علوم وتكنولوجيا

أنظمةٌ عصبيَّة كيميائيَّة في الدِّماغ تحدِّد شدَّة مرضٍ عصبيّ مهمٍّ

تشير دراسةٌ جديدة إلى أنَّ المصابين باضطراب ما بعد الصدمة post-traumatic stress disorder (PTSD) يبدو أنَّ لديهم اضطراباً في التوازن ما بين مَنظُومتين دماغيَّتين مُطلِقتين للإشارات. وكلَّما كان اضطرابُ التوازن بين هاتين المَنظُومتين العصبيَّتين الكِيميائيَّتين – السيروتونين serotonin والمادَّة ب substance P – أكبر، كانت أعراضُ اضطراب ما بعد الصدمة أشدّ، مثلما ذكر الباحثون السويديُّون.

 

استعملَ الباحثون في هذه الدراسة أجهزةَ التَّصوير المَقطَعِيّ بالإِصدارِ البوزيترونيّ PET scanners لقِيَاس العلاقة بين المَنظُومتين الدِّماغيَّتين لإطلاق الإشارات.

لقد أظهر بحثٌ سابق أنَّ المصابين باضطراب ما بعدَ الصدمة لديهم تغيُّراتٌ في تشريح الدماغ ووظيفته. وفي حين أنَّ بعضَ الخبراء أشاروا إلى أنَّ اضطرابَ ما بعدَ الصدمة يمكن أن ينطوي على انحرافٍ أو انزياح في التوزان ما بين المَنظُوماتِ الدِّماغيَّة لإطلاق الإشارات، يعتقد معدُّو الدراسة أنَّ هذه الدراسةَ هي الأولى التي أثبتت ذلك.

قال الباحثون: تحسِّن النتائجُ من فهم اضطراب ما بعدَ الصدمة، يمكن أن تقودَ إلى معالجاتٍ أفضل لهذه الحالة.

استناداً إلى الوزارة الأمريكيَّة لشؤون المحاربين القُدامى، فإنَّ اضطرابَ ما بعدَ الصدمة (شكل من أشكال اضطرابات القلق) يصيب زهاءَ 8 في المائة من الأشخاص الذين يتعرَّضون لحوادث صادِمَة، مثل حوادث الحروب والعنف والحوادث الخطيرة.

قال معدُّ الدراسة أندرياس فريك، وهو باحثٌ في قسم علم النفس بجامعة أوبسالا، في مدينة استوكهولم: “في الوقت الراهن، غالباً ما يُعالَج اضطرابُ ما بعدَ الصدمة بمثبِّطات عودةِ اِستِرداد السيروتونين الانْتِقائِيّة selective serotonin re-uptake inhibitors (SSRIs)، وهي أدويةٌ ذات تأثيرٍ مباشر في جملة السيروتونين، تخفِّف الأعراضَ عند الكثير من المرضى، ولكن لا تُفِيدهم جميعاً”.

وأشار إلى أنَّ “استعادةَ التوازن بين منظومتَي السِّيروتونين والمادَّة ب يمكن أن تصبحَ إستراتيجيةً جديدة في المعالجة لدى الأفراد الذين يعانون من الأحداث الصادمة أو الراضَّة”.

زر الذهاب إلى الأعلى