شباب سوريا

كيف ينظر الشباب السوري إلى “المساكنة”؟

تناولت الحلقة الثلاثون من برنامج (شباب سوريا) موضوع “المساكنة”، وعرضت أهم الأسباب التي ساهمت بظهورها في المجتمع السوري المحلي وبين الشباب السوري في أوروبا، وناقشت آلية الحلول الممكنة.

تعريف المساكنة وأهم أسباب نشأتها مع ذكر أماكن وجودها وتساؤلات لآلية العلاج، محاور تناولها تقرير بُث في بداية الحلقة.

كما ناقشت حلقة شباب سوريا محورها الاجتماعي مع الاخصائي عمر العبيد، والقانوني مع المحامي مجد طباع، والجانب الديني مع الباحث الإسلامي حسن الدغيم.

“هناك مفارقة في مفهوم المساكنة، فهو لم ينشأ في المجتمع السوري بل مستورداً من المجتمع الأوروبي، وهي ظاهرة قديمة تُسقط جميع الالتزامات المادية والاجتماعية وتعزز الشراكة بين الرجل والمرأة في جوانب الحياة المختلفة، كما تعتبر بمثابة تمرد على النمط الاجتماعي السائد، ولها بُعد نفسي يعكس عدم التوازن العاطفي والاستقرار، بالإضافة إلى توسعها بعد ثورة 2011 دون إحصائيات محددة لانتشارها” هكذا أجاب الاخصائي الاجتماعي عمر العبيد عند سؤاله عن الأسباب الاجتماعية الحقيقية التي دعت لانتشار المساكنة بين الشباب السوري.

وعن آثارها، تابع العبيد: “حالة عدم رضا اجتماعي عن المساكنة، وهذه العلاقات -في الغالب- لا تعمل على بناء أسرة، إلا في حالات التوازن النفسي الاجتماعي والحرية، وتحول المساكنة إلى نمط حياتي سائد”.

وأكد العبيد أن المساكنة “ظاهرة ما زالت تبلور نفسها في المجتمع السوري، ولم تأخذ شكلها النهائي بعد”، ويتراوح عمر أصحابها بين (20 إلى 30) عام.

في الشق القانوني، بيّن المحامي مجد طباع أن المساكنة تتم بعقد شفهي يسمح بالتمتع لأحد الطرفين بالآخر، ولا يعني بالضرورة إقامة علاقة جنسية في الحالات كلها.

ونوه طباع أن المساكنين لا يجرّمهم قانون في حال أصدروا ورقة -حتى ولو كانت مزورة- تثبت عقد قرانهم، ليتحدث أنها ظهرت في سوريا عام 1949م وانتشرت أكثر بين الشباب السوري اللاجئ إلى أوروبا بعد ثورة 2011.

وختم طباع حديثه بالقول: “تنتهي حرية الإنسان عندما تبدأ حرية الآخرين، مجتمعنا شرقي وعربي وإسلامي بعمومه، لا يسمح بمثل هذه الظاهرة داخله، فيجب على القانون السوري تجريم المساكنة”.

وأجرى مراسلوا وطن إف إم استطلاعاً لآراء العديد من الشباب السوري في دول اللجوء، حول موافقتهم المساكنة أو مخالفتهم لها، لتتباين الآراء بين مؤيد ومعارض لنشوئها بين الشباب السوري، واعتبر المشاركون صعوبات الزواج والتهرب من المسؤولية هما العاملان المسببان لظهورها.

فيما أكد الباحث الإسلامي حسن الدغيم أن المساكنة هي خروج عن الضوابط الشرعية، “والأصل في علاقة الرجل بالمرأة هو العرض والقبول والإشهار والشهود، وحضور ولي الأمر -في بعض المذاهب- بالإضافة إلى النسل والرضاعة”.

وأشار الدغيم إلى أن الشريعة الإسلامية حافظت على نظام الأسرة، لذلك حثت على تخفيض المهور، وحافظت أيضاً على حقوق المرأة ضمن رضا اجتماعي.

وعزا الدغيم انتشار المساكنة إلى الثقافة المعاصرة والغزو الثقافي و”الانبهار” بالغرب، وهي “حتماً ستفتعل صداماً مجتمعياً، وستضرب منظومة القيم الأخلاقية فيه” على حد تعبيره.

مزيد من التفاصيل في المرفق الآتي:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى