في حالة المجتمعات الطبيعية الخالية من الحروب والتي تتمتع بوضع أمني واقتصادي شبه عادي، تكون حالة الهجرة فيها من الريف إلى المدينة مقبولة أمراً مألوفاً قد تختلف أسبابه لكن النتيجة واحدة.
الحالة السورية أضاف إلى الأسباب العديدة التي يمكن أن تدفع الشباب إلى الهجرة من الريف إلى المدينة بنداً آخره يمكن اعتباره الأهم من بين جميع الأسباب الأخرى، والمتمثلة بالبحث عن فرص عمل مناسبة أكثر أو لمتابعة التحصيل العلمي أو حتى يمكن أن يقتصر السبب على الانبهار الذي تحمله المدن والمغريات غير المتوفرة في الأرياف، وهذا ما أكده لنا الخبير الاقتصادي سامر عقيل إلى جانب العامل الاقتصادي الذي يعتبر الأهم في حالات الهجرة من الأرياف إلى المدن، وهو ما قد يخلص مشكلة في الأرياف التي تحتاج دائماً إلى اليد العامل لبناء الإقتصاد ودوره الهام في النهوض به، فالهجرة إلى المدينة عندما لا تكون مضبوطة يمكن أن تؤدي إلى شرخ كبير بين المجتمعين في جوانب عدّة أهمها التراجع الذي يمكن ملاحظته في الإنتاج كون المجتمع الريف يمكن أن يتحول إلى مجتمع كهل وغير قادر على دعم الإقتصاد مع الزمن.
الشاب “هشام” طرح معاناته في الإنتقال الأمور الكثيرة التي تغيرت في حياته جراء ذلك، فالشباب عند انتقالهم يحملون معهم ثقافتهم وعاداتهم التي كسبوها في الريف، إلى جانب اكتسابهم لعادات وتقاليد جديدة في المدينة، وهي حالة تأثر وتأثير متبادل قد يحمل جوانب إيجابية في بعض الأحيان وأخرى سلبية إن لم يكن الأخذ والعطاء بوعي ودراية.
بدوره أشار الخبير الاقتصادي سامر عقيل إلى أن بعض الجوانب السلبية التي قد تؤثر على الشباب في حالة الإنتقال إلى المدينة، فالنظام الذي تتمتع به المدينة مختلفة عن العادات التقاليد التي تحكمها الأرياف، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أن عدم حكمنا عليهما بالسلب أو الإيجاب، بل هو عرض لواقع عاشه الكثير من الشباب عند الإنتقال إلى المدينة، فذلك النظام أدّى إلى تدهور الكثير من الشباب وارتفاع مستوى الجريمة في المدن.
وهنا أشارت المتصلة “جيهان” إلى أن ذلك الاختلاف في العادات والتقاليد التي قد تؤدي إلى أمور لا تتقبلها الفتاة الريفية أحياناً، إذ نجد اختلافاً في عادات اللباس مثلا والمرتبطة بالمجتمع الذي تعيش فيه الفتاة أو الشاب كل بحسب مدى الالتزام الديني أو الانفتاح كما يسميه البعض..
نذكر ختاما ما للعجلة الاقتصادية من أهمية في الريف والتي يمسك ناصيتها الشباب دون غيرهم، لكن على الرغم من السنوات الطويلة التي شهدنا فيها حالة الإنتقال الطبيعية بين الريف والمدينة قبل عام 2011 إلاّ أننا لاحظنا أيضاً الحالة العكسية التي أخرجت الكثير من الشباب والعوائل من المدن طوعاً أو قسراً بفعل الصراعات والمعارك التي دارت في المدن ونزوح الكثير من العائلات داخلياً إلى الأرياف.
https://www.facebook.com/fm.watan/videos/2490089724646490/