في ظاهرة غريبة من نوعها، تغزو بساتين ومزارع قطاع غزة، منذ أسابيع كميات كبيرة من حيوان “الحلزون” الذي تسبب بإتلاف وتوقف نمو مئات الأشجار، في وقت عجز فيه المزارعين عن مكافحتها بشكل كامل.
واشتكى العشرات من المزارعين الفلسطينيين في القطاع من عجزهم عن إبادة حيوان “الحلزون”، رغم استخدامهم أنواع عديدة من الأدوية والمبيدات الحشرية التي لم تجدِ نفعا أمام الكميات الهائلة من هذا الحيوان الرخوي.
و”الحلزون” اسم يطلق على معظم أفراد طائفة “البطن دميات الرخوية” التي تتخذ “صدفات” أو “قوقعات” لحماية جسدها الرخوي، وتتواجد الحلزونات في الماء العذب، والمحيطات وعلى البر، ويزحف معتمدًا على قدمه العضلية البطنية، بموجات من الانقباضات التي تنتشر إلي الأمام بسرعة ثابتة.
المزارع الفلسطيني فريد العمور (52 عاما) يمتلك أرضا زراعية في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، تضررت بشكل كبير جراء انتشار “الحلزون” بكثرة على الأشجار والنباتات المثمرة المزروعة بداخلها.
ويقول : “منذ نحو شهر تفاجأنا بظهور كميات كبيرة من (الحلزون) تزحف على جدران المنازل، والدفيئات الزراعية، والأشجار، وثمار الخضروات، والأشواك، وحتى أشجار الصبار”.
ويضيف “حاولنا مكافحته بعدة مبيدات منها ولكن لم ننجح في إبادة كثير منها، وأعدادها تتزايد بشكل يومي، ولا نعلم من أين تأتي”.
ويشير إلى أن عددا من المزارعين في جنوبي قطاع غزة استخدموا ملح الطعام الذي نجح في إبادة كثير من هذه “الحلزونات”، ولكن لا زال هناك أعداد كبيرة منها ولا يمكن السيطرة عليها باستخدام الملح فقط.
ويتابع “في كل عام تظهر الحلزونات في مثل هذا الوقت ولكن هذا العام ظهرت بكميات هائلة لم يسبق أن شاهدناها من قبل، بالإضافة لأنها هذه المرة أتلفت وأوقفت نمو مئات الأشجار والنباتات المثمرة”.
ويوضح أن هذه الحيوانات الرخوية تتغذى على أوراق الأشجار فتتسبب بوقف نموها، بالإضافة لإتلافها لثمار الخضروات والفواكه التي تزحف عليها.
ويطالب المزارع العمور الجهات الرسمية المختصة بأن تتدخل وتساعد المزارعين في مكافحة هذه الأعداد الكبيرة من “الحلزونات”.
الأناضول _ وطن اف ام