عاش الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ومقره زيورخ في سويسرا، يوم الأربعاء، يوما عاصفا بعد قيام الشرطة السويسرية بإلقاء القبض على 7 متهمين أعضاء في الاتحاد لاتهامهم بالتورط في قضايا فساد.
وجاء اليوم العاصف الذي أصاب أغنى وأكبر هيئة رياضية في العالم، قبل ساعات من انتخابات رئاسة الاتحاد، والتي ستجرى يوم الجمعة، ويتنافس فيها، الرئيس الحالي، السويسري جوزيف بلاتر، الذي يطمع لولاية خامسة، والأردني الأمير علي بن الحسين.
الاتهامات التي طالت أعضاء بـ “فيفا” لاقت ردود أفعال متباينة، من نجوم كرة عالميين وشخصيات عامة، بعضها طالب برحيل الرئيس الحالي بلاتر، رغم عدم إدراج اسمه في قائمة المتهمين بقضايا فساد، والبعض الآخر أعلن تأييده للرئيس الحالي.
تسلسل الأحداث في هذا اليوم العاصف من تاريخ “فيفا” جاء على النحو التالي:
– بدأت الأحداث صباح الأربعاء عندما قامت الشرطة السويسرية بإلقاء القبض على 7 من أعضاء “فيفا” متورطين في قضايا بينها “تكوين مافيا (شبكة إجرامية) للاحتيال وغسيل أموال”.
– تلاها مباشرة قيام الشرطة الأمريكية بمداهمة مقر كونكاكاف (اتحاد كرة القدم لأمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي وهو واحد من الأعضاء الستة في فيفا) في ولاية ميامي كجزء من هذه القضية.
– قامت وزيرة العدل الأمريكية، لوريتا لينش، في مؤتمر صحفي، بتوجيه الاتهام إلى 14 مسؤولا في “فيفا”، في قضايا فساد، بينهم السبعة الذين تم إلقاء القبض عليهم، قائلة “لقد أفسدوا عالم كرة القدم، والتهم الموجهة إليهم تشمل: الابتزاز والاحتيال وغسل الأموال على مدى عقدين من الزمن”.
– في نفس اليوم، قامت لجنة الأخلاقيات التابعة للاتحاد الدولي “فيفا” بإيقاف 11 من أعضائها عن ممارسة أي أنشطة تتعلق باللعبة على الصعيدين المحلي والدولي، وذلك لعلاقتهم بالتحقيقات التي تجريها السلطات الأمريكية حاليا مستندة على المادة 83 (الفقرة الأولى) من قانون “فيفا” للأخلاقيات.
– اعتبرت روسيا اعتقال السلطات السويسرية عددا من المسؤولين بـ “فيفا”، مثالا على تطبيق القوانين الأمريكية بشكل غير شرعي خارج حدودها، وأفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشفيتش، أن “هناك علامات استفهام بشأن اعتقال المسؤولين في فيفا”، في بيان له بهذا الشأن نشر على الصفحة الرسمية للوزارة على الإنترنت.
وأضاف لوكاشفيتش قائلا: “اعتقال الشرطة السويسرية المسؤولين الرياضيين بالفيفا انتهاك حقيقي للقوانين، الولايات المتحدة تسعى لتطبيق قوانينها خارج حدودها، أتمنى ألا تشوه الاعتقالات الانتخابات التي تجريها فيفا هذه الأيام”.
– دعت رئيسة البرازيل، ديلما روسيف، إلى التحقيق في جميع البطولات والأنشطة الخاصة بكرة القدم، معربة في تصريحات صحفية، نقلتها صحيفة “جلوبو” البرازيلية، عن اعتقادها أن التحقيقات لن تضر بكرة القدم في البرازيل.
– قامت الاتحادات القارية بالخروج بتصريحات متباينة، حيث أعلن الاتحادان الأفريقي (كاف)، والآسيوي، مساندتهما للتحقيقات التي سيتم إجراؤها تجاه المتهمين، ومعلنين تضامنهم في نفس الوقت مع السويسري، جوزيف بلاتر، الرئيس الحالي والمرشح في انتخابات رئاسة “فيفا”، رافضين فكرة تأجيل الانتخابات.
– قابل ذلك اعتراض من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) الذي طالب بتأجيل اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، وإقامة انتخابات رئاسة “فيفا” خلال الشهور الستة المقبلة. وقالت اللجنة التنفيذية للاتحاد بعد اجتماع عاجل لها اليوم بمقره بمدينة نيون السويسرية (جنوب غرب) إن ” أحداث اليوم تشكل كارثة على فيفا وتشوه صورة كرة القدم ككل وتظهر مرة أخرى توغل الفساد بعمق في ثقافة فيفا”.
– أعلن اتحاد أمريكا الجنوبية للعبة دعمه وتأييده للتحقيقات، وذلك رغم كون رئيسه، نيكولاس ليوز، أحد المتورطين في قضايا الفساد، والذي تم إلقاء القبض عليه ضمن المتهمين.
– أعلن رئيس الاتحاد الإنجليزي، جريج دايك، أن اعتقال مسؤولين ب”فيفا” بتهم “فساد” يعد “أمرا خطيرا” للغاية، مجددا دعمه للأمير الأردني علي بن الحسين كمرشح لرئاسة “فيفا”.
– طالب رئيس الاتحاد الألماني، وراينهارد راوبول، السويسري جوزيف بلاتر، بالتنحي عن منصبه كرئيس لـ”فيفا”، والانسحاب من الانتخابات، عقب اعتقال مسؤولين بالاتحاد الدولي بتهم “فساد”.
– جاءت تعليقات نجوم كرة القدم العالمية أغلبها مطالبة برحيل بلاتر، وقال النجم البرازيلي السابق روماريو، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، “السلطات السويسرية شنت حملة مداهمة على جحر الفئران وألقت القبض اليوم على العديد من مسؤولي كرة القدم العالمية”.
– أسطورة كرة القدم الأرجنتينية، دييغو مارادونا، قال، في تصريحات إعلامية، إنه يستمتع بالتحقيقات المفتوحة ضد “فيفا” واصفا الأخير بأنه “يكره كرة القدم والشفافية”.
– وقال البرتغالي لويس فيغو، الذي انسحب من سباق الترشح لرئاسة المنظمة الكروية، في بيان له على صفحته على (فيسبوك)، “أؤكد ما قلته الأسبوع الماضي، ما سيحدث في زيورخ (مقر فيفا) ليس انتخابات، الآن هناك عدد أكبر بكثير من الأشخاص يتفقون معي، وهو أحد أسوأ الأيام في تاريخ فيفا”.
– المرشح على منصب رئاسة “فيفا”، الأمير الأردني علي بن الحسين، قال في بيان على صفحته على (فيسبوك)، “لا يمكننا الاستمرار في وضع الأزمة هذا، فيفا يحتاج لقيادة تحكم وترشد وتحمي اتحادات اللعبة، قيادة تعمل على إعادة ثقة ملايين من مشجعي كرة القدم في العالم”.
– جوزيف بلاتر، الرئيس الحالي والمرشح في انتخابات “فيفا”، قال في بيان نشره موقع “فيفا” الإلكتروني: “يجب التأكيد على أن فيفا ترحب بتحركات وتحقيقات السلطات الأمريكية والسويسرية، التي ستساعد على دعم الإجراءات التي بدأها الاتحاد لانتزاع أي فساد بكرة القدم”.
وأضاف “سنواصل العمل مع السلطات وداخل فيفا لانتزاع أي ممارسات خاطئة واستعادة الثقة، وضمان أن يكون عالم الكرة خاليا من هذه الممارسات السيئة”.
ويتولى بلاتر رئاسة الاتحاد الدولي للعبة منذ عام 1998 حتى الآن، وقرر الأمير الأردني علي بن الحسين خوض انتخابات الرئاسة أمام الرئيس الحالي يوم الجمعة المقبل.
الأناضول _ وطن اف ام