كمن يرتكب جريمة قتل ثم يأتي ليغسل يديه الملطختين بالدماء أمام قسم الشرطة .. أقدم المدرب الاسباني رافا بينتيز المدير الفني لفريق ريال مدريد وصيف بطل الليغا بكرة القدم على إخراج لاعبه الروسي دينيس تشيريشيف أمام عدسات الكاميرات في مستهل الشوط الثاني، وكأن ذلك من شأنه أن يخفي الكارثة التي وقع فيها الفريق.
الواقعة التي شهدها العالم في لقاء ذهاب دور الـ32 لبطولة كاس ملك إسبانيا أمام الفريق صاحب التاريخ قاديش بمشاركة لاعب تحصل مسبقا على 3 إنذارات في نفس البطولة، لا تظهر أن ريال مدريد يعاني من مشاكل إدارية وفنية وحسب، ذلك أن الخطأ وارد عند أندية لا تمتلك جيشا من الموظفين، ولكن تدل على أن رجال الميرينغي الحاليين يجهلون ابجديات العمل الإحترافي.
أن تقوم بإخراج اللاعب من المباراة بعد أن سجل الهدف الافتتاحي وشارك شوطا كاملا في سبيل تخفيف فجاعة المشهد، فهذا أقبح من الذنب نفسه.
النادي الملكي تحكمه جارية لا تعرف القراءة والكتابة.. القلعة البيضاء صاحبة التاريخ العريق ونادي القرن العشرين والمؤسسة الكروية الأنجح في العالم صاحب 10 ألقاب في دوري أبطال أوروبا و32 لقبا في الدوري المحلي، يظهر بصورة النادي الأمي الجاهل.
ولنعود إلى صلب الموضوع، وهو شراء لاعبد جديد.. حيث أن الأصل انك لا تشتري شخصا يرتدي قميصا وبنطالا، وإنما تمتلك ملفا كاملا متكاملا يروي كل صغيرة وكبيرة عن هذا الوافد الجديد .. خيره وشره، حسناته وعيوبه، إيجابياته وسلبياته، صحته وسقمه، عزوبته وزواجه، أخلاقه ونزواته، شهادة ميلاده وتعليمه، وحتى كرت المطاعيم التي أخذها طفلا صغيرا وصبيا يافعا.
ومن هذا المنطلق، لا يمكن تفسير كيف أنك تمتلك هذا التاريخ وهذا الكادر من الإداريين ومدير فني يجلس على الدكة منذ 20 عاما ومساعدين للمدرب ورئيس عرف مقعد الرئاسة حقبتين كاملتين من الزمن، ولا أحد ينظر في ملف اللاعب الجديد خصوصا إذا تعلق الأمر بالعقوبات المفروضة عليه قبل مشاركاته الرسمية.
لا يمكن تحميل اللاعب الروسي تشيريشيف مسؤولية مع حصل.. فاللاعب مهما كان غافلا لا يمكن إلزامه باستيعاب عمل الآخرين، هو مطلوب منه أن يجري على أرض الملعب، وبقية ما بقي من الأمور الإدارية هي مسؤولية مناطة بأهل الاختصاص.
المصدر : وكالات