شباب سوريا

كيف يحافظ الشباب السوري على لغتهم العربية في المغترب؟

مع انتشار اللهجات بين الناس بدأت اللغة العربية الفصحى بالتراجع شيئاً فشيئاً، وهذا ما خلق تحديات ليست بقليلة أمام محاولة الحفاظ على اللغة ومفرداتها الفصحى، فالبعض يرى أن معظم الأعمال حالياً لا تحتاج إلى التحدث باللغة العربية الفصحى، لذلك يتم الاستعاضة عنها باللهجة التي تتغير مع تغيير الزمن وتحاكي الحياة اليومية أكثر من اللغة الفصيحة التي أصبحت مفرداتها في زمننا هذا بعيدة إلى حد ما عن الحياة اليومية التي نعيشها.

درجة تقبل المستمع للغة العربية الفصحى هي من أبرز الأسباب التي تجعل الناس يعزفون عن التحدث بها، إلى جانب الكثير من المفردات المندثرة والصعبة والتي لا يمكن لعامة الناس معرفتها وممارستها في حياتهم اليومية،

في هذه حلقة “شباب سوريا” تحدثنا فيها عن اللغة العربية في يومها العالمي وكيفية المحافظة عليها ونقلها بأمانة إلى الأجيال التالية.

ومع وجود كل هذه التحديات أمام اللغة العربية كان لا بدّ من وجود مشاريع تدعمها وتساهم في انتشارها والترويج لها، مشروع “إقرأ” الذي تم تنفيذه في ألمانيا هو واحد من هذه المشاريع بحسب ما حدثنا بنان النساف المتحدث الإعلامي لمشروع “إقرأ” وإحدى المتدربات فيه، تقول “بنان”: “بدأ مشروع إقرأ في ولاية “زارناند” في ألمانيا من قبل سيدتين سوريتين منذ نحو أربع سنوات، وإنما خرج للنور وبدأ فعالياته منذ نحو سنتين فقط، ويستهدف المشروع الأطفال العرب الغير ناطقين باللغة العربية، أي هم إمّا من الذين قدموا إلى ألمانيا منذ فترة طويلة أو الذين ولدوا في ألمانيا، أي أنهم إجمالاً لا يتحدثون فيما بينهم باللغة العربية ويستعيضون عنها باللغة الألمانية، ويأتي هدف المشروع هنا في حماية الثقافة العربية بشكل عام، واللغة العربية الفصحى لدى هذه الفئة بشكل خاص، وهو مشروع يستقبل الأطفال من عمر 6 سنوات وحتى عمر 16 سنة”.

أما عن مدى قدرة الجالية العربية على المحافظة على اللغة العربية فأضافت “النساف”:

“وجدت الكثير من الطلاب العرب والذي هم من أصول عربية، يتحدثون فيما بينهم باللغة الألمانية غالب الأحيان، المدرسة هدفها هو منع استخدام أي لغة أخرى غير اللغة العربية الفصحى داخل الصفوف، وهذه كانت من الرغبات الأساسية للأهل الذين ركزوا على ضرورة محافظة أبنائهم على لغتهم الأم وممارستها في حياتهم اليومية بين بعضهم البعض”.

من المشاريع الشبابية التي حققت نجاحا كبيرا ودعمت اللغة العربية الفصحى لدى الأطفال في الوقت ذاته “قناة كرزة” التي أسسها الفنان الشاب أبيّ سكّر، والذي شاركنا هذه الحلقة من “شباب سوريا”، حيث قال في أهمية اللغة العربية:

“في اليوم العالمي للغة العربية نريد أن نؤكد ونذكر أن اللغة العربية لغة عظيمة ورائعة، وهي تراثنا وأصلنا، أستغرب من الذين حالما يصلون إلى البلاد الأجنبية يرفضون اللغة العربية ويستهجنونها، الأجانب أنفسهم لا ينظرون إلى هؤلاء الأشخاص نظرة احترام، إذ لا يمكن للشخص أن ينقطع عن أصله ومجتمع وبيته”.

أما عن مشروع “قناة كرزة” فقال “سكّر”: “تأسست القناة في أواخر عام 2016، وانطلقنا بالفيديو الرسمي الأول لنا في بدايات عام 2017، أما الهدف الأساسي من القناة فهو  أني أردت القيام بمشروع ما في أول وصول لي إلى أمريكا، وبحكم أني معروف بطبيعة الأعمال التي أقدمها، لذلك لا بدّ لهذه المشروع أيضاً أن يحمل هدفاً وقيماً، ولا يكفي أن يكون المشروع جيداً فحسب، فبالنسبة لي لابدّ من أن يحمل رسالة من نوع ما، فنحن خرجنا من سوريا بعد كل ما مررنا به، ولاحظت أن الأطفال لم يعد يكثرون ويهتمون بتعلم اللغة العربية، لذلك، وانطلاقاً من كل هذا، ومن رغبتي الشخصية كأب، في أن أربط أطفالي باللغة العربية، لذلك ولدت “قناة كرزة”.

الكثير من المحاور طرحناها بما يخص اللغة العربية والتحديات التي تواجهها والدور الذي يجب أن نلعبه في إعادة إحيائها، ضمن هذه الحلقة من (شباب سوريا)، تتابعون الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:

https://www.facebook.com/fm.watan/videos/605894196850379/

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى