ورقتا اللاحكم عليه وبراءة الذمة مهمتان جداً في ألمانيا ولكل منهما طريقة لاستخراجها ومطلوبة لأسباب معينة منها للعمل أو للقبول الجامعي أو التدريب المهني أو شراء هاتف أو عقد انترنت أو حتى استئجار منزل، فما هي العواقب التي تترتب على من تتحرك ضده قضية أو يدخل اسمه بـ “الشوفا” أي المتخلف عن دفع الديون.
لفقرة (صلة وصل) تحدثت مراسلة وطن إف إم سمية طه بأن ورقة اللاحكم عليه بأنها وثيقة تسجل فيها كافة الأحكام القطعية التي صدرت ضد الأفراد المرتكبين للمخالفات والجنح والجنايات.
وتعتبر وثيقة رسمية تصدر حصرياً عن الدولة تجاه الأشخاص المحكومين ولكن لا يتم تسجيل الأحكام الصادرة بحق الأشخاص المحكومين في السجل المركزي الاتحادي إلا بعد اكتساب الحكم الدرجة القطعية، وقد لا يحصل الشخص في بعض الحالات على وثيقة غير محكوم رغم عدم وجود قرار جزائي قطعي لكن يكفي أن يتمّ تحريك الدعوى من قبل النيابة ضد هذا الشخص وتبعاً لذلك فإن الوثيقة لا تمنح له لحين البت في الدعوى وقد يحرم الشخص من الحصول على وظيفة لحين البت في الدعوى بالبراءة وقد يؤثر هذا الأمر على تمديد الإقامة بالنسبة للاجئين أيضاً، غير أن تسجيل المحكومين في هذا السجل ليس أبدياً بسبب العمل على إعادة تأهيل المحكومين يتم تحديد مدة معينة يمسح السجل بعدها ويحصل الشخص المعني على وثيقة غير محكوم في بعض الحالات الخاصة أو الصعبة يمكن تقليص المهلة وفي نهايتها يتمّ التعامل مع الشخص المعني كأنه لم يتعرض لأية عقوبة.
هذا وتختلف المدة حسب العقوبة فتتراوح بين ثلاثة أعوام أو خمسة وقد تصل إلى خمسة عشر أو عشرين عاماً، ويشترط في تسجيل الحكم في السجل العدلي أن يتجاوز الحكم تسعين يوماً إذا كانت العقوبة تمتد لثلاثة أشهر مستبدلة بغرامة مالية أو بعقوبة حجز الحرية أو السجن لمدة ثلاثة أشهر،
وتضيف: “في القانون الألماني كل شخص بلغ الرابعة عشر من العمر يتم تسجيل الأحكام الصادرة بحقه في السجل ويتم إرسالها إلى محكمة البداية في المقاطعة ليتسنى للشخص أو لوكيله أو وليّه أن يطّلع على هذا السجل أما من لم يبلغوا بعد الرابعة عشر من العمر فإنهم معفيون من التسجيل لأنهم بالأساس معفيون من العقوبة”.
وأشارت طه إلى أهمية هذه الوثيقة في أنها مطلوبة في الكثير من الوظائف لا سيما المتعلقة بالأسرة والأطفال والقضاء أو للحصول على رخصة سلاح أو للتقدم بطلب الجنسية، ولا يدخل الاسم ضمن المحكومين إذا كانت أحكام الأحداث التي صدرت مع وقف التنفيذ، لأحكام التي تقل عن تسعين يوماً مستبدلة أو ثلاثة أشهر، وإذا حكم على الشخص بتهمة الإدمان للمرة الأولى ولم يتجاوز الحكم السنتين شريطة خضوعه للعلاج ونجاحه بالإقلاع عن المخدرات.
أما بالنسبة لكيفية الحصول على وثيقة غير محكوم تقول “طه”: “تكلّف 13 يورو إلا إذا كان الشخص يحصل على مساعدات من الدولة أو يريدها لعمل غير ربحي فهي مجانية وكان الطلب يقدم سابقاً إلى أقسام الشرطة أما الآن فإنه يقدم عن طريق البلدية ويرسل الرد إلى مقدم الطلب عن طريق البريد ،أما وثيقة لا حكم عليه الموسعة وهي مطلوبة بشكل خاص من الأفراد الذين يعملون في المجالات الاجتماعية والتي يتواجد فيها قاصرون كمجال التربية والتعليم بحيث تتضمن هذه الوثيقة ما لا تتضمنه الوثيقة السابقة مثل قيام الشخص بنشر المواد الإباحية وتجارة البشر وقد يحتاج الحصول على هذه الوثيقة لأسبوع أو أسبوعين وأحياناً أكثر ،أما إذا تمّ الحكم على شخص بحكمين منفصلين عن بعضهما أحدهما 90 يوماً والثاني عشرة أيام على سبيل المثال ففي هذه الحالة يعتبر أنه حكم لأكثر من 90 يوماً ويتم تسجيله محكوماً”.
وأكملت مراسلتنا بالحديث عن الشق الثاني وهو الشوفا أي ورقة براءة الذمة: “كل لاجئ في ألمانيا يريد أن يعيش حياة بدون مشاكل مادية الشوفا هي أسوء شيء ممكن أن يحصل للاجئين في ألمانيا حيث تصبح حياتهم صعبة جداً اذا ما دخل اسم أحدهم الشوفا”.
وقالت “طه” أن للشوفا وقت محدد حتى يمسح الاسم من عندها وهو 3 سنوات بعد إكمال دفع الديون ، يعني لا تحسب ال 3 سنوات إلا بعد اكمال الدفع وبعدها يمكن عيش حياة طبيعية.
لمعرفة المزيد عن “الشوفا” الاستماع تفاصيل الحلقة هنا: