شباب سوريا

كيف ساهم الشباب في الأعمال التطوعية لدعم أهالي إدلب؟

ما رأيناه كشباب سوريين من الشباب الموجودين داخل سوريا هو طاقة رهيبة كانت لمساعدة أهلهم منذ اليوم الأول الذي بدأ فيه أهالنا في معرة النعمان منذ نحو 26 شهرا، حيث استنفر آلاف الشباب في المناطق المحررة لاستقبال أهلنا النازحين وتقديم المساعدات إليهم، ورأينا فرقاً تطوعية في سلقين وسرمدا و إدلب وأرمناز ومناطق أخرى، حيث تم تشكيل فرق تطوعية سريعة لمساعدة أهلنا النازحين، إلى جانب الشباب الذين يعملون أساسا مع الفرق التطوعية والمنظمات، حيث عملوا أيضاً على مدار 24 ساعة.

فؤاد السيد عيسى مدير منظمة بنفسج أشار إلى بدء عمل أكثر من 150 من المنظمة على مدار 24 ساعة منذ عدة أيام، وتحويل المساجد في مدينة إدلب إلى مراكز إيواء مؤقتة، والتي استوعبت نحو 4 آلاف شخص، إلى جانب مناطق سرمدا وأرمناز والفرق المتطوعة الموجودة فيها لمساعدة النازحين، أيضاً الفرق في مناطق درع الفرات استنفرت تماماً وشكلت نقاطا لاستقبال الأهالي، لذلك شكلوا الشباب مجموعات لاستقبال وتقديم المساعدة والإيواء إلى جانب جمع التبرعات من الأهالي والمواد الأساسية.

الموضوع الأخطر الذي لا بدّ لنا من تسليط الضوء عليه هم فرق بنفسج في الدفاع المدني الذين شاركوا في عمليات الإخلاء في المعرة في ظل القصف ووعورة الطرقات، ورغم كل الظروف أخلوا نحو 3 إلى 4 آلاف شخص حتى اليوم، وهو جهد كبير يقدر من الشباب الذين يبذلون أرواحهم ووقتهم ويضع نفسه في الخطر لمساعدة أهله، لذلك لا بد من توجيه تحية كبيرة للجهود العظيمة التي يقوم بها كل شب في الشمال السوري، لكن مع هذا الجهد العظيم لا يجب علينا كشباب سوريين، وخصوصاً المغتربين، بأن يكافئ هذا الجهد من قبل الشباب المغتربين، فهم يرون كيف يقوم الشباب في الداخل بوضع حياتهم تحت الخطر ويبذلون رغم ذلك كل ما في وسعهم لمساعدة الأهالي، وحتى التبرعات كانت في الداخل السوري بحدود الـ 1000 أو 500 ليرة سوري، والكثير من الشباب في الداخل السوري حاولت ضمن المستطاع تقديم ما يمكن تقديمه حتى وإن اقتصر الأمر على وجبة طعام واحدة أو وجبتين، لذلك يجب علينا كمغتربين التحرك بشكل أكبر لمساعدة أهلنا في الداخل، وبالتأكيد توجد الكثير من الطرق والوسائل التي يمكننا من خلالها مساعدتهم، ففي مثل هذه الأوقات لا يجوز أن ينسى الواحد منا ما يحدث في الداخل ويكون منفصلاً عن واقعه على الرغم من خروجنا من سوريا وحياتنا المختلفة التي نعيشها الأن، لكن لا يجب أن ينقطع الاتصال مع أهلنا وقضيتنا في الداخل هو المحور الأساسي لنا.

وحول مدى قدرة المنظمات والجمعيات على تقديم المساعدات للمهجرين تابع عيسى: “للأسف نحن نتحدث عن كارثة حقيقية تحدث في المنطقة تتلخص بأمر أساسي، ألا وهو تخلي المجتمع الدولي عن مسؤلياته تجاه الشعب السوري، فالكثير من المانحين في العالم قاموا بتخفيض المنح التي كانوا يقدمونها لسوريا، وجاء ذلك مع ازدياد سوء الحالة الإنسانية في الداخل، وسمعنا جميعاً مؤخراً بمقترح روسيا في مجلس الأمن الذي استخدمته فيه حق الفيتو، وهذا سيؤدي إلى توقف كل المساعدات المقدمة عبر الحدود خلال الشهر القادم في حال عدم إيجاد حل بديل للموضوع، وهذا سيزيد من الكارثة”.

جوانب ونقاط كثيرة طرحناها في هذه الحلقة من “شباب سوريا” والذي تتابعون الحلقة الكاملة منه عبر الرابط:

https://www.facebook.com/fm.watan/videos/489550981676008/

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى