا ما تحمله أجسادهم من ثياب وأيديهم من متاع لا يكفي للستر ولا للدفء، النازحون من ريف حماه، وجدوا أنفسهم في مخيم يطلق عليه اسم “صامدون” فقرروا أن يطبقوا هذا الاسم ويكسروا كل حواجز التعب ويعملوا من جديد بأبسط الأدوات .

لفقرة “خدني على بلادي” تحدث مراسل وطن إف إم مصطفى أبو عرب عن أوضاع مخيم صامدون، بعد أن أجرى العديد من اللقاءات مع أشخاص عادوا لمزاولة مهنهم في المخيم.

وقال أبو عرب واصفا مخيم صامدون الذي يقع غربي مدينة سلقين بريف إدلب، إنه عبارة عن مجموعات من الخيم المتناثرة وبعضها منتظم، تشقها طرق حصوية، ويعاني قاطنوه من أوضاع إنسانية صعبة كما هو حال كثير من المخيمات.

وأضاف مراسلنا: “تم إنشاء هذا المخيم عام 2013، وكان يضم قرابة 4 آلاف نسمة، وارتفع أعداد قاطنيه نتيجة الحملة الحالية والمستمرة من قبل طائرات نظام الأسد وروسيا، والتي أدى لنزوح عشرات الآلاف من سهل الغاب إلى الحدود السورية التركية.

وبحسب “أبو عرب” يوجد في المخيم عدد من المحال الصغيرة وشبكات الإنترنت المحدودة، وتسود البطالة تقريبا 90 في المئة من قاطنيه الذين خسروا -قبل نزوحهم- آلاف الهكتارات الزراعية التي احترقت.

والتقى مراسلنا بنازح في المخيم، يدعى “علي المحمود” ويعمل في محل لإكسسوارات الجوالات والبيع والشراء، تحت شادر من النايلون، ويقول المحمود عن عمله إنه باب رزق يسد الرمق لا أكثر، وإنه افتتح هذا المحل لأنه مهنته الوحيدة، ويضيف: “الأحوال المادية ضعيفة”، أما عن أكثر المواد المتداول بيعها فكان جوابه بطاريات الجوالات.

كما استمر أبو عرب بالحديث مع أصحاب المحال فانتقل إلى خيمة أخرى والتقى تيسير خالد الأحمد من قرية المنصورة، وهو نازح لمخيم صامدون، الأحمد حلاق رجالي يقول: “نحاول أن نحصل على قوت العائلة والمصروف… اشتريت عدة بسيطة والأسعار رمزية للحلاقة بما يقارب 200 ليرة سورية”.

و أشار أبو عرب إلى أن ضيفه الثالث بعد أن وصل إلى تركيا عاد إلى سوريا وفضل العيش بخيمة على ترك أرض بلاده و أهله، “محمد سلوم” من سكان قرية العنكاوي، صاحب محل انترنت، عمله في الأساس كان معلم باطون لكن لا مجال لهذه المهنة في المخيمات، وبعد عدة محاولات مع إدارة المخيم سُمح له بفتح شبكة الانترنت لتخديم أهالي المخيم و تأمين رزقه الذي وصفه بأنه يكفيه حتى لا يحتاج أحدا.

وختاما لفت أبوعرب إلى أن التعليم ضعيف في المخيم نتيجة سوء الأوضاع الاقتصادية والبطالة بين الشباب ، لكن الجميع ما زالوا على أمل تحرير أراضيهم والعودة لبيوتهم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى