أثار تصويت رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” السويسري جوزيف بلاتر على حساب الأمير علي بن الحسين (الأخ غير الشقيق للعاهل الأردني) في انتخابات رئاسة “فيفا أمس “غضبا” أردنيا واسعا.
وبلغت ردود الفعل الأردنية الغاضبة إلى حد الدعوة لعزل الرجوب كرئيس للاتحاد الفلسطيني والمطالبة بسحب جنسيته الأردنية التي يحتفظ بها إلى جانب جنسيته الفلسطنية.
بيد أن هذه الدعوات حذرت في الوقت نفسه من إحداث وقيعة في العلاقات الأردنية الفلسطينية التي تتسم بخصوصيتها التاريخية.
وفاز بلاتر أمس الجمعة بولاية خامسة لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، بعد انسحاب الأمير علي من الجولة الثانية والتي وصلا إليها عقب حصول بلاتر على 133 صوتاً مقابل 73 للأمير علي في الجولة الأولى التي تحتم الظفر بثلثي الأصوات (206 عدد الاتحادات التي يحق لها التصويت)، أي الحصول على (140 صوتاً منها في الجولة الأولى).
ومع انسحاب الأمير علي، غصت مواقع التواصل الاجتماعي بالنقد اللاذع للرجوب بخاصة أنه يحمل جنسية أردنية مزدوجة مع الفلسطينية، واتخذت المواقع الإخبارية الإلكترونية تنشر صوراً له يحمل سيفاً مذهباً برفقة بلاتر بعد إعلان النتائج، الأمر الذي تسبب بحنق عام في الشارع الأردني.
ودعا شبان عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاستقبال جماهيري حاشد للأمير الأردني في مطار الملكة علياء الدولي (40 كم جنوب العاصمة) إثر عودته من مدينة زيورخ السويسرية التي شهدت انتخابات رئاسة فيفا.
لكن حالة الغضب التي اجتاحت الشارع الأردني، قابلتها رسائل من برلمانيين وسياسيين تدعو لعدم مساهمة الانتخابات في زعزعة العلاقة التاريخية بين الشعبين الأردني والفلسطيني.
وكان لافتاً في ردود الفعل البرلمانية الأردنية أنها جاءت جميعاً من أصول فلسطينية، لتؤكد أن الغضب من موقف الرجوب لم يكن مقتصراً على الأردنيين وحدهم بل على الفلسطينيين في الأردن وفي فلسطين، وهو ما عبرت عنه عضو مجلس النواب الأردني (الغرفة الأولى للبرلمان) النائب ردينة العطي.
وقالت العطي، إن “تصويت الرجوب لصالح بلاتر قد أغضب الشارع الأردني، ونأمل ألا يكون مدعاة لإشعال الفتنة، فموقفه لا يعبر عن الشعب الفلسطيني”.
وأضافت “اتصلت بالعديد من الأهل في الأراضي المحتلة وهم مستاءون من موقف الرجوب، ويطالبون بإقالته من الاتحاد الفلسطيني”.
وتابعت أن “السلطة الفلسطينية يبدو أنها تخاذلت أيضاً في دعم الأمير علي، وعليه أطالب بمنع الرجوب من دخول الأراضي الأردنية لما أحدثه من شعور بالغصة لدى عموم الشعب بخطوته الرعناء التي لا يتخذها إلا جاحد”، على حد قولها.
في السياق ذاته، استبعد عدد من السياسيين الأردنيين تغيير موقف بلادهم تجاه القضية الفسلطينية على خلفية موقف الرجوب أو توتر العلاقات بين البلدين.
وقال أحمد سعيد نوفل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك الأردنية “لا أعتقد بأن ما جرى سيؤثر في المدى البعيد”.
وأضاف نوفل “بحسب ممارسات السلطة الفلسطينية، هو موقف (الرجوب) فردي ولا يعبر عن موقف جماعي، والنظام الأردني والسلطة الفلسطينية علاقتهما بلا شك مميزة، واعتقد أن فيه نوعا من التطرف”.
أما الوزير الأردني الأسبق، نبيل الشريف، فقد وصف الجبور بالشخص “الموتور” والذي اتخذ موقفه “خدمة لأغراضه الشخصية وهو مستنكر وصادم لمشاعر الأردنيين”.
وحول الموقف الأردني تجاه القضية الفلسطينية، أوضح الشريف أن “الأردن لا يربط موقفه المبدئي من القضية الفلسطينية بتصرفات أشخاص حتى لو كانوا في مواقع محددة من المسؤولية، إذ إن الأردن ينطلق من عدالة القضية الفلسطينية، واستقرار فلسطين ونيل شعبه لحقوقه أمر يخدم المصالح الأردنية العليا”.
مواقع التواصل الاجتماعي حملت انتقادات حادة للرجوب، فكتب عمر محارمة (صحفي) في تدوينة له عبر فيسبوك “الرجوب لا يمثل فلسطين ولا شعبها، بل إنه شخصية أثارت ولا زالت الكثير من الجدل فلسطينيا ولا يحظى بأدنى مقومات الشعبية داخل صفوف الشعب الفلسطيني”.
علي سليمان، موظف في القطاع الحكومي، قال في تدوينة له عبر فيسبوك “ندرك أن لا علاقة لأهلنا بفلسطين بموقف الرجوب، ولكن موقفه يسجل بالتاريخ كواحد من أكثر المواقف المخزية، وعلى الشعب الفلسطيني أن يلفظه ويزدريه”.
الاناضول