أجمع خبراء كرة القدم العربية، أن المنتخب الأرجنتيني الملقب بـ “راقصي التانغو”، مرشح بقوة للتتويج ببطولة كأس أمريكا الجنوبية لكرة القدم في نسختها المئوية (كوبا أمريكا)، المقامة حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك قبل المباراة النهائية المرتقبة، بين الأرجنتين وتشيلي.
واتفق الخبراء أن العديد من المقومات ترجح الكفة الأرجنتينية للفوز باللقب القاري، كما حرصوا على تقديم صورة كاملة عن البطولة منذ انطلاقها في 3 يونيو/ حزيران، وأبرز المفاجآت التي شهدتها.
الأردني جمال أبو عابد، أحد أشهر نجوم كرة القدم الأردنية على مدار التاريخ، قال إن “المنطق فرض نفسه بتأهل منتخبي تشيلي والأرجنتين إلى المباراة النهائية لكوبا أمريكا، فالأولى تعتبر من أفضل المنتخبات التي شاركت في البطولة، بينما التانغو تأهل للنهائي بفضل نجومه المتواجدين ضمن صفوف الفريق”.
وأضاف أنه “مطلوب من الأرجنتين الكثير خلال المباراة النهائية، خاصة أنها تضم في صفوفها أحد الأوراق الرابحة وأفضل لاعب في العالم ليونيل ميسي، الذي يعتبر كلمة السر في تألق راقصي التانغو”.
وعن ترشيحه للمنتخب الفائز باللقب، قال إنه من المؤكد أن النهائي بين الأرجنتين وتشيلي ستكون مباراة صعبة بين الفريقين، لكنه توقّع في المقام الأول والأخير تتويج التانغو باللقب القاري.
وبرّر الأسطورة الأردنية ترشيحه للأرجنتين للفوز بالكأس، بالعديد من العوامل، في مقدمتها أنه “يملك مجموعة متميزة من اللاعبين، إضافة لأنهم يمتلكون روحًا عالية ورغبة كبيرة في تحقيق الفوز، والإصرار والقتال حتى النفس الأخير، إلى جانب الفن الكروي الممتع الذي يقدمه المنتخب الأرجنتيني”.
وأشار أن بطولة “كوبا أمريكا” في نسختها رقم 100، شهدت امتاعًا كبيرًا في مجملها، حيث كانت مليئة بالإثارة والمتعة والندّية من جانب جميع المنتخبات المشاركة، وكانت مولدًا لبعض النجوم الذين تألقوا مع منتخباتهم خلال العرس القاري.
وأوضح أن من أبرز مفاجآت البطولة التي صدمت متابعي الساحرة المستديرة “الخروج المبكر للمنتخب البرازيلي”، مشيرًا أن السبب الرئيس يعود إلى التكتيك الخاطئ من جانب كارلوس دونجا، المدير الفني المقال، والذي خاض مباريات البطولة بشكل فني خاطئ، بصرف النظر عن الخطأ التحكيمي في مباراته الأخيرة أمام بيرو، عندما خسرت “السامبا” بلمسة يد من أحد مهاجمي الخصم.
من جانبه، قال السوداني محمد عبد المنعم الشهير بـ “شطة”، ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺑﺎلاﺗﺤﺎﺩ ﺍلأﻓﺮﻳﻘﻲ ﻟﻜﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ (كاف)، إن “كوبا أمريكا، واحدة من أقوى البطولات على المستوى العالمي، لأنها تجمع بين منتخبات قارتي أمريكا الجنوبية والشمالية، مما يشعل حدة المنافسة أكثر”.
وأضاف “شطة” اللاعب السابق للأهلي المصري في عصره الذهبي، أن النسخة الحالية شهدت أجواءً من المنافسة بين المنتخبات، لدرجة أن المكسيك ظهرت بشكل متميز لكنها سرعان ما سقطت في فخ الهزيمة الثقيلة من تشيلي بسبعة أهداف نظيفة في دور الـ 8 (ربع النهائي)، إضافة إلى أن خروج البرازيل من دور المجموعات كانت بمثابة المفاجأة للجميع، والغريب أن منتخب بيرو تأهل على حساب “السامبا” رغم فارق الخبرات والإمكانيات بين لاعبي الفريقين.
وأشار أن منتخبي الأرجنتين وتشيلي يستحقان التأهل للمباراة النهائية، فالأولى تعتبر من المنتخبات الكبرى على مستوى القارة اللاتينية، بينما تعتبر الأخيرة الحصان الأسود في البطولة.
ويرى نجم الكرة السودانية أن “الأرجنتين هي الأقرب للتتويج باللقب، حيث أنها في أفضل حالاتها، كما أنه يرغب في أن يتوّج نجمها ليونيل ميسي بكأس البطولة بعد أن نجح في تحطيم رقم غابرييل باتيستوتا، ويصبح الهداف التاريخي للتانغو برصيد 55 هدفًا”.
وقال المصري شوقي غريب، المدير الفني السابق للمنتخب المصري لكرة القدم، إن “كوبا أمريكا شهدت العديد من المفاجآت والغرائب، في مقدمتها الخروج المبكر للبرازيل بإمكانياتها الفنية العالية، إضافة للخروج المبكر أيضًا لأورغواي صاحبة الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب”.
وأضاف غريب أنه لاحظ أن “منتخب السامبا ظل ثابتًا على تقديم الأداء الروتيني، الذي بدأ منذ هزيمة الفريق الكبيرة أمام المنتخب الألماني في المربع الذهبي لكأس العالم 2014 بالبرازيل، بهدف مقابل سبعة أهداف”.
ويرى مدرب مصر السابق، أن “السبب الرئيسي في سقوط البرازيل في البطولة، يعود للأخطاء الفنية الفادحة التي وقع فيها دونغا خلال إدارته للمباريات الثلاث في المجموعة”.
وعن المباراة النهائية للبطولة قال غريب، إن “كوبا أمريكا في نسختها المئوية، تبرهن أن منتخبي الأرجنتين وتشيلي هما الأجدر بالتأهل لنهائي العرس القاري، خاصة وأنهما تواجها في نهائي النسخة الماضية، وسيكون سيناريو مكررًا لنهائي كوبا أمريكا 2015”.
وأضاف أن “الأداء الذي سيقدمه اللاعبون داخل المستطيل الأخضر، سيبرهن من الفريق الأجدر للفوز باللقب، فكلاهما يضم مجموعة متميزة من النجوم، فالأرجنتين تضم ميسي وغونزالو هيغواين، وسيرغيو أغويرو، بينما يمتلك المنتخب التشيلي نجومًا كبار في حجم أرتورو فيدال، وأليكسيس سانشيز”، لكنه رغم ذلك يرجح التانغو الأرجنتيني لانتزاع اللقب القاري.
أما النجم المصري محمد النني، المحترف في صفوف أرسنال الإنجليزي، فهو يرشح تتويج الأرجنتين باللقب القاري لامتلاكها العديد من المقومات التي تؤهلها لانتزاع اللقب، في مقدمتها أنها تضم مجموعة متميزة من النجوم المحترفين في مختلف الأندية الأوروبية في مقدمتهم ليونيل ميسي.
واكتفى النني بالقول إن “من أبرز مفاجآت كوبا أمريكا، خروج منتخبي البرازيل وأورغواي من مرحلة المجموعات، رغم أنهما كانا من أبرز المرشحين للمنافسة على اللقب”.
ويسعى المنتخب الأرجنتيني للتتويج بلقب “كوبا أمريكا” للمرة الخامسة عشر في تاريخها، ومعادلة الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة المسجل باسم منتخب أوروغواي، حيث كانت آخر مرة انتزع فيها التانغو اللقب عام 1993.
كما يسعى النجم ميسي للفوز باللقب الأول له في التاريخ مع منتخبه الأرجنتين، ليضيف نجاحًا جديدًا لسجله المليء بالأرقام القياسية التي حققها على مستوى الأندية.
يأتي ذلك في الوقت الذي يحاول فيه منتخب تشيلي انتزاع اللقب للمرة الثانية في تاريخه، والثانية على التوالي.
المصدر : الأناضول