الساعات الذكية قد تجلب إليك تفاصيل حساباتك المصرفية، وتصاريح العبور، وكذلك لعبة كاندي كراش الرائجة.
أثارت الأخبار عن إطلاق شركة أبل للساعة الذكية “آي ووتش” حماس المستهلكين،
إلا أنها في الوقت ذاته أثارت قلق المستثمرين من أن منتج أبل الجديد قد يضر بالمنافسين أمثال بيبل (Pebble) وسامسونغ غالكسي.
شارك عدد من الكتاب في موقع لينكد إن (Linkedin) مؤخرا في تقييم فوائد التكنولوجيا التي يمكن ارتدؤها،
وانتشار التطبيقات الجديدة الخاصة بها، وإمكانية تعطيلها لصناعات ضخمة.
وفيما يلي رأي اثنين منهم:
برنارد مار، مؤلف كتب
سويسرا، انتبهي! يتساءل العديد من الناس عما إذا كانت الساعة الذكية ستؤدي إلى اختفاء الساعات التقليدية.
تقصى مار ذلك الأمر في تدوينته بعنوان: هل ستفعل أبل بساعات رولكس ما فعلته بهواتف نوكيا؟
كتب مار يقول: “لقد كان لدي شغف دائم بالساعات الميكانيكية الجميلة ولكني أشعر، وللمرة الأولى، أنه حتى أنا سأشعر بالإغراء لاستبدال ساعة يدي التقليدية الخالدة بساعة ذكية.”
ويضيف: “ستصبح الساعات الذكية رائجة في السنوات القادمة، وأعتقد أنها ستتحدى العديد من صانعي الساعات التقليدية، وتعطل أعمالا تجارية وصناعية أخرى.”
مستذكرا ما قاله أنسي فانجوكي عام 2007 بأن الـ آي فون لن يشكل تهديدا كبيرا على نوكيا،
يقول مار في تعليقه: “يتعين على صناعة الساعات التقليدية توخي الحذر من الرواج المتزايد للساعة الذكية.”
وكتب مار قائلا: “بالطبع، يُتوقع أن يقف رؤساء الشركات بشجاعة في وجه معارضي تلك الفكرة،
إلا أن التاريخ أظهر بوضوح أن عدم الانتباه إلى الخطر الكبير القادم وتكييف تجارتك في الوقت المناسب قد يكون له نتائج كارثية.”
لم تعلن أبل رسميا عن إطلاق آي ووتش، إلا أن تقرير وكالة أنباء رويترز تحدث عن إمكانية إصدار الشركة ساعة ذكية في الخريف.
وإذا ما طورت ساعة أبل الذكية آي ووتش لتعمل بالتوافق مع هاتفها الذكي آي فون في تمرير التنبيهات والرسائل النصية والتحديثات على مواقع التواصل الاجتماعي،
“فإن اقتناءها سيصبح ضرورة استهلاكية لحشود من المولعين ومحبي اقتناء المنتجات التكنولوجية في العالم”، بحسب ما كتب مار.
وسيكون تأثير الساعة الذكية على سوق الساعات الفاخرة كبيرا أيضا.
ويقول مار: “أعتقد أنه على الدوام سيكون هناك سوق للساعات الفاخرة وللهندسة السويسرية الدقيقة، ومع ذلك، لا أعتقد أن خطر الساعة الذكية سيكون أكبر من الخطر الرقمي الذي شاع في الثمانينيات.”
ويضيف مار: “يثير هذا احتمالا مثيرا بأن شركات التكنولوجيا ربما تعمل على دراسة فكرة نوع ما من الساعات الهجينة – بدمج الأداة الذكية بالحركات الميكانيكية التقليدية.
إنها بالتأكيد فكرة مثيرة. فهل ستبدأ أجهزة كهذه، لو صدرت في نهاية المطاف، بإغراء عملاء الأسواق الفاخرة؟ ربما، إن لم يكونوا من هواة صناعة باتك فيليب، فمن هواة صناعة تاغ أو حتى رولكس.”
غريغوري كينيدي، كبير نواب رئيس التسويق بشركة تاب سنس
يعود جزء من أسباب جاذبية الساعة الذكية إلى عروض التطبيقات الآخذة دائما في الاتساع، حيث تقدم لك كل شيء من برامج تعليم الطبخ إلى المكالمات الهاتفية الجماعية بلمسة على معصمك.
وكتب كينيدي في تدوينته، بعنوان: جاهز أم لا، ها قد أتى تطبيق النظام البيئي الذي يُلبس، قائلا: “بينما ينمو سوق الأجهزة الذكية التي تُلبس، تنتشر التطبيقات في كل مكان.”
ويعتبر هذا كلاما يطيب سماعه بالنسبة لمطوري التطبيقات الذين يسعون للحصول على الأموال بسرعة.
فشركة بيبل (Pebble)، صاحبة إحدى أكثر العلامات التجارية شيوعا في صناعة الساعات الذكية، لديها حاليا 3,000 تطبيق في متجرها الإلكتروني.
أما ساعة سامسونغ غالكسي، التي باعت أكثر من 500 ألف وحدة، فهي توفر تطبيقات على نظام التشغيل الخاص بها.
ومؤخرا، أعلنت كل من إل جي وموتورولا عن إنتاج ساعتين ذكيتين، وذلك في مؤتمر غوغل (Google I/O)، وهو مؤتمر سنوي لمطوري البرامج الإلكترونية.
وكتب كينيدي قائلا إن الساعات الذكية تقدم سوقا جديدة ومنصة جديدة أيضا لمطوري التطبيقات.
ويضيف: “المواصفات الجديدة والمعلومات وإمكانية الوصول إلى التطبيقات ستعمل على ظهور أنواع جديدة من التطبيقات المثيرة”.
وقد أظهرت التكنولوجيا التي يمكن ارتداؤها، مثل نظارة غوغل، بالفعل أنها واعدة في المجال التجاري.
ويقول كينيدي إن الشرطة في دبي تجري تجارب على تطبيقات النظارات الذكية لاستخدامها في تعزيز قوانين المرور.
وهناك تطبيقات أخرى توسع نطاق الصناعات الخاصة بأعمال الطبخ، والطب، والأمن.
ويضيف كينيدي: “على مستوى المستهلكين، وجدت الساعة الذكية سوقا رئيسية وسط الهواة والمتحمسين للتطورات التكنولوجية مع تطوير آلاف التطبيقات لهم على وجه الخصوص.
وفيما يتزايد حجم مبيعات التكنولوجيا المحمولة، فإن فرصا كبيرة ستظهر أمام مطوري التطبيقات، كما حدث عند إنتاج الهاتف الذكي.”
وطن اف ام