علوم وتكنولوجيا

طريقة جديدة في علاج سرطان الثدي تعطي نتائج واعدة

توصَّلت دراسةٌ حديثة إلى أنَّ استخدامَ الليزر في تسخين الأورام والقضاء عليها – الاجتثاث الليزري laser ablation – قد يكون فعَّالاً في علاج سرطانات الثدي صغيرة الحجم، وهو ما قد يُجنّب النساءَ جراحةَ استئصال الورم. يُطلق على طريقة الاجتثاث الليزري المستخدمة في هذه الدراسة اسمَ علاج الثدي بطريقة نوفيليس Novilase Breast Therapy (حيث اشتُق اسم الطريقة من اسم الشركة الطبِّية التي ابتكرتها)؛ وتتضمَّن هذه الطريقةُ وضعَ مسابر صغيرة في مركز الورم، ومن ثم تسخينها بوساطة الليزر لتدمير الورم.

 

تقول الدكتورة باربارا شفارتزبيرغ، اختصاصية جراحة أورام الثدي بمعهد سارة كانون للأبحاث في مركز روز الطبِّي في مدينة دينفر، والمديرة الطبية بشركة نوفيان هيلث التي ابتكرت هذه الطريقة: “إنَّها طريقةٌ ناجحة”.

وتتوقَّع شفارتزبيرغ بأنه، في حال استمرت الأبحاث على هذه الطريقة، فإنَّها ستحلُّ مستقبلاً مكانَ الإجراء التقليدي القائم على استئصال الورم جراحياً، كما أنها ستلقى قبولاً أكبر لدى النساء المصابات.

قام الباحثون بتقييم 60 امرأة مصابة بمرحلة مبكِّرة من سرطان الثدي، بحيث كان قطر الورم 2 سم كحد أقصى. وجرت معالجةُ النساء بالطريقة الجديدة في عدة مراكز طبية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

وبحسب جمعية طب الأشعة التداخلي، فإنَّ الأورام التي جرى علاجها بهذه الطريقة قد انكمشت وشكَّلت ندبة مكانها. ثم جرى علاجُ النساء بواسطة الأشعة السينية.

وبعدَ أربعة أسابيع من الاجتثاث الليزري، جرت إزالةُ النسج المعالجة بواسطة الجراحة. ثمَّ قام الباحثون بتفحُّص هذه النسج مجهرياً للبحث عن خلايا سرطانية متبقِّية، كما أجريت فحوصٌ بالرنين المغناطيسي للنساء المعالجات.

وجد الباحثون أن الطريقةَ الجديدة نجحت في القضاء بشكل كامل على السرطان لدى 91 في المائة من المريضات، وذلك عندما جرى تطبيقُها بشكل تقني صحيح حسب التعليمات المنصوص عليها. أمَّا النسبة الكلية لنجاح العلاج فكانت 84 في المائة.

كما وجد الباحثون أنَّ نتائجَ التصوير بالرنين المغناطيسي كانت متطابقةً مع نتائج الفحوص المخبرية للخلايا السرطانية (التشريح المرضي)، وهو ما يعني أنَّ التصوير بالرنين المغناطيسي قد يكون كافياً وحده لتحرّي نجاح أو فشل المعالجة بالليزر، وذلك بحسب الدكتورة شفارتزبيرغ.

تستغرق المعالجةُ بالليزر وقتاً أقصر بكثير من المعالجة التقليدية (حوالي 15 دقيقة)، وتُجرى تحت التخدير الموضعي والتوجيه بالأمواج فوق الصوتية لإرشاد الطبيب للنسج الواجب التخلُّص منها، ولا تترك ندبةً أو أي خسارة في حجم الثديين، وتتميز بفترة شفاء قصيرة بالمقارنة مع الطريقة الجراحية التقليدية.

من الجدير ذكره أنَّ الليزرَ قد جرى استخدامُه بطرق مختلفة في علاج سرطان الثدي على مدى 15 عاماً، كما جرى استخدامُه في علاج سرطان البروستات والبنكرياس والكبد.

وتقول شفارتزبيرغ إنَّ الحاجةَ لا تزال قائمةً لإجراء المزيد من الأبحاث على التقنية الجديدة قبل اعتمادها، وتأمل بأن تبدأ دراسةٌ جديدة حول هذا الموضوع بحلول عام 2016.

وفي معرض التعليق على الدراسة، تقول الدكتورة لورا كروبر، رئيسة قسم جراحة الثدي في مركز مدينة الأمل لعلاج السرطان بمدينة دورتي بولاية كاليفورنيا: “يبدو أنَّ هذه الطريقةَ واعدةٌ، وسيجري اعتمادها رسمياً في نهاية المطاف. ولكنَّها قد لا تصلح لجميع المريضات بسرطان الثدي”

وتُضيف كروبر: “لعلَّ إحدى أبرز نقاط القوة في الدراسة أن الإجراءات العلاجية قد أجريت في أحد عشر مركزاً مختلفاً، واشترك في إنجاز المهمة أطبَّاء أشعة وجراحو ثدي وباحثون”.

وتؤيِّد الدكتورة كروبر ما ذهبت إليه الدكتورة شفارتزبيرغ بأنه لابدَّ من إجراء المزيد من الأبحاث على هذه الطريقة قبل اعتمادها، مع اعتقادها بأنَّ الطريقةَ تبدو بالفعل ناجحة تماماً.

تقول كروبر: “لعلَّ من الأمور الواجب التحري عنها هو الحجم الأمثل للورم الذي يمكن علاجُه بهذه الطريقة، وما إذا كان هناك حالات لا تستجيب لهذا العلاج”.

زر الذهاب إلى الأعلى