تطل الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان؛ وأهالي إدلب ما زال الحق الأول لهم هو حق الحياة دون أن يمتلكوه، إلى جانب أهلنا في عفرين الذين ما زالت المفخخات تأخذ أرواحهم وأهلنا برأس العين ما زالوا إلى اليوم بدون مأوى، وأهلنا في حلب ودمشق اليوم وبسبب غلاء الأسعار وفقدان الوقود لا يملكون أي وسيلة للتدفئة، مع العلم أنها أبسط الحقوق وبديهية لا يجب مناقشتها حتى.
هبة عزالدين مديرة قسم الجندر وحقوق المرأة في المركز السوري للعدالة والمساءلة أشارت إلى أن الغياب التام لجميع حقوق الإنسان المنصوصة عليها في كل شرائع حقوق الإنسان، فأسمى حق، ألا وهو حق الحياة، غير موجود مع الأسف، وكم الإنتهاكات التي تحدث في سوريا حالياً مرعب إلى حد كبير، فالكثير من الأهالي لا تملك الدواء والغذاء إلى جانب القصف الذي تتعرض له المستشفيات، وجميع هذه الأمور تعتبر أبسط الحقوق التي يجب أن يتمتع بها الناس في داخل سوريا دون أن ندخل إلى حقوق أرفع بدرجة واحدة تتمثل في حرية التعبير عن الرأي وحق المشاركة السياسية والمساواة أمام القانون، فسوريا الآن لا تملك قانوناً حالياً، لذلك وضع حقوق الإنسان في سوريا في الحضيض.
أما عن فشل الدول الضامنة لهذه الحقوق أضافت “عزالدين”: “يفترض أن تتم محاسبة جميع الأطراف المتورطة في الانتهاكات في سوريا لإيقافها، لذلك لا توجد دولة حاليا ذات الشأن في السياق السوري تملك مصلحة في ملف المحاسبة بحكم أن الجميع متورط في الملف بشكل أو بآخر، وارتباط ملف العدالة بالقرار السياسي أمر مخزي جداً، فالمصالح السياسية إن لم تكن متوافقة لا تتم المحاسبة، وعدم المحاسبة يعني عدم توقف الانتهاك، فالكارثة الإنسانية أيضاً كبيرة جداً في سوريا، فعلى الرغم من أن المنظمات الإنسانية تعمل بكل طاقاتها في الشأن السوري بنسبة قد تصل إلى 99 في المئة، إلا إن الكارثة الإنسانية في سوريا أكبر بكثير من قدرة المنظمات والأفراد على العمل، فضلاً عن كثرة السيطرات في سوريا والتي منعت أيضاً وصول الكثير من المساعدات إلى المناطق التي تحتاجها”.
المحامي “عباس موسى” مدير البرامج في منظمة “اليوم التالي” أشار إلى أن الشباب اليوم يواكبون العولمة والتكنولوجيا، ينظرون إلى الواقع المرير المتراجع عشرات السنوات، الواقع الذي ينظرون إليه من مواقع التواصل الاجتماعي المتوفرة بين أيديهم، لذلك فالتعويل على الشباب حالياً ليكونوا مناصرين وحملة راية حقوق الإنسان صعب إلى حدّ ما كون الإنسان في سوريا حالياً يبحث عن أساسيات الحياة قبل الدخول في الحقوق المعنوية، فالأساسيات الغذائية غير متوفرة في سوريا، كيف إذاً يمكن الحديث عن نشر ثقافة حقوق الإنسان.
وأضاف “موسى” إلى أن يد الشباب حالياً مكبلة، إذ أنه أضاع دراسته وتعرض لعاهة دائمة من بتر يد أو قدم، أو حتى توفي والده أو تم تهجيرهم بشكل قسري، لذلك لديه تحديات كبيرة ليكون فاعلاً في مناصرة حقوق الإنسان، ولكن رغم ذلك لديه هذا الوعي بالحقوق والواجبات.
الكثير من الجوانب طرحناها في هذه الحلقة من “شباب سوريا”، حيث طرحنا موضوع “الشباب وحقوق الإنسان”، الحلقة كاملة تتابعونها عبر الرابط التالي:
https://www.facebook.com/fm.watan/videos/426701008236594/