ظهرت خلال الفترة الأخيرة الكثير من الجمعيات والمنظمات الخيرية التي حاولت ما تستطيع لمساعدة السوريين خلال سنوات الحرب.
“علياء أحمد” من وحدة دعم وتمكين المرأة أشارت إلى أن أهمية الشباب في إحداث التغيير في المجتمع لكن من المهم في الوقت نفسه ضرورة تفعيل دور الأشخاص الأكبر عمراً والذين يمتلكون أعمالاً وتجارب خاصة والتي لا يمكن الإستغناء بسهولة ويجب الاستفادة منها على أكمل وجه.
وأشارت “أحمد” إلى عمل “وحدة دعم وتمكين المرأة” المحلية، حيث يقودها مجموعة من النساء الشابات اجتمعوا لإدارة هذه المنظمة، فهي تقوم بالتعاون مع منظمات ومبادرات وفرق عمل محلية ودولية، حيث يتم التنسيق معها لتنفيذ أي مشروع أو مبادرة خلال العمل بمواضيع تهم النساء، فخلال السنة السابقة شاركت المنظمة مع لجنة إعادة الاستقرار إلى جانب أكثر من 40 منظمة في حملة للتضامن مع أهلنا في المخيمات، حيث تم تسليط الضوء خلال هذه الحملة على واقع المقيمين في المخيمات والظروف التي يعيشونها، إلى جانب مشروع يتم العمل عليه حالياً لمناهضة العنف ضد النساء، ولا يخلو الأمر من التعاون مع منظمات أخرى لتقديم أفضل الخدمات الممكنة كمنظمة “رحمة بلا حدود”.
تقوم النساء إجمالا في المنظمة بتقييم احتياجات المجتمع ومن ثم يتم تقييم هذه الاحتياجات وبعدها يتم الإنتقال إلى الخطوات العملية، وحتى وإن لعبت الإدارة في هذه الأمور دوراً استشارياً أو لوجستياً فإن النساء والشابات هن من يقمن بالمبادرات والعمل بشكل كامل.
أشار “محمود طه”، والذي لديه تعاونات مع العديد من المنظمات المحلية كمنظمة تكافل الشام ومنظمة شام الخيرية و وطن والهلال القطري وغيرها من المؤسسات، إلى دور المنظمات والجمعيات الذي يؤثر بشكل إيجابي وغير مباشر على المجتمع، وإنما يبقى التأثير المباشر على عاتق الشباب الموجودين على أرض الواقع، حيث يقوم هؤلاء الشباب بنقل المعاناة للإدارة والتي تقوم بدورها بنقلها إلى الجهات الداعمة، فالعمل والتعب الأساسي يقع على عاتق الشباب، ولا يمكن تهميش دور المنظمات وتأثيرها الكبير خلال سنوات الثورة السورية وقدرتها على تخفيف معاناة المواطنين طوال هذه المدة.
وذكر “طه” أنه آن الآن لاستلام الشباب زمام الأمور، ففي الفترة الأخيرة انخفض عمل المنظمات في الوقت الذي يعاني فيه الوضع الإنساني من مشاكل كثيرة، وهذا ما دفع مجموعة من الشباب إلى تشكيل جمعيات خيرية صغيرة بدأت بالتواصل مع الشباب الموجودين في الخارج لتأمين الدعم اللازم لأهلنا في الداخل السوري.
أما “سلوى عبدالرحمن” أشارت إلى أن المنظمات استهلكت كثيراً طاقات الشباب وابعدتهم عن فكر الإبداع والتخطيط والتنسيق، لذلك نجد أن المنظمات الفاعلة حالياً هي منظمات محلية في الغالب في غياب المنظمات العالمية، مع أنهم يقومون بعملهم لكنها في الوقت ذاته بعيدة عن الإبداع وتغطية الحاجة اللازمة للنازحين وخاصة مع الأعداد التي بدأت تتزايد، بالإضافة إلى أن المنظمات أبعدت الشباب واشغلتهم عن العمل الثوري، إذ بات واضحاً غيابهم عن المظاهرات، ويعود السبب إلى الوضع الاقتصادي السيئ الذي يعيشونه، وهذا ما دفعهم إلى قبول أية فرصة عمل تعرض عليهم، فرواتب المنظمات هي الأفضل من بين الوظائف المتاحة، وهذا ما دفع الكثير منهم يلجأ إلى العمل فيها دون التفكير بالناحية الإبداعية أو طرح أساليب جديدة في التخطيط والإدارة..
الكثير من الجوانب طرحناها ضمن حلقة اليوم من “شباب سوريا” والتي طرحنا فيها موضوع “المنظمات ودور الشباب فيها”، الحلقة كاملة تتابعونها عبر الرابط التالي: