سرطان الرئة هو نوع من السرطان يبدأ في الرئتين، والرئتان هما عضوان إسفنجيان في منطقة الصدر، يستخلصان الأكسجين عند الاستنشاق، ويطلقان ثاني أكسيد الكربون عند الزفير. يُعتبر سرطان الرئة السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان في معظم البلاد الغربية، بين الرجال والنساء على حد سواء، ويحصد حياة عدد من الأشخاص يفوق عدد الأشخاص الذين يموتون بسبب سرطانات القولون والبروستات والثدي معًا.
والأشخاص الذين يدخنون هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة، وتزيد مخاطر الإصابة بسرطان الرئة مع طول المدة التي تدخن فيها، ومع زيادة عدد السجائر التي تدخنها، وإذا أقلعت عن التدخين، حتى بعد التدخين لسنوات عديدة، يمكنك تقليل احتمالات الإصابة بسرطان الرئة بشكل كبير.
* ما هي أعراض سرطان الرئة؟
لا يسبب سرطان الرئة عادة علامات وأعراضًا في مراحله المبكرة، وتظهر علامات وأعراض سرطان الرئة فقط عندما يكون المرض في مرحلة متقدمة.
ويمكن أن تشمل علامات وأعراض سرطان الرئة ما يلي:
سعال جديد لا يزول.
تغيرات في السعال المزمن أو “سعال المدخن”.
خروج دم مع السعال، حتى ولو بكمية صغيرة.
ضيق التنفس.
آلام الصدر.
الأزيز.
بحة الصوت.
فقدان الوزن دون اتباع أي من أنظمة الرجيم.
آلام العظام.
الصداع.
* متى ينبغي زيارة الطبيب؟
حدد موعدًا لزيارة الطبيب إذا ظهرت لديك أيّة علامات أو أعراض تقلقك.
وإذا كنت تدخن ولم تستطع الإقلاع عن التدخين، فيمكن للطبيب أن يوصي باتباع استراتيجيات للإقلاع عن التدخين، مثل الاستشارات والأدوية والمنتجات البديلة للنيكوتين.
* ما هي أسباب سرطان الرئة؟
يسبب التدخين معظم سرطانات الرئة – سواء لدى المدخنين أو لدى الأشخاص المعرضين للتدخين السلبي، ولكن يحدث سرطان الرئة أيضًا لدى الأشخاص الذين لم يدخنوا قط، وهؤلاء الذين لم يتعرضوا للتدخين السلبي لفترات طويلة، وفي هذه الحالات، ربما لا يكون هناك سبب واضح للإصابة بسرطان الرئة.
* كيف يسبب التدخين سرطان الرئة؟
يعتقد الأطباء أن التدخين يسبب سرطان الرئة عن طريق إتلاف الخلايا، التي تبطن الرئتين، فعندما تستنشق دخان السجائر، الذي يكون مليئًا بالمواد المسببة للسرطان (المسرطنات)، تبدأ تغيرات في أنسجة الرئة على الفور تقريبًا.
وفي البداية يكون الجسم قادرًا على معالجة هذا الضرر، ولكن مع تكرار التعرض، تتعرض الخلايا الطبيعية التي تبطن الرئتين للتلف على نحو متزايد، وبمرور الوقت، يتسبب الضرر الذي تعرضت له الخلايا في أن تعمل بشكل غير طبيعي وفي نهاية المطاف قد يحدث السرطان.
* عوامل الخطورة في الإصابة
هناك عدد من العوامل التي قد تزيد من خطورة الإصابة بسرطان الرئة، ويمكن السيطرة على بعض عوامل الخطورة، كالإقلاع عن التدخين على سبيل المثال، لكن يتعذر السيطرة على عوامل أخرى مثل التاريخ المرضي للعائلة، وتتضمن عوامل الخطورة لسرطان الرئة ما يلي:
– التدخين
تزداد مخاطر الإصابة بسرطان الرئة بزيادة عدد السجائر التي تدخنها كل يوم، وعدد السنوات التي دخنت على مدارها، والإقلاع عن التدخين في أية مرحلة عمرية يمكن أن يقلل بشكل كبير من مخاطر الإصابة بسرطان الرئة.
– التعرض للتدخين السلبي
حتى إذا لم تدخن، فإن مخاطر الإصابة بسرطان الرئة تزيد إذا كنت معرضًا للتدخين السلبي.
– التعرض لغاز الرادون
يصدر غاز الرادون نتيجة للانهيار الطبيعي لليورانيوم في التربة والصخور والمياه، والذي يصبح في النهاية جزءًا من الهواء الذي نتنفسه، ويمكن أن تتراكم مستويات غير آمنة من غاز الرادون في أي مبنى، بما في ذلك المنازل.
ويمكن لمجموعة اختبار غاز الرادون، المتوفرة في بعض البلدان، تحديد ما إذا كانت مستويات الرادون آمنة، وإذا تم اكتشاف أن المستويات غير آمنة، فهناك علاجات متوفرة.
– التعرض للأسبستوس وغيرها من المواد الكيميائية
يمكن أن يزيد التعرض في مكان العمل لمادة الأسبستوس وغيرها من المواد الأخرى المعروف أنها تسبب السرطان – مثل الزرنيخ والكروم والنيكل – من خطر الإصابة بسرطان الرئة، وخاصة إذا كنت مدخنًا.
– تاريخ الإصابة بسرطان الرئة لدى العائلة
الأشخاص الذين يكون لديهم أحد الوالدين أو الأشقاء أو الأطفال مصابًا بسرطان الرئة، يكونون عرضة لمخاطر متزايدة للإصابة بالمرض.
* مضاعفات سرطان الرئة
يمكن أن يسبب سرطان الرئة مضاعفات مثل:
1. ضيق التنفس
يعاني الأشخاص المصابون بسرطان الرئة من ضيق التنفس إذا زاد نمو السرطان ليسد الممرات الهوائية الرئيسية، ويمكن أن يسبب سرطان الرئة أيضًا تراكم السوائل حول الرئتين، الأمر الذي يجعل من الصعب توسع الرئة المصابة عند الاستنشاق.
2. خروج الدم مع السعال
يمكن أن يسبب سرطان الرئة نزيفًا في مجرى الهواء، الأمر الذي يجعلك تكحّ دمًا (نفثاً دمويّاً)، وفي بعض الأحيان يمكن أن يصبح النزيف حادًا، ولكن تتوفر طرق علاج مختلفة للسيطرة على النزيف.
3. الألم
سرطان الرئة في مراحله المتقدمة، الذي ينتشر فيها إلى بطانة الرئة أو إلى جزء آخر بالجسم، مثل العظام، يمكن أن يسبب ألمًا.
وقد يكون الألم في البداية خفيفًا ومتقطعًا، ولكن يمكن أن يصبح متواصلاً، وقد تساعد الأدوية والعلاج الإشعاعي وطرق العلاج الأخرى على تخفيف الآلام.
4. سوائل في الصدر (انصباب جنبي)
يمكن أن يسبب سرطان الرئة تراكم السوائل في الحيز الذي يحيط بالرئة المصابة، في تجويف الصدر (حيز الجنب).
والسوائل المتراكمة في الصدر يمكن أن تسبب ضيق التنفس، وتتوفر طرق علاج لتصريف السوائل من الصدر وتقليل احتمالات حدوث الانصباب الجنبي مرة ثانية.
5. السرطان الذي ينتشر إلى الأجزاء الأخرى من الجسم
غالبًا ما ينتشر سرطان الرئة (ينتقل) إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل الدماغ والعظام.
والسرطان الذي ينتشر يمكن أن يسبب ألمًا أو غثيانًا أو صداعًا أو علاماتٍ وأعراضاً أخرى، وذلك استنادًا إلى العضو المصاب، وإذا انتشر سرطان الرئة إلى أعضاء أخرى، فعندئذ لا يكون قابلاً للعلاج بشكل عام، لكن تتوفر طرق علاج لتقليل العلامات والأعراض، ومساعدتك على العيش على نحو أفضل.
* أنواع سرطان الرئة
يصنف الأطباء سرطان الرئة إلى نوعين رئيسيين استنادًا إلى مظهر خلايا سرطان الرئة تحت المجهر، ويتخذ الطبيب القرارات الخاصة بطرق العلاج استنادًا إلى نوع سرطان الرئة الرئيسي لديك، ونوعا سرطان الرئة الرئيسيان هما:
– سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة
يحدث سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة بشكل حصري تقريبًا لدى المدخنين الشرهين، وهو أقل شيوعًا من سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة.
– سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة
سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة هو مصطلح شامل لعدة أنواع من سرطانات الرئة، التي تتشابه في سلوكها، وتشمل سرطانات الرئة ذات الخلايا غير الصغيرة سرطان الخلايا الحرشوفية، والورم الغدي، وسرطان الخلايا الكبيرة.
المصدر : العربي الجديد