ربَّما أنَّك لم تلاحظ أنَّ معظمَ الثَّدييات تحتاج إلى ضعفي عدد ساعات النوم التي تنامُها أنت كلَّ ليلة؛ وهذا ما اكتشفه باحثون من جامعة ديوك بعدَ تفحُّص نماذج النوم لدى مئات الثَّدييات، بما في ذلك 21 نوعاً من الرئيسيَّات primates. وهناك سببٌ لها الفارق.
قال مساعدُ معدِّ الدراسة واختصاصي الأَنثرُبُولُوجيا (عِلمُ البَشَرِيَّات) ديفيد سامسون في جامعة نورث كارولينا “البشرُ متفرِّدون في قِصَر نومهم وارتفاع جودته”.
وجد فريقُ البحث أنَّ الناسَ ينامون سبعَ ساعات وسطياً في الليل، في حين أنَّ بعضَ الرئيسيَّات الأخرى تحتاج إلى زهاء 14-17 ساعة ليلاً.
ينفق الناسُ وقتاً أقلّ في المراحل الليلية من النوم، ووقتاً أكثر في المراحل العميقة من الغَفو، حسب ما قال الباحثون.
قال سامسُون: من الأرجح أنَّ النومَ لفترات أقصر وأكثر كفاءةً لدى البشر ظهرَ بعدَ أن تركوا الأشجارَ، وبدؤوا بالنوم على الأرض المجاورة للنار وفي مجموعات أكبر، للمحافظة على الدفء والتقليل من خطر المُفترِسات. وهذا ما مَكَّنَ الإنسانَ من الحصول على معظم النوم في أقصر فترةٍ زمنية.
أضاف سامسون قائلاً: كما أنَّ تكريسَ ساعات أقلّ للنوم أتاح المزيدَ من الوقت للأنشطة، مثل تعلُّم المهارات الجديدة وتعزيز الروابط الاجتماعية، فضلاً أنَّ النومَ بعمق يساعد على حِفظ هذه المهارات وتحسين الذاكرة وزيادة الطاقة الذهنية.