لا تنخدع بالأقراص الدوائية، أو احتواء زجاجة دوائية على مادة سحرية، أو مواد تمتص الدهون، فأي شيء يؤتي جدواه بحق ليس آمنًا، أما الأدوية الآمنة، فهي غير فعالة. ولكي تتعامل مع المشكلة الحقيقية، يجب أن تحدث تغييرات حقيقية. إليك بعض البيانات الخاصة بأربعة من أشهر العلاجات.
توت الأساي: بينما يحتوي التوت بكل أنواعه على مركبات مضادة للالتهابات وغنية بمضادات الأكسدة، فإن الأساي البرازيلي الشهير ليست له مزايا صحية سحرية أو قدرة على إنقاص الوزن. وليس هناك دليل يقترح أن منتجات الأساي سوف تساعدك على إنقاص كيلوجرامات من وزنك، أو التمتع ببطن مستوٍ، أو قدرة على تنظيف القولون، أو علاج الصلع، أو عمل أية وظيفة أخرى من التي تروج لها الإعلانات. وفاكهة الأساي الباهظة تأتينا على شكل عصير أو لب أو مسحوق أو كبسولات؛ وهذا انتصار للتسويق أكثر منه انتصار علمي. في الحقيقة، الشركات التي تروج لفاكهة الأساي خاضعة للتحقيق بعد الشكوى التي تقدم بها كثيرون من المستهلكين.
الجارسينيا كامبوجيا (حمض الهايدروسيتريك): رغم جود بعض النظريات والدراسات المثيرة التي أجريت على الحيوانات، تبقى الدراسات التي أجريت على بني الإنسان غير مذهلة. في أفضل دراسة أجريت حتى الآن، خضع 135 مريضًا لتجربة لم يعرفوا فيها ما إذا كانوا يحصلون على 1500 ميلليجرام يوميًّا من حمض الهايدروسيتريك أو دواء وهمي. واتبعوا جميعًا نظامًا غذائيًّا غنيًّا بالألياف منخفض السعرات الحرارية. وبعد اثني عشر أسبوعًا أنقصت المجموعة التي كانت تتناول دواءً وهميًّا وزنًا أكبر. الخلاصة: جارسينيا كامبوجيا لا يؤتي نفعًا.
الكيتوزان: هذا النوع من الكيتين؛ المشتق من قشور القشريات، يحبس الدهون في الأمعاء، وكثيرًا ما يتم الإعلان عنه باعتباره يمتص الدهون. وعند إلقاء نظرة على البيانات المتاحة نجد أنها تشير إلى أنك يجب أن تتناول زجاجة كاملة كل يوم لكي ينخفض امتصاص الدهون لديك. وكمية الدهون الممتصة ضئيلة للغاية، وتوضح البيانات السريرية أن الكيتوزان لا يعزز إنقاص الوزن. الخلاصة: الكيتوزان لا يؤتي نفعًا.
إفيدرين ألكالويدز: رغم أن هذا المحفز الطبيعي له تأثير بسيط على تقليل الشهية، أصدرت منظمة الغذاء والدواء تحذيرًا تتعلق بوجود آثار جانبية خطيرة ومحتملة مرتبطة باستخدام المنتجات التي تحتوي على الإفيدرا؛ ومن بينها اضطراب ضربات القلب، ونوبات القلب والسكتات الدماغية، والذهان وعدم أداء الكبد لوظائفها على نحو جيد ونوبات مرضية، وتسارع ضربات القلب والقلق وآلام المعدة. والإفيدرا خطيرة للغاية لدرجة قد تؤدي إلى الوفاة؛ حتى ولو تم تناولها بجرعات منخفضة، وجد أن لها آثارًا صحية وخيمة. الخلاصة: الإفيدرين لا يستحق المخاطرة.
ماذا عن عقاقير إنقاص الوزن؟
تذكر أنه لكي يؤتي أي شيء ثماره، يجب أن تلتزم به مدى الحياة. حتى لو كانت العقاقير فعالة لحد مبهر، يجب أن تكون مستعدًّا للمواظبة عليها إلى الأبد. فلحظة تتوقف عن تناولها، سوف تضيع فوائدها تدريجيًّا. وعلى المدى الطويل، يبقى نظامك الغذائي هو ما يحدد صحتك ووزنك، فأدوية الأمفيتامين التي تكبح الشهية لاقت رواجًا كبيرًا، وكانت مشهورة للغاية حتى اتضحت مخاطرها للجميع. ولم يتم مطلقًا الموافقة على استخدامها على المدى الطويل، ومن ثم لم يكن من الحكمة أن يستخدمها الناس.
من العقاقير التي أقرتها منظمة الغذاء والدواء لإنقاص الوزن هي الميريديا (السيبوترامين) والزنيكال (أورليستات). وقد يسبب المريديا الصداع والأرق والإمساك، وجفاف الفم وفرط التوتر، كما أن نفعه محدود. أما الزنيكال مثبط الدهون فقد يسبب آلامًا في البطن والإسهال، كما أنه يقلل امتصاص الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون مثل د، إي، ك. وهذا العقار قد يفيد الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًّا غير صحي، يحتوي على الدهون، ولكن حتى لو كان الأمر كذلك، فإنه لا يستحق الآثار الجانبية التي يسببها. وبوجه عام، تبقى الأدوية أدوية؛ فهي بديل سيئ لعيش حياة صحية.
المصدر : مجلة طبيب دوت كوم