الثقافة أو التربية الجنسية هو تزويد الأب أو الأم الأطفال أو المراهقين بمجموعة من المعلومات لتطوير اتجاهات ومواقف جنسية تمكنهم من التعرف على الهوية الجنسية والتعرف على العلاقات الحميمية بحيث يستطيع هؤلاء الأطفال توفير اتجاهات وسلوكيات جنسية مناسبة للمجتمع الذي يعيشون فيه، وتشعرهم بالثقة بأنفسهم، فعندما يطورون هذه السلوكيات بشكل مناسب سيكونون قادرين حينها التكيف مع المجتمع بشكل مناسب أكثر وهذا ما يزيد ثقتهم بأنفسهم أكثر.
لكن رغم ذلك تعتبر الثقافة الجنسية من الأمور التي يتحفظ الأهالي على تداولها مع أطفالهم بحجة الخجل أو المنظور المختلف للدين أو حتى نتيجة أسباب اجتماعية وعادات وتقاليد لا أساس لها من الصحة.
الإستشارية النفسية والتربوية الدكتورة نسيبة جلال أشارت إلى ضرورة تقديم الإجابات الكافية لأطفالهم، فعندما يتخلى الأهل عن تربية أبنائها فمن الطبيعي أن يأخذ الأبناء هذه الثقافة من مصادر أخرى قد لا تكون مناسبة أو قد تكون خطرة جداً على حياتهم ومستقبلهم الاجتماعي والنفسي، فابتداء من عمر 12-13 سنة لا بدّ للأطفال أن يأخذوا الثقافة الجنسية من الأهل لكونها مهمة في بناء شخصيتهم، بينما يستطيع المراهقون أخذ هذه المعلومات من مصادر أخرى خارج نطاق العائلة.
استطلاع أجراه مراسلون وطن إف إم تحدث البعض حول حالة الخجل التي تصيب الأهالي لدى تلقيهم أسئلة فيما يخص الثقافة الجنسية ومحاولتهم التهرب من الموضوع بشتى الوسائل، كما تحدثت إحدى المستطلع رأيهم عن كيفية إعطاء الفتاة معلومات حول ليلة الدخلة قبل يوم واحد فقط من زفافها، وغالباً ما يتم طرح هذه المعلومات بخجل واضح.
الدكتورة “جلال” ركّزت على ضرورة إعطاء الأم لمعلومات صحيحة تناسب المرحلة العمرية لأطفالها، وإلا من الممكن أن يتعرض الأطفال لحالات تحرّش من نوع ما أثناء طرحهم لأسئلة بريئة حول هذا الموضوع، إلى جانب أنه لا يوجد خجل في الدين، وهذا ما نجده في الكثير من الآيات القرآنية عندما نقرأ القرآن، كالحديث عن قوم لوط مثلاً، فعند سؤال الأطفال حول هذا الموضوع لا بدّ لنا من إعطائهم الإجابة الكافية والمناسبة لمرحلتهم العمرية.
“أحمد حموي” من ألمانيا أشار إلى أن المشكلة التي تعترض الأباء الذين تشربوا الثقافة العربية وسافروا إلى المجتمعات الغربية وكيفية تعاملهم مع أطفالهم وخاصة في ظل المجتمع المنفتح الذي يبدأ بتثقيف الطلاب جنسياً في مراحل عمرية مبكرة، إلى جانب المثلية الجنسية المنتشرة في المجتمعات الغربية والتي أشار “أحمد” إلى تخوفه من هذه الحالات التي لا تتناسب مع المجتمع الشرقي والعادات التي كبروا عليها، فالمعلمات أو الأساتذة أو حتى المدير في المدرسة من الممكن أن يكونوا مثلياً جنسياً وقد لا يرغب الأب في إرسال أطفاله إلى مدرسة تحوي أصحاب الميول الجنسية غير السليمة بحسب تعبيره…
هذا إلى جانب المزيد من الأفكار طرحناها ضمن حلقتنا لهذا اليوم من “شباب سوريا” عبر الرابط التالي: