هل هي عدوى أسلوب أتلتيكو مدريد؟ ربما.. فبرشلونة إنريكي لعب بأسلوب قريب من أتلتيكو مدريد سيميوني.
جمال الأداء، لم يقلق إنريكي كثيرًا في مباراة المطلوب فيها فائز واحد ولا مجال للتعويض فيها، والطعنات الكثيرة التي أدمت خاصرة الفريق الكتالوني بسبب نظرية الاستحواذ، جعلت رجال إنريكي يغيرون من أسلوبهم الهجومي الهادر، إلى طريقة جديدة لم يأنفوها أو يعتادوا عليها.
الإطباق الدفاعي بتقارب صفوف الرباعي الخلفي بيكيه وماسكيرانو (ومن بعده ماثيو بعد الطرد) والظهيرين ألبا وألفيس، واقتراب بوسكيتس كثيرًا من هذا الرباعي ليشكل مع إنييستا وراكيتيتش (الذي خرج لاحقا بعد طرد بوسكيتس)، جعل من عملية اختراق منطقة العمق البرشلوني دربا من الخيال، في الوقت الذي تراجع فيه ثلاثي الهجوم ميسي ونيمار وسواريز قبل استبداله برافينينا لإسناد المجهود الدفاعي.
عملية قطع الكرات تكررت كثيرًا في العمق الدفاعي لبرشلونة، خاصة وأن إشبيلية لم ينجح في تغيير الأسلوب الذي انتهجه طيلة المباراة بتمريرات قصيرة على مشارف المنطقة بحثًا عن ثغرة يهرب من خلالها نحو مرمى تير شتيجن، لذلك كثرت مشاهد الهجمات المرتدة التي اعتمدت على كرتين أو ثلاث على الأكثر، وهو الأمر الذي اضطر مدافعي إشبيلية للتعامل بخشونة مع كل محاولة هجوم سريع واختزال المنطقة الدفاعية (المهلهلة).
لويس إنريكي قد يكون لعب أفضل مبارياته التكتيكية في الموسم، حيث رمم صفوف الفريق سريعًا بعد طرد ماسكيرانو في الشوط الأول، فسحب على الفور راكيتيتش وزج بماثيو الذي خفف الضغط كثيرًا عن بيكيه وبوسكيتس بشكل أساسي، حيث تحول اللاعبان إلى معطل لقنابل إشبيلية، ولم يسمحا لأي كرة بالوصول إلى مرمى شتيجن.
بالنهاية، شاهدنا برشلونة يلعب بأسلوب أتلتيكو مدريد، الذي يركز على تحويل جميع اللاعبين لمدافعين في الحالة الدفاعية، ويغلقون المساحات أمام هجوم الخصم، وفي الوقت ذاته يتحولون لمهاجمين لمجرد امتلاك الكرة والانطلاق في الهجوم المرتد.
مباراة الليلة سيكون لها تأثير كبير على تفكير برشلونة مستقبلا، وقد تنهي إلى الأبد نظرية الاستحواذ التي كادت أن تتسبب في خسارة برشلونة كل شيء، في موسم ساهم فيه الترميم المتأخر في حصاد مر للدوري، وصعب للكأس.
المصدر : كووورة