انتهت قبل أيام بطولة العالم للسباحة التي استضافتها مدينة (كازان) الروسية، والتي شارك فيها سباحون سوريون يمثلون الأسد و منظمته الرياضية ( الإتحاد الرياضي العام ) المولودة من رحم ” البعث ” .
وعلى الرغم من أن هذه المشاركة لسباحي الأسد كانت مخجلة، من حيث النتائج والأرقام التي حققوها، إلى أن الطامة الكبرى في مشاركة نظام الأسد في هذه البطولة، ولاسيما في مسابقتي ، 25 كم رجال ، و100 متر حرة سيدات، عندما شارك سباحو الأسد جنباً إلى جنب مع سباحي الكيان الصهيوني (إسرائيل)، بل ولم يقف الأمر عند ذلك بل هزموا أمامهم بنتائج مذلّة ، عندما حل السبّاح ( صالح محمد ) في المركز الأخير (42 ) من المسابقة الأولى متخلفاً عن سباحين إسرائيليين، فيما حلت السبّاحة بيان محمد في المركز الثالث من تصفيات المسابقة الثانية، التي تأهلت فيها سباحة إسرائيلية عندما حلت في المركز الأول .
علماً أن قوانين (الإتحاد الرياضي العام ) تمنع أي رياضي من المشاركة في أي بطولة حتى ولو كانت أولمبية، ما إن تأكد مشاركة حتى لاعب (إسرائيلي ) واحد في المسابق ذاتها .
ويأتي ذلك تحت شعارات ” المقاومة والممانعة ” لإسرائيل، التي أثبتت التجارب أنها لم تكن إلا زيفاً ولعبة مصالح بين الأسد و اسرائيل طيلة 45 وإلى الآن .
للحديث عن هذا الموضوع، التقت (وطن إف إم ) عدد من خبرات ونجوم سوريا في السباحة، لتسألهم عن هذه المشاركة المعيبة سواء بنتائجها، أو حتى بشكلها من حيث المشاركة مع لا عبي ( الكيان ) الذين يمثلون دولة تعادي فلسطين، التي يعتبرها السوريون قضيتهم المركزية، رغم كل ما يعصف في بلادهم.
البداية مع المدرب الوطني والخبرة الكبيرة السباح شوكت المصري الذي قال لوطن : ” المشاركة مع لاعب يمثل اسرائيل مرفوضة شكلاً ومضموناً، وحتى ضمن القوانين الناظمة في المؤسسة الرياضية التي تمثل “البعث”، لكن الفساد الذي طال كل المفاصل وأركان الأسد بكافة مؤسساته، أدى لمشاركة السباحين في بطولة العالم، وهذا ينفي ما يدعيه الأسد، عندما ثقب آذانناً بشعارات الممانعة طيلة فترة حكمه “.
وأضاف :” أما النتائج المخجلة للسباحين، فهي نتاج الفساد ذاته الذي أبعد الكفاءات الرياضية، وأيضاً نتيجة لانشقاق السباحين الذين أبوا أن يقفوا في صف القاتل وضمن مؤسسته الرياضية التي باتت أحد بؤر التشبيح الرياضي وحتى غير الرياضي، ولو ذلك ، لما كان وضع على رئسها ضابط جيش ( اللواء موفق جمعة) رمز الفساد الرياضي “.
أما اللاعب الدولي أنس محمود وهو من عائلة رياضية جعلت من السباحة هوايتها واحترفتها، وهو الذي يعد من أحد نجوم سوريا في السباحة، قال لوطن : “بالنسبة لمشاركة سباحي نظام الأسد ببطولة العالم بكازان و النتائج المخيبة التي منوا بها ،في متوقعة والمتابعين للسباحة يعرفون ذلك، و لكن أن يكون معهم في نفس السباق سباحين من اسرائيل، فهذه مصيبة و أن يفوز الإسرائيليون عليهم فهذه هي الطامة، ولكن أريد توضيح مسألة وهي أن المواثيق الدولية للرياضة تعاقب أي رياضي أو اتحاد دولة بالغرامة المالية أو الحرمان لكل من يثبت أنه ادخل السياسة في الرياضة، و لكن اتحاد الأسد منع كل الرياضيين أو البعثات الرياضية من المشاركة في حين مشاركة إسرائيل سابقاً، ويبدو أن المزاج السياسي للأسد قد تغير الآن بما يخص هذه المسألة، وربما هي رسالة من الأسد للغرب بأنه منفتح على إسرائيل، علماً أن الأسد وإتحاده كان بإمكانهم الانسحاب دون الوقوع في المخالفة وهذا الأمر يعرفه الجميع، بداعي الإصابة أو المرض أو شيء من هذا القبيل، ولن يكون الفرق كبيراً بين بين مركز أخير – كما حقق السباحين – ومسحوب ، لكن يبدو أن الأسد أصر على المشاركة لإيصال رسالة ما، رغم النتائج القاسية التي تلقاها سباحوه ” .
وعلق السباح السوري الحر أحمد العقدة على هذه المشاركة شارحاً بأدق التفاصيل ما وصلت إليه السباحة بل الرياضة السورية عموماً من خيبات في ظل حكم الأسد، وعن رأيه أيضاً في المشاركة الأخيرة لسباحي النظام ببطولة العالم حيث قال : “عندما قرر نظام الأسد الفاشي المشاركة في بطولة (كازان) بوفد رسمي ممثلاً لبلدٍ تدمر كل يوم بصواريخ و دبابات آل الأسد ذهبو ليعلنوها وبكل صراحة : بأننا ما زلنا هنا نشارك ونفوز ونرفع علم حزب البعث عالياً؛ ولكن والحمد الله رب العالمين مشاركتهم باءت بالفشل وعادت عليهم وعلى نظام الأسد الذي يشاركون باسمه بالعار ، ولا يفوت الجميع ما وصلت اليه السباحة السورية في ظل هذا النظام، وخصوصاً من خلال هذه المشاركة، عندما سمح لسباحين سوريين وللأسف أن يكونوا في خط واحد وبداية واحدة مع سباحي اسرائيل الذي نعاديه نحن منذ ٤٥ عام، واكتشفنا أن ذلك وهماً .
وتكلل عارهم بعار آخر عندما جاءت السباحة السورية بيان جمعة في الترتيب الثالث في تصفيات ١٠٠ متر حرة بعد السباحة الإسرائيلية SHIKLER Zohar التي حلت بالمركز الأول في نفس التصفيات .
وأيضاً السباح السوري صالح محمد حمل عار آخر تقاسمه مع الأسد عندما شارك إلى جانب سباحين اثنين من اسرائيل، وتفوقا عليه في سباق المياه المفتوحة، علماً أنه حل في المركز الأخير من السباق، ويعلم الجميع أن أي وفد أو بعثة سورية كانت سابقة تعطى التعليمات بعدم المشاركة في أي مسابقة يتواجد فيها لاعب إسرائيلي، لكن اليوم بدا أن في الأمر شيئاً، بعدما انكشفت جميع الأوراق “.
وعن حال السباحة السورية في ظل الأسد ختم المصري : “السباحة السورية لن تتراجع عما كانت عليه في الماضي، بل هي ماتت نهائياً، السباحة السورية ماتت عندما دخلت المحسوبيات عليها، وعندما قرر ” آل معلا ” بمساعدة من حولهم في النظام الفاشي أن يحولوا الرياضة إلى بنوك ربحية يلتهمون بها الأخضر واليابس، السباحة السورية ماتت عندما أصبح المنتخب السوري للسباحة يغادر الوطن للمشاركة ببطولات وهمية ونيل جوائز زائفة لعائلة معلاً وغيرهم من السباحين المحسوبين على نظام الأسد، فقط ليعودوا ويظفروا بالجوائز المالية، غير الذي سرقوه من المؤسسة الرياضية التي جعلوها مؤسسة خاصة .
السباحة السورية ماتت عندما تم تهميش عرّاب السباحة السورية الكابتن شوكت المصري وهشام المصري ونعيم المصري و و و بالأحرى عائلة المصري بشكل عام وغيرهم من اللاعبين والخبرات المعروفة، لأن آل معلاً وغيرهم من المحسوبين على الطائفة و” البعث” لا يردون لغيرهم أن يلمع نجمه في السباحة السورية قارياً وعربياً، السباحة السورية ماتت عندما تم القضاء رياضياً على البطل نعيم المصري بتهميشه وإقصائه من المشاركات، إلى أن انتهى به المطاف في تركيا، وكان الأحق بالمشاركة في بطولة العالم في كازان، ولاسيما في مسابقة (المياه المفتوحة) التي حل بها سباح الأسد في المركز الأخير، علماً أن نعيم من أبطال هذه المسابقة وحقق عديد الميداليات فيها “.
يذكر أن إعلام الأسد الرياضي منه أو غير ذلك، لم يورد أبداً أي خبر عن مشاركة لاعبين اسرائيليين إلى جانب سباحيه في البطولة، واكتفى بنشر خبر المشاركة التي وصف نتائجها بالمقبولة !.
خاص لـ وطن إف إم