لا يزال نظام الأسد ينكر مساهمته في تسليم رفات الجندي الصهيوني “زخاريا باومل” إلى دولة الاحتلال، والتي كشف عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخمس 4 نيسان 2019، فيما لا يزال الغموض يكتنف تفاصيل العملية كاملة.
مخيم اليرموك
تشير كافة المعلومات منذ عام 1982، وهو العام الذي قتل فيه الجندي في البقاع اللبناني، على يد المقاومة الفلسطينية، وهو أحد أفراد طاقم دبابة “ميركافا” التي سلمتها موسكو عام2016 إلى دولة الاحتلال أيضاَ، إلى أن المكان الذي كان الرفات مدفوناً فيه هو مخيم اليرموك بجنوب دمشق، يقول رئيس تجمع الفلسطينيين الأحرار، أيمن أبو هاشم.
أبو هشام يقول إنه حتى ما قبل عام 2011، العام الذي انطلقت فيه الثورة السورية، كانت المعلومات دائماً تشير إلى أن مخابرات النظام اعتقلت اشخاصاً يحاولون نبش القبور في مقبرة الشهداء القديمة داخل المخيم بحثاً عن رفات جندي صهيوني.
كانت المقاومة الفلسطينية قد عرضت جثة الجندي والدبابة التي كان يقودها، عام 1982، في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، قبل أن تضع المخابرات السورية يدها على الجثة والدبابة.
أبو هاشم يقول في برنامج “في العمق”، إن جهات فلسطينية أخرى كانت تعلم موقع الرفات، منها منظمة التحرير الفلسطينية، وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).
السيناريو الاكثر قرباً للواقع بحسب أبو هاشم، إن المخابرات السورية ساهمت بشكل مباشر بنقل الرفات من دمشق إلى موسكو ومنها إلى دولة الاحتلال، ويشير إلى القصف الذي طال مقبرة الشهداء في المخيم من قوات نظام الأسد عام 2018، قبل أن يسيطر عليه بشكل كامل.
الهدية الانتخابية
يرى الباحث في مركز جسور عبد الوهاب العاصي أن بوتين يريد نجاح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في الانتخابات القادمة، عبر تقديم الرفات له في هذا التوقيت بالذات، ويعتبر أن التسليم تم بعلم دمشق بلا أي شك، رغم نكران النظام المستمر.
العاصي يقول لبرنامج “في العمق”، إن إنكار النظام ما هو إلا اعتراف مباشر بفقدانه للسيادة، فحين تعلن موسكو نقلها للرفات إلى دولة الاحتلال، وقبل ذلك ساعة الجاسوس الاسرائيلي إيدي كوهين، وغيرها الكثير من الملفات التي تمررها موسكو دون أي قدرة للنظام حتى على الاعتراض.
رغم هذا يرى عاصي، إن هناك احتمالاً قائماً بأن القوات الروسية نفذت كامل علمية النقل والتسليم من دون أي معرفة للنظام وأجهزته الأمنية، فالنظام اليوم لم يعد كتلة متماسكة واحدة، حيث تمكنت كل من موسكو وطهران من التغلغل والتحكم بشكل كامل بفرق عسكرية وأفرع أمنية ووزارات كاملة، يقول عاصي، إن قوى أمنية وميليشيات عسكرية على الأرض باتت تتبع لقاعدة حميميم بشكل مباشر، وليس لوزارة الدفاع او القصر الجمهوري في دمشق.