رياضة

هل أصبح كلوب أغبى مدرب في إنكلترا؟

يقول العالم الراحل ألبرت إينشتاين في تعريفه للغباء “هو فعل نفس الشيء مرتين، مع انتظار نتائج مختلفة” لكن ماذا إن داومت على نفس الفعل لعامين، وليس لمرتين؟؟ المدرب الألماني لفريق ليفربول الإنكليزي، يورجن كلوب، اجتاز كل أنواع الغباء حتى صار مدمنًا عليه، فيما يبدو أنه قد اعتاد بالفعل السقطات والهزائم من الصغار، قبل أن ينضم الكبار أيضًا للأمر.

ليفربول سقط برباعية أمام توتنهام هوتسبير على أرضية ملعب ويمبلي بلندن وتحت أنظار أسطورة كرة القدم في كل العصور دييغو أرماندو مارادونا، ونجم كرة السلة الأمريكي كوبي براينت، وهو الفريق ذاته الذي خسر أمام مانشستر سيتي قبل أسابيع بملعب الاتحاد بمدينة مانشستر بخماسية نظيفة، ليفقد ليفربول أحد أهم مميزاته في حقبة كلوب وهي “قهر الكبار” ليسقط أمام أول كبيرين خلال تسع جولات.

مكث توتنهام خمس مواسم بدون أي فوز ضد ليفربول في الدوري.. آخر فوز يعود للعام 2012.. 9 لقاءات (6 خسائر- 3 تعادلات) قبل أن يكسر النحس اليوم.

نعم ليفربول يعاني من مشاكل جمة في الفريق قبل وصول كلوب، لكنه بعد عامين سنجد أن تلك المشاكل قد إزدادت وأصبحت مضاعفة عما كانت ذي قبل، وإن كان السكاوزيين أصبحوا أكثر شراسة في الهجوم، لكن هل يكفي الهجوم وحده لتكوين فريق قوي؟ بالتأكيد لا.

المتعارف عليه إن المدرب الكبير هو من قلت نقاط ضعفه وكثرت مواطن قوته، وعند استحداث المشاكل تظهر براعته في حلها والقضاء عليها، لكن يبدو أن كلوب اختار أن يُدرج مع متوسطي مدربي القارة..

ليفربول تخصص الهزيمة ضد الفرق الصغيرة منذ تولي كلوب مسئولية تدريب النادي، وإن عُرف السبب بُطل العجب، وهو اندفاع لاعبي الريدز للأمام بفعل أسلوب الضغط العالي، الأمر الذي يجعل ظهر الفريق مكشوفًا في حالة قطع الكرة من قبل لاعبي الخصم، الذين لا يتاونون بالضرب بالمرتدات التي أسفرت عن عديد الأهداف في مرمى منيوليه.. حيث ظهر نصف ملعب ليفربول شبه فارغًا عند فقدان الكرة، مما جعل مهمة التغلب على ليفربول هي الأسهل لبعض مدربي البريميرليغ الصغار.

ليفربول هو أكثر نادٍ إنكليزي استقبلت شباكه أهدافًا من ركلات ثابتة منذ تولي كلوب أيضًا، والسبب يعود لعدم قدرة مدرب بوروسيا دورتموند السابق تدريب اللاعبين على التعامل مع الكرات الثابتة، سواء بالطرق التقليدية أو الحديثة، كلوب بالفعل لم يستطع حل تلك المعضلة، على عكس غوارديولا الذي صرّح عقب لقاء ليستر سيتي الموسم الماضي الذي خسره برباعية في كينغ باور “ليست لدي فلسفة دفاعية واضحة، ولم أدرب اللاعبين على التعامل مع المرتدات” ليعيد ترتيب أوراقه، ويصلح دفاعاتعه ليصبح أقوى دفاع في إنكلترا بعد تسع جولات.

منذ اعتزال الأسطورة ستيفين جيرارد، لم يتمكن لاعب واحد حرفيًا من ملء الفراغ الذي أحدثه ستيفي، وهو ما أظهر فجوة كبيرة بين الدفاع وخط الوسط، لوكاس ليفا هندرسون إيمري كان بينالدوم، كل هؤلاء فشلوا في تأدية دور لاعب الوسط الدفاعي بنجاح، مما قد يجعلك تشعر أن الريدز يلعبون بعشرة لاعبين! لربما تأخر كلوب في عملية التعاقد مع نابي كايتا، لكن أن تأتي متأخرًا خيرًا من ألا تأتي من الأساس.

رحل لويس سواريز إلى برشلونة عقب موسم خيالي، استحق على إثره لقب لاعب العام في إنكلترا، وظن البعض أن دانيل ستوريدج سيكون الخليفة الشرعي للأوروغوياني، لكن تجدد الإصابات حالت دون ذلك، ليتعاقد النادي مع أشباه مهاجمين كلامبيرت، أوريغي، بينتكي، وصديق الصليبي داني إينجز، كلوب لم يعمد للطريقة الأسهل وهي شراء مهاجم سوبر كروبيرت ليفاندوفيسكي، دييغو كوستا إلخ.. بل عمد لأنصاف الحلول ولجأ لتوظيف لاعبه البرازيلي روبيرتو فيرمينيو الذي لم يعتد اللعب في هذا المركز، ولا يوجد لديه الحس التهديفي أو النجاعة الهجومية، بأسلوب أشبه بالمسلسل المصري” البخيل وأنا”.. ليلعب الفريق موسمين كاملين دون مهاجم قناص حقيقي، لتتوالى مسلسل إهدار الفرص وبالطبع إهدار النقاط.

على الرغم من تصدي الحارس البلجيكي سيمون مينيوليه لسبع ركلات جزاء من أصل 20 تعرض لها منذ انضمامه للفريق، إلا أن هذه النسبة الرائعة لم تشفع لحارس سندرلاند السابق لدى جماهير الريدز، فالحارس البالغ من العمر 29 عامًا، دائم الارتكاب للأخطاء الفردية القاتلة والتي اهدت الخصم العديد من النقاط، وجلبت الحسرة على وجوه زملائه، كلوب بدوره تعاقد مع الحارس لوريس كاريوس، ليظهر بمستويات مُخجلة للغاية، ليجدد الثقة في سيمون مرة أخرى، دون النظر إلى إمكانية التعاقد مع أحد الحراس المتميزين، فيما يبدو أنه لا يعرف حُرّاس مرمى في العالم سواهم.

جاء ميركاتو ليفربول الصيفي مخيبًا لآمال الجماهير التي كانت تأمل في تقوية جُل الخطوط وليس الهجوم فقط، والذي أصبح يشكل هاجسًا في عقل الرجل الألماني، فبطبيعة الحال الفريق الذي يعاني على مستوى الحراسة والدفاع والوسط يجب أن يعزز تلك المراكز أولًا، ثم يبحث عن الهجوم –الذي في الأساس لا تواجه من خلاله أي مشاكل-.. لكن كلوب تعاقد مع صلاح، سولانك، تشامبرلين في الهجوم، فقط روبيرتسون في الدفاع، ومع الدخول في معمعة الموسم ظهر النقص والعجز في المراكز الثلاثة التي ذكرناها سابقًا، ليكون السؤال الآن “هل أشبعت حقًا رغبتك في الميركاتو”؟

كلوب أكد أنه قدم إلى ليفربول من أجل تطوير اللاعبين، وإحداث فارق في المنظومة، وأشار كذلك إلى أنه لن يقوم بسياسة الإنفاق الشره التي يتبعها بعض الأندية، وعلى أرض الواقع وبعد موسمين لم نجد لاعبًا واحدًا تطور على يد كلوب عدا آدم لالانا، الذي يعاني ويلات الإصابات منذ شهور، لنجد في النهاية أن المدرب الألماني لم يقم بهذا أو ذاك –التطوير أو الشراء-.

المصدر eurosport

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى